اقتصاد / صحيفة الخليج

رواد الأعمال الشباب الأكثر التزاماً وتحملاً للمسؤولية

يشير العديد من الدراسات، ومنها دراسة أجراها المرصد العالمي لريادة الأعمال (Global Entrepreneurship Monitor)، ونشرها في تقريره الصادر عام 2024، إلى أن رواد الأعمال الشباب أكثر التزاماً بالأعمال المسؤولة والملتزمة، مقارنةً بالأجيال السابقة، ما يجعل دعم هؤلاء الرواد، وتسهيل وصول مشاريعهم وأعمالهم إلى محطات النجاح، مساهمةً في تجاوز التحديات العالمية مثل الاستدامة والنمو والأثر الاجتماعي الإيجابي للنشاطات الاقتصادية.
وحول هذا الموضوع تحاور «الخليج» سارة عبد العزيز بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع).


ما هي الأسباب التي تجعل من رواد الأعمال الشباب أكثر التزاماً بالتحديات العالمية، وبالأهداف التنموية المستدامة في مختلف المجالات؟
- هناك عدة أسباب مجتمعة تدفع رواد الأعمال الشباب إلى تبني حلول للتحديات الاقتصادية، والالتزام بالأثر الاجتماعي التنموي أكثر من غيرهم، ومن أبرزها أن الأجيال الشابة نشأت في بيئة أكثر وعياً بالقضايا الاجتماعية والبيئية، بسبب سهولة الوصول إلى المعلومات والبيانات في العصر الحديث، ما جعلهم أكثر اهتماماً بريادة الأعمال ذات الأثر الاجتماعي الإيجابي، مثل تحقيق التوازن، وتكافؤ الفرص بين الجنسين ومختلف الفئات الاجتماعية.
لقد أصبحنا نلاحظ اليوم أن رواد الأعمال الشباب يهتمون بدرجة أساسية بالقيم والثقافة التي تحدد توجه أعمالهم وتجعلهم متميزين عن غيرهم.
في دولة بلغت نسبة رواد الأعمال الاجتماعيين، الذين يمتلكون نشاطاً متوسطاً إلى مرتفع، نحو 80% من إجمالي رواد الأعمال الاجتماعيين المشاركين في تقديم المنتجات والخدمات التي تُسهم بدعم الجهود الخاصة بالقطاع الاجتماعي في الدولة، فيما بلغت نسبة الشباب من الفئة العمرية، التي تتراوح بين 18 عاماً و34 عاماً من رواد الأعمال الاجتماعيين 47%.
نؤمن أن دعم رواد الأعمال الشباب، هو دعم للأهداف التنموية المستدامة، وهو أيضاً مساهمة كبيرة في تجاوز التحديات الكبرى.

طموح وطاقات


كيف ترون جاهزية واستعداد رواد الأعمال الشباب، لحمل هذه المهمات وتحقيق أهدافها؟
- نلمس الطموح الكبير والطاقات الهائلة لدى الشباب، ونؤمن بشغفهم الكبير في تحقيق تغيير إيجابي وملموس. الكثير من الدراسات تدعم هذا الرأي، وتؤكد أن رواد الأعمال الشباب بدأوا فعلاً في تغيير مفهوم العمل وغاياته وثقافته، ووفقاً لاستطلاع أجرته «مايكروسوفت»، فإن جيل «زد» يُعيد تعريف مفهوم العمل الجاد داخل المكتب وخارجه، حيث يمتلك 48% من هذا الجيل العديد من المشاريع الجانبية.
إن تعاملنا في المركز مع رواد الأعمال الشباب، ينبع من فهمنا العميق للذهنية المختلفة، والصفات الفريدة التي يتمتعون بها مثل القدرة على التكيف، والإتقان الرقمي، والرغبة في العمل الهادف، إلى جانب أنهم يمنحون الأولوية للابتكار، والأثار الإيجابية المستدامة لأعمالهم، والتوازن بين العمل والحياة، كما أن هناك استطلاعاً أجرته «ديلويت»، عام 2024، وجد أن 86% من هذا الجيل يؤمنون بأن العيش والعمل من أجل هدف سامٍ، في غاية الأهمية لرفاهيتهم وصحتهم العاطفية، ونصف هذه النسبة يرفضون مهمات، لأنها تتعارض مع أخلاقياتهم وقيمهم الشخصية.
وأظهر استطلاع ل «ديلويت» أن 69% من جيل الألفية يؤمنون بأن بيئات العمل، تكون أكثر تحفيزاً على الإنتاج والإبداع، إذا اتسمت بالتنوع سواء على الصعيد الثقافي أو على صعيد التوازن بين الجنسين. إلى جانب أن هذا الجيل يعطي الأولوية لصفات مثل الشمولية والمسؤولية الاجتماعية والقدرة على التكيف وفقاً لدراسة أجرتها «نوليدج سيتي».
ساعدنا فهمنا لهذه الصفات في تصميم البرامج والمبادرات الملائمة لدعم رواد الأعمال الشباب، لذلك نركز أولاً في تعاملنا معهم على ترسيخ ثقافة الريادة بوصفها طريقة لفهم الحياة بشكل عام، والتعامل معها بطريقة خلاقة، وبصياغة أخرى فإن المركز يستثمر في هذا الجيل، من أجل مساعدته على القيام بمهامه، من خلال دعم مصممة خصيصاً لتناسب توجهاتهم التي جميعنا نؤمن بها.

