دبي: خالد موسى

توقع البنك الدولي في أحدث تقرير حول آفاق أسواق السلع الأساسية، بلوغ أسعار خام برنت في المتوسط 84 دولاراً للبرميل في 2024، قبل أن تنخفض إلى متوسط 79 دولاراً في 2025، على افتراض عدم انقطاع الإمدادات بسبب الصراع في الشرق الأوسط. ولكن إذا تفاقم الصراع بشكل أكبر، فقد يؤدي انقطاع إمدادات النفط إلى دفع التضخم العالمي إلى الارتفاع. وقد يؤدي انقطاع الإمدادات المعتدل المرتبط بالصراع إلى رفع متوسط سعر برنت هذا العام إلى 92 دولاراً للبرميل. وقد يؤدي الاضطراب الأكثر حدة إلى تجاوز أسعار النفط 100 دولار للبرميل، ما يزيد التضخم العالمي في عام 2024 بنحو نقطة مئوية واحدة.

وبحسب التقرير، فقد أدت التوترات الجيوسياسية المستمرة، على مدى العامين الماضيين، إلى ارتفاع أسعار النفط والعديد من السلع الأساسية الأخرى حتى مع تباطؤ النمو العالمي، بحسب تقرير البنك. وعلى سبيل المثال، ارتفع سعر خام برنت إلى 91 دولاراً للبرميل في إبريل/ نيسان، أي ما يقرب من 34 دولاراً للبرميل أعلى من متوسط الفترة 2015-2019.

• الذهب

وتوقع البنك أن يصل متوسط سعر الذهب - وهو خيار شائع للمستثمرين الباحثين عن «ملاذ آمن» - إلى مستوى قياسي في عام 2024 يبلغ 2100 دولار للأونصة، قبل أن يتراجع قليلاً في عام 2025 إلى 2050 دولار للأونصة. ويتمتع الذهب بمكانة خاصة بين الأصول، وغالباً ما يرتفع سعره خلال فترات عدم اليقين الجيوسياسي والسياسي، بما في ذلك الصراعات. ومن المتوقع أن يؤدي الطلب القوي من العديد من البنوك المركزية في البلدان النامية، إلى جانب التحديات الجيوسياسية المتزايدة، إلى تعزيز أسعار الذهب طوال عام 2024.

• الفضة

وتوقع البنك ارتفاع أسعار الفضة بنسبة 7% في 2024 إلى 25 دولاراً (مقارنة مع 23.4 دولار في 2023) وبنسبة 4% في عام 2025 إلى 26 دولاراً في 2025. وبحسب التقرير، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.5% في الربع الأول من 2024 (على أساس ربع سنوي) وحققت مزيداً من الارتفاع في إبريل، بفضل انتعاش النشاط الصناعي. وفي عام 2024، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الفضة بشكل متواضع، مدفوعاً بجاذبيتها المزدوجة كأصل مالي، وسلعة صناعية. ولا يزال الطلب الصناعي، الذي يمثل ما يقرب من نصف استهلاك الفضة العالمي، مدعوماً من خلال التوسع في المركبات الكهربائية، والبنية التحتية للطاقة المتجددة، ومن المرجح أن يتعزز بشكل أكبر من خلال انتعاش الطلب على المجوهرات، والفضيات.

ووفقاً للتقرير، من المقرر أن يتم تعزيز اهتمام المستثمرين بالفضة من خلال تخفيضات أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة، في وقت لاحق من هذا العام. ومن المتوقع أن ينمو المعروض من الفضة في 2024، مع زيادة إنتاج المناجم في تشيلي والمكسيك وروسيا ما يعوّض الانخفاض في إعادة تدوير الفضة وإنتاج المنتجات الثانوية.

• أسعار السلع الأساسية

وبحسب التقرير، استقرت أسعار السلع الأساسية العالمية بعد انخفاض حاد لعب دوراً حاسماً في تقليص التضخم الإجمالي العام الماضي، ما قد يجعل من الصعب على البنوك المركزية خفض أسعار الفائدة بسرعة، وفقاً لأحدث تقرير لآفاق أسواق السلع الأساسية الصادر عن البنك الدولي. ويخلص التقرير أيضاً إلى أن اندلاع صراع كبير في الشرق الأوسط يمكن أن يوقف الانخفاض التضخمي الذي حدث خلال العامين الماضيين.

ووفقاً للتقرير، انخفضت أسعار السلع الأساسية العالمية بنحو 40% في الفترة بين منتصف 2022 ومنتصف 2023. وقد ساعد هذا على دفع معظم الانخفاض بنحو نقطتين مئويتين في التضخم العالمي بين عامي 2022 و2023. ولكن منذ منتصف عام 2023، ظل مؤشر البنك الدولي لأسعار السلع الأساسية من دون تغيير في الأساس. وبافتراض عدم اندلاع المزيد من التوترات الجيوسياسية، تشير توقعات البنك إلى انخفاض بنسبة 3% في أسعار السلع الأساسية العالمية في 2024، وبنسبة 4% في 2025. ولن تفعل هذه الوتيرة الكثير لكبح التضخم الذي يظل أعلى من أهداف البنوك المركزية في معظم البلدان. وسوف يبقي ذلك أسعار السلع الأساسية أعلى بنحو 38% عما كانت عليه في المتوسط في السنوات الخمس التي سبقت جائحة «كوفيد-19».