اقتصاد / صحيفة الخليج

مزايا العمل الخضراء

تريفور جوكيمز *

يرغب المزيد من الموظفين في سوق العمل في اتخاذ إجراءات إضافية بشأن تغير المناخ، تكون جزءاً من وظائفهم بطريقة أو بأخرى. ومع ذلك يواجه العديد منهم حَجَراً عثرة كبيرة، ألا وهو الافتقار إلى الوعي المطلوب عندما يتعلق الأمر بالتزام أصحاب العمل بهذه القضية.

ورغم أنه لا يزال هامشياً، من الممكن أن يساعد الاتجاه المتزايد لما يسمى بمفهوم «الامتيازات الخضراء في سوق العمل»، والذي يشار إليه أيضاً باسم فوائد تغير المناخ، في سد هذه الفجوة وجعل المفاهيم المجردة أكثر وضوحاً وقابلية للتنفيذ في مكان العمل، مثل استحقاقات الموظفين وحزم التعويضات ذات الصلة.

وتميل الشركات الكبرى إلى التركيز بالتزاماتها البيئية على أهداف الكفاءة التشغيلية الرئيسية من سلسلة التوريد إلى السوق الاستهلاكية النهائية، على غرار مراكز البيانات الخالية من الكربون التابعة لشركة غوغل، وساعة أبل الذكية المحايدة للكربون.

وهناك أيضاً بعض الشركات التي تشارك بشكل كامل كعلامة تجارية في مكافحة تغير المناخ، مثل «باتاغونيا». وعلى مستوى كبار المسؤولين التنفيذيين، يُعد هذا بالفعل معياراً في جانب التعويضات من المعادلة، حيث ترتبط المكافآت التنفيذية في شركات، مثل أبل، بمقاييس الأداء البيئية والاجتماعية والحوكمة.

ولكن بالنسبة لمعظم الموظفين العاديين، كانت حزم المزايا في العقود الأخيرة تشتمل في الأساس على فئتين رئيسيتين: «الصحة والتقاعد». والآن هناك دلائل تشير إلى أن حزم المزايا الخضراء قد تصبح أكثر شيوعاً، ومن المحفزات المهمة المحتملة لذلك «فوائد التنقل»، وخاصة تلك التي تسهل وسائل النقل الصحية والصديقة للبيئة، ما يسمح لأصحاب العمل بتيسير وتعزيز أنماط الحياة التي تجتذب القوى العاملة التي لديها وعي بيئي متزايد، مع خفض صافي البصمة الكربونية للشركة.

يأخذ بائع التجزئة «وول مارت»، أكبر صاحب عمل في البلاد، التأثير البيئي لتنقلات الموظفين اليومية في الاعتبار ضمن بصمته الكربونية، في مثال واضح على الثقافة المتغيرة للشركة، مع الترويج في السنوات الأخيرة لأشكال بديلة للتنقل كانت جزءاً لا يتجزأ من تصميم المقر الرئيسي المستقبلي في بنتونفيل بولاية أركنساس.

ومع تبنّي «وول مارت» مقولة «إن وسائل النقل متعددة الوسائط والبديلة تمثل جزءاً كبيراً من مستقبل التنقل»، سهلت الشركة استخدام الدراجات كميزة لأسلوب حياة صديق للبيئة للموظفين، مع الاستثمار في أجهزة شحن الدراجات والسكوتر الكهربائي لمستخدميها القادمين إلى العمل.

ولدى وول مارت هدف معلن يتمثل بجعل 10% من قوتها العاملة تستخدم الدراجات في طريقها للعمل في بنتونفيل، ولكن كان من الصعب تحقيق هذا الهدف، وتأجل من إلى 2025 عندما يتم الانتهاء من تشييد المقر الجديد للشركة، حيث البنية التحتية تلعب دوراً رئيسياً في ذلك.

وأظهرت نتائج استطلاع سنوي أجرته شركة «دبليو تي دبليو» الاستشارية، شمل 500 صاحب عمل يمثلون أكثر من 8 ملايين عامل، أن مفهوم المزايا الخضراء بدأ يكسب زخماً إضافياً، بحسب كارولين مانجياردي، المديرة المساعدة للصحة والمزايا في الشركة.

وقالت مانجياردي: «إن مواقف أصحاب العمل تتغير، ولا يقتصر الاتجاه على الدراجات الكهربائية المخصصة للتنقل إلى العمل فحسب».

وفيما يتعلق بمفهوم الامتيازات الخضراء، وما يندرج أسفله من التزامات تشغيلية حقيقية وسلاسل توريد الشركات الكبرى، بالإضافة إلى زخم العودة إلى العمل، هناك فرصة لدمج المفهوم في توازن جديد بين العمل والحياة. فهذه الامتيازات هي ساحة إيجابية يبدو فيها أن الطلب يفوق العرض، وقد تكون فوائد التنقل الأخضر أول مؤشر على موجة اعتماد أوسع.

* أستاذ الآداب والثقافة المعاصرة في جامعة نيويورك (سي إن بي سي)

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا