اقتصاد / صحيفة الخليج

مع تحديد موعد تقاعده.. 16 معلومة مذهلة عن بافيت «ساحر أوماها»

مع إعلان أسطورة الاقتصاد وارن بافيت عن تقاعده من رئاسة بيركشاير هاثاواي إحدى أضخم الشركات القابضة في العالم، وهو بعمر الـ 94 عاماً، فإنه يعلن فصل في مسيرة طويلة من النجاح المذهل، توج خلالها بلقب «عراف أوماها»، نسبة إلى أكبر مدن ولاية نبراسكا الأمريكية، والتي انطلق منها كل شيء وظل بها حتى النهاية.

ـ أسهم بعمر 11 عاماً:

يرى مؤرخون أن بافيت الذي يعد حالياً خامس أغنى شخص في العالم، ليس عبقرياً فحسب، بل قضى حياته الطويلة تقريباً مهووساً بسوق الأسهم، فعندما كان عمره 11 عاماً فقط في عام 1942، اشترى أسهمه الأولى، واشتهر بين أقرانه أنه كان يلتهم المعلومات حول الشركات، بل ويتابع التقارير الخاصة بها مثل استمتاع الآخرين بالموسيقى.

ـ ذاكرة حديدة:

ومن المعروف عن بافيت، أنه يتمتع بذاكرة تكاد تكون خارقة للطبيعة، لدرجة أنه كان يتذكر صفحات كاملة من كتب قرأها قبل سنوات، بحسب مقربين منه، وبفضل إلمامه غير المسبوق بالمعلومات المالية، وذاكرته القوية، شبّهه بعض الكتّاب بنموذج بشري من الذكاء الاصطناعي، حيث كان بإمكانه الإجابة عن أي استفسار تقريباً من قاعدة بياناته الدماغية، ما مكّنه من اقتناص الفرص المتاحة.

كان من حسن حظ بافيت أنه تتلمذ على يدي بنجامين جراهام، رائد تحليل الأوراق المالية وأحد أعظم المستثمرين في القرن الماضي، ثم انطلق لبناء سجله المذهل عن طريق الفتات في أسواق الأسهم، مراهناً بقوة على الشركات الصغيرة، ففي إحدى مراحل حياته كانت شراكاته الاستثمارية تملك 21% من إجمالي أصولها في شركة تصنيع معدات زراعية، و35% في شركة خرائط مقرها نيويورك. كما لم يشترِ أي شيء تقريباً مما كان جزءًا من مؤشر سوق رئيسي مثل داو جونز أو ستاندرد آند بورز.

ـ لم يتأثر بالثروة:

كان نجاح بوفيت ملحوظًا بسبب مدى اختلافه عن الطريقة التي جمع بها الآخرون ثرواتهم الضخمة ومدى ضآلة تأثير المال عليه. وقد اشتهر بسكنه في نفس المنزل ذي الخمس غرف نوم في أوماها، والذي اشتراه عام ١٩٥٨ مقابل ٣١٥٠٠ دولار.

ورغم تمركز محركات الثروة في البلاد على السواحل، وادي السيليكون غربًا، وول ستريت شرقًا، استقر بافيت في قلب نبراسكا. حيث قال إنه يتناول فطورًا بسيطًا كل يوم قبل العالم، لكن مؤخراً وبعد إلحاح تبنّى فكرة السفر بالطائرات الخاصة، خصوصاً بعد أن اشترت شركة بيركشاير هاثاواي شركة الطائرات التجارية «نت جيتس».

ـ شركتان متعثرتان:

عندما كان بافيت في الأربعينيات من عمره، تمكن من تحويل شركة متعثرة لصناعة بطانات البدلات في ستينيات القرن الماضي، إلى واحدة من أقوى الشركات الاقتصادية في العالم بقيمة سوقية تبلغ تريليون دولار وهي أول شركة أمريكية غير تقنية تصل إلى هذه القيمة. لكن اللافت أن بدايته مع الأسهم والمغامرات الاقتصادية كانت قبل ذلك بكثير.

لم يقتصر نجاح بافيت على الأسهم، بل امتد إلى تولى إدارة شركة بيركشاير، وهي شركة منسوجات متهالكة، عام ١٩٦٥، لكن بحلول نهاية العام الماضي، حقق عائدًا سنويًا متوسطًا بلغ ١٩.٩٪، مقارنةً بـ ١٠.٤٪ لمؤشر ستاندرد آند بورز، ما يعني أنه تفوق على السوق، وربما لم يتمكن أي مستثمر على مدار التاريخ من فعل ذلك بهذا الفارق الكبير على مدار ستة عقود.