تصميم البرامج


نريد منك مثالاً على البرامج التي قمتم بتصميمها، لتناسب الصفات الفريدة لرواد الأعمال الشباب (المحرر).
- في هذا السياق لدينا مثلاً برنامج «دوجو»، الذي يعدّ من أبرز منصات المركز، لتوجيه وتعليم الشباب الأسس الضرورية لريادة الأعمال، وهو عبارة عن حاضنة تطوير مشاريع الشباب «ينظم سنوياً، ويستهدف تدريب المواهب الشابة وإرشادهم وتطوير مهاراتهم، لتمكينهم من ابتكار وتطوير الحلول المبدعة للتحديات، إضافةً إلى تنمية الخبرات والمهارات اللازمة، لتحويل أفكارهم إلى مشاريع وإطلاق وإدارة شركاتهم الناشئة.
ويواصل البرنامج ترسيخ مكانته كمنصة ريادية تضمن التنوع والشمولية وتمكين الشباب. وبحسب بيانات الشركات الناشئة المشاركة في دورة البرنامج 2025، تقود السيدات 45% من هذه المشاريع، بينما يشكل المواطنون الإماراتيون 29% من إجمالي المشاركين. وشهد البرنامج هذا العام تطوراً نوعياً، إذ فتح لأول مرة باب المشاركة أمام طلبة وخريجي الجامعات من مختلف إمارات الدولة، في خطوة تعكس حرصنا على توسيع نطاق البرنامج وتأثيره خارج حدود المؤسسات الأكاديمية في الشارقة.
مثال آخر على ذلك برنامج «تحدي بوابة الشارقة» وهو مبادرة عالمية تستقطب الشباب أصحاب المشاريع والأفكار، التي تقدم حلولاً فعالة وذكية تترك أثراً إيجابياً في المجالات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والأمن الغذائي والاستدامة.
في هذا البرنامج جمعنا عدة عناصر جاذبة للشباب، العنصر الأول هو روح التحدي والتنافسية، والعنصر الثاني الابتكار والإبداع، والعنصر الثالث المسؤولية العالية تجاه المجتمع والاستدامة.
في 2024، تمحور التحدي على مسارين رئيسين: حلول تكنولوجيا الزراعة وصحة الثروة الحيوانية، حيث تقوم الشركات الناشئة بتقديم حلول مبتكرة للتغلب على التحديات التي تواجه نمو واستمرارية هذه القطاعات في خدمة الجمهور، وتعزز معايير الاستدامة في ممارسات الأعمال، وشارك في التحدي 2207 شركات ومشاريع من مختلف أنحاء العالم.
كما أسس «شراع» حاضنات للشباب في جامعة الشارقة والجامعة الأمريكية في الشارقة، حيث توفر هذه الحاضنات مجموعة من الدعائم، مثل جلسات الإرشاد، وورش العمل، والهاكاثونات، لدعم الطلاب في تحويل أفكارهم إلى شركات ناشئة قابلة للتنفيذ، كما تعاونا مع «الجامعة الأمريكية في الشارقة» و«الشبكة الوطنية للاتصال» من أجل إطلاق أول وكالة إعلامية يديرها الطلاب على مستوى العالم، لتعزيز مهارات الاتصال والتواصل مع المجتمعات. ونعمل في شراع على تعزيز بيئة داعمة لرواد الأعمال تتمثل في تسهيل بناء الشراكات بينهم وبين القطاعين العام والخاص، وفي توفير منصات تجمعهم مع ممولين ومستثمرين محتملين.

نصائح لرواد الأعمال الشباب


وجهت سارة عبد العزيز بالحيف النعيمي مجموعة من النصائح لرواد الأعمال الشاباب من أهمها، أن يبدأ رائد الأعمال بفكرة تقدم حلاً لمشكلة حقيقية، فكل يوم تفرض التطورات في مجالات العمل والحياة تحديات جديدة، وهنا تبرز مهمة العمل الناجح في التصدي لهذه التحديات، وتقديم حلول ليصبح مطلوباً من قبل شريحة واسعة من الجمهور.كذلك أن يتعلّم قبل أن يبدأ، يجب أن تكون لرائد الأعمال معرفة كافية بالسوق وإدارة الأعمال والتمويل، وغيرها من القضايا التي تعزز قدراته وتنافسيته، فمن الضروري فهم العملاء ورغباتهم وميولهم أكثر من فهم المنتج.ولا يجب التغافل عن أهمية بناء الشراكات والعلاقات، إذ تشير بعض استطلاعات الرأي والدراسات إلى أن 84% من الفرص تأتي من المعارف.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا