انخفضت الأسهم الأمريكية، الأربعاء، في آخر جلسات إبريل المتقلب، بعد أن أظهرت البيانات انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول بنسبة 0.3%، حيث أثرت سلسلة من التحركات السياسية للرئيس دونالد ترامب، خاصةً في مجال التجارة، في معنويات الشركات.
وهوى المؤشر داو جونز الصناعي 700 نقطة، أي ما يعادل 1.72%. وانخفض ستاندرد آند بورز بنسبة 2.01%، بينما خسر مؤشر ناسداك المركب 2.53%.
وصرحت وزارة التجارة، الأربعاء بأن الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول انخفض بنسبة 0.3%، وهو تراجع سريع عن زيادة بنسبة 2.4% في الربع الأخير. وارتفعت الواردات بنسبة 41% في الربع الأخير، ما قلل من الناتج المحلي الإجمالي، حيث سعت الشركات إلى استباق معركة ترامب التجارية العالمية.
كما أشار تقرير منفصل صادر عن «إيه دي بي» إلى تباطؤ اقتصادي، حيث تباطأ نمو الرواتب في القطاع الخاص في إبريل إلى 62,000 وظيفة فقط خلال الشهر. وكان ذلك أقل بكثير من تقديرات داو جونز التي توقعها الاقتصاديون والبالغة 120,000 وظيفة. وأعاقت بيانات الناتج المحلي الإجمالي السلبية انتعاشاً ملحوظاً في أسواق الأسهم خلال شهر إبريل. وأدى إعلان ترامب الشامل عن الرسوم الجمركية «المتبادلة» في الثاني من إبريل إلى هبوط حاد في سوق الأسهم، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 11% في إحدى مراحل الشهر، وبنحو 20% عن مستواه القياسي في فبراير. وتبع ذلك انتعاش مع تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية المشددة، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مع حلول الأربعاء بنحو 1% فقط خلال الشهر.
واختتمت المؤشرات الرئيسية تداولات الثلاثاء على ارتفاع بعد أن صرّح وزير التجارة هوارد لوتنيك لشبكة «سي إن بي سي» بأن البيت الأبيض على وشك الإعلان عن صفقة تجارية، لكنه لم يُسمِّ الدولة. وفي وقت لاحق من بعد الظهر، صرّح ترامب بأن مفاوضات الرسوم الجمركية مع الهند «تسير على ما يُرام» وأن الولايات المتحدة قد تُبرم اتفاقية قريباً مع الهند.
لكن عمليات البيع عادت، الأربعاء، حيث أثار تقرير الناتج المحلي الإجمالي الضعيف مخاوف من أن الفوضى الناجمة عن موجة سياسات ترامب ربما تكون قد دفعت الاقتصاد بالفعل نحو الركود قبل إبرام أي صفقات تجارية جوهرية.
في منشور على موقع «تروث سوشيال»، ألقى ترامب باللوم على «تأثير بايدن» في أعقاب الأرقام الضعيفة، داعياً الناس إلى «الصبر!!!» وأن سياساته «ستستغرق بعض الوقت لتؤتي ثمارها».
وقال بول ستانلي، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «جرانيت باي لإدارة الثروات»: «أظهرت قراءة الناتج المحلي الإجمالي يوم الأربعاء انكماش الاقتصاد خلال الربع الأول مع تشكل عاصفة كاملة من العوامل، بما في ذلك عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية وتخفيضات الإنفاق الحكومي».
وأضاف: «في حين أنه من المقلق رؤية قراءة سلبية للناتج المحلي الإجمالي، إلا أن هيئة المحلفين لا تزال في حيرة بشأن ما إذا كان الاقتصاد سيدخل في حالة ركود». لا يزال هناك تقديران آخران للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول سيصدران خلال الأشهر القليلة المقبلة، وسيقدمان صورة أوضح عن أداء الاقتصاد في الربع الأول.
وانخفضت أسهم شركة فيرست سولار بأكثر من 12% في فترة ما قبل السوق بعد أن صرّح الرئيس التنفيذي مارك ويدمار بأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس تُشكّل «عائقاً اقتصادياً كبيراً» لمصانع شركة تكنولوجيا الطاقة الشمسية، مُخفّضاً بذلك توقعاتها للعام بأكمله.
وفي غضون ذلك، انخفضت أسهم شركة إنفيديا، الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، 3%، متزامنةً مع انخفاض أسهم شركة سوبر مايكرو كومبيوتر، المُصنّعة للخوادم، بأكثر من 19%. أصدرت سوبر مايكرو نتائج أولية ضعيفة.