ـ 330 مليار دولار:

وتعمل بيركشاير هاثاواي كشركة قابضة عامة، وهي بمثابة مستودع لكل ما يعتقد أنه يستحق التملك، من أسهم أخرى عامة، وسندات خزانة، وشركات خاصة، وفي وقت ما، كانت من أكبر مالكي الفضة في العالم؛ أما الآن، فتمتلك أكثر من 330 مليار دولار نقدًا.

خلال مسيرته المهنية، اكتسب بافيت سمعته بفضل استثماراته المدروسة وطويلة الأجل في مجموعة واسعة من الشركات، معظمها أمريكية، مشيدًا بفضائل اتخاذ القرارات الصبورة والرصينة. حيث امتلكت بيركشاير حصصًا ضخمة في شركات استهلاكية رائدة، بالإضافة إلى حصص في شركات التأمين والسكك الحديدية.

يأتي رحيل بافيت بعد عامين من وفاة شريكه التجاري القديم ونائب رئيس شركة بيركشاير تشارلي مونجر في عام عن عمر ناهز 99 عامًا.

ـ نصيحة بيل غيتس:

لكن بافيت لم يشترِ أول جهاز كمبيوتر له حتى عام ١٩٩٤، بناءً على إلحاح صديقه المقرب، بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت. حيث أحجم بافيت عن الاستثمار في أسهم التكنولوجيا لفترة أطول، مع أنه انخرط فيها منذ ذلك الحين، ففي نهاية عام ٢٠٢٤، شكّلت أسهم أبل أكثر من ٢٠٪ من إجمالي استثمارات بيركشاير، وفقًا لسجلات الشركة. وقد صرّح بافيت مازحًا بأنه لا يمانع في امتلاك جميع أسهم أبل.

بصفته تلميذًا لخبير الاستثمار بنجامين غراهام، كان بافيت من أنصار الاستثمار القائم على القيمة، أي البحث عن شركات تجاهلها المستثمرون الآخرون. واستمر محافظاً على هذه القاعدة، حتى أصبح مليونيرًا عام ١٩٦٢، بناءً على قيمة حصته في الشركة. وبحلول عام ١٩٨٥، قدّرت مجلة فوربس صافي ثروته بمليار دولار.

ـ مع تنامي سجل بيركشاير في اختيار الشركات الرابحة، ازدادت النظرة إلى قراراتها الاستثمارية على أنها دليل على الثقة. وعادةً ما تبعها المزيد من المستثمرين. وانتعشت ثروات الشركات. وكان ذلك بالغ الأهمية خلال الأزمة المالية عام ٢٠٠٨، عندما انهارت أسواق الأسهم وتعثر الاقتصاد. حيث قدّمت بيركشاير عرضاً علنياً باستثمار ٥ مليارات دولار في جولدمان ساكس لدعم شركة الاستثمار المتعثرة.

ـ ضرائب سكرتيرته:

ـ دعا بافيت إلى تعديلات على النظام الضريبي ليدفع الأثرياء أكثر، وخلال إدارة باراك أوباما، أيد البيت الأبيض ما أُطلق عليه «قاعدة بافيت»، التي أكدت أن الأسر الغنية لا ينبغي أن تدفع ضرائب أقل من دخلها مقارنةً بأسر الطبقة المتوسطة. وأشار بافيت إلى أنه يدفع ضرائب أقل من سكرتيرته لأن معظم أمواله تأتي من الاستثمارات وليس من الراتب.

ـ مؤخراً انتقد بافيت التعريفات الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، ودافع عن التجارة العالمية، مؤكداً أن الولايات المتحدة سوف تزدهر من خلال مواصلة التجارة مع الشركاء الدوليين بحرية. وقال بافيت: إن الحرب التجارية تهدد بعزل الولايات المتحدة عن بقية العالم.

ـ أشهر أقواله:

ـ لم يبخل على الملايين بنصائحه الاستثمارية التي قادته إلى النجاح، وكان من بين أبرز أقواله: «القاعدة الأولى يجب ألا تخسر المال، والقاعدة الثانية تتمثل في عدم نسيان الأولى». وكذلك قوله:«استثمر فقط في ما تفهمه»، أما مقولته الأشهر فقد كانت:«الأفضل أن تشتري شركة رائعة بسعر جيد بدلاً من شركة جيدة بسعر رائع».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا