«ذا كونفرزيشن»

ألاسكا، المعروفة بمناظرها الطبيعية الخلابة ومواردها الوفيرة، تتطلع الآن نحو المحيط بحثاً عن مصدر جديد للطاقة المتجددة، «طاقة المد والجزر»، بفضل سواحلها الشاسعة وتيارات هذه الطاقة القوية، وتتمتع ألاسكا بالقدرة على تسخير قوة هذا النوع من الطاقة لتوليد الكهرباء النظيفة لسكانها.

ووفقاً للخبراء، تمتلك ألاسكا بعض المواقع الواعدة لتطوير الطاقة في الولايات المتحدة، وتخلق الجغرافيا الفريدة للولاية، بقنواتها ومضايقها العديدة الضيقة، ظروفاً مثالية لحصاد الطاقة، ويمكن أن تصل سرعة تياراتها إلى 15 ميلاً في الساعة، ما يجعلها مصدراً قوياً وموثوقاً للطاقة.

ويجري تنفيذ العديد من المشاريع لتسخير طاقة المد والجزر الآن، وأحد المشاريع البارزة هو تركيب توربينات تحت الماء في كوك إنليت، وهي منطقة معروفة بتياراتها القوية، وصممت هذه التوربينات لالتقاط الطاقة الحركية للمد والجزر وتحويلها إلى كهرباء، والتي يمكن بعد ذلك تغذيتها إلى الشبكة المحلية.

وإحدى المزايا الرئيسية لطاقة المد والجزر هي تأثيرها البيئي البسيط مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي، وطاقة المد والجزر هي مورد متجدد لا ينتج عنه انبعاثات غازات الدفيئة أو التلوث، ومن خلال الاستثمار فيها، تستطيع ألاسكا تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري المستورد والتحرك نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة.

وفي حين أن هذه الطاقة تحمل وعداً كبيراً لألاسكا، إلا أن هناك أيضاً تحديات تحتاج إلى المعالجة، وتعد التكاليف الأولية المرتفعة لمشاريع طاقة المد والجزر، فضلاً عن التأثير المحتمل على النظم البيئية البحرية، من العوامل المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار، إضافة إلى ذلك، فإن الطبيعة المتقطعة للتيارات في هذه الطاقة تعني أنه ستكون هناك حاجة لحلول تخزين الطاقة لضمان إمدادات طاقة موثوقة.

ورغم هذه التحديات فيبدو المستقبل مشرقاً بالنسبة لطاقة المد والجزر بألاسكا، ومع استمرار تحسن التكنولوجيا وانخفاض التكاليف يمكن أن تلعب هذه الطاقة دوراً مهماً بمزيج الطاقة في الولاية، وبفضل مواردها الوفيرة والتزامها بالاستدامة تستعد ألاسكا لتصبح رائدة في تطوير هذه الطاقة في الولايات المتحدة.