شارك الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، محافظ دولة الإمارات في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، في الاجتماع السنوي العاشر لمجلس محافظي البنك، والذي استضافته العاصمة الصينية «بكين» خلال الفترة من 24 إلى 26 يونيو2025 تحت شعار «الترابط من أجل التنمية والتعاون من أجل الازدهار». تم خلال الاجتماع استعراض أبرز الإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي، إضافة إلى مناقشة المشاريع والمبادرات المستقبلية. كما تم التأكيد على أهمية تنسيق الجهود الدولية لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، خاصة المتعلقة بتغير المناخ، من خلال توسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية، وحشد الموارد المالية الميسّرة لدعم القطاعات الحيوية، وتعزيز الاستثمار في مشروعات البنية التحتية المستدامة. تمويل مشاريع نوعية وأشاد الدكتور سلطان أحمد الجابر خلال مشاركته بالإنجازات الريادية التي حققها «البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية»، وبالدور الحيوي الذي يقوم به في تمويل مشاريع نوعية تسهم في تطوير البنى التحتية على مستوى الدول الأعضاء. وأكد أن دعم دولة الإمارات هذه الشراكة الاستراتيجية يأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تضع التعاون متعدد الأطراف ومدّ جسور التعاون وتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية ضمن أولوياتها الرئيسية. خلال اجتماعه مع تسو جيا يي، الرئيسة الجديدة للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر حرص دولة الإمارات على دعم جهود البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لتوسيع نطاق تأثيره العالمي، مشيراً إلى أن البنك نجح منذ تأسيسه في تحسين وتطوير ظروف المعيشة في العديد من الدول المستفيدة من خلال دعم الجهود التنموية وإبراز أهمية دور وجهود المؤسسات متعددة الأطراف في المجالات التنموية والتمويلية. الشراكة الاستراتيجية من جانبه، أكد محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية ونائب محافظ دولة الإمارات في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، أهمية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الصندوق والبنك، والتي تستند إلى أهداف تنموية مشتركة تسهم بفاعلية في دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام في الدول النامية. وأشار إلى أن المكتب التشغيلي للبنك في «سوق أبوظبي العالمي» شكّل نموذجاً ناجحاً في تعزيز قدرات البنك وتوسيع عملياته، حيث أسهم خلال عامه الأول في مواءمة الاستثمارات مع أولويات البنك واستراتيجياته، ما عزّز من فعالية التواصل مع العملاء والشركاء والأطراف المعنية في المنطقة. جدير بالذكر أن دولة الإمارات انضمت كعضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في إبريل 2015، كما أنها تستضيف أول مكتب تشغيلي للبنك خارج الصين، وهو دليل على مستوى التعاون والتنسيق والعضوية الفعالة للدولة في هذا البنك ودورها الريادي في تفعيل ودعم وتعزيز المؤسسات الدولية متعددة الأطراف. نمو استثنائي واعد للبنك نجح البنك خلال العقد الماضي في اعتماد تمويلات تجاوزت 60 مليار دولار لتنفيذ 318 مشروعاً، كما أشار التقرير السنوي للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لعام 2024، أن البنك شهد نمواً استثنائياً في عملياته التشغيلية، حيث وافق على تمويل 51 مشروعاً بقيمة إجمالية بلغت 8.4 مليار دولار، استفادت منها 19 دولة من الدول الأعضاء. كما سجّل البنك تقدماً كبيراً في التمويل المناخي، حيث خصص 67% من إجمالي تمويلاته البالغة 5.6 مليار دولار، لمشاريع ذات أثر مستدام، متجاوزاً بذلك الهدف المحدد بنسبة 50% بحلول عام 2025، ومن بين هذه الإنجازات تمويل مشاريع للطاقة المتجددة تزيد قدرتها الإنتاجية عن 21 جيجاواط، ما أسهم في تجنّب انبعاث ما يقارب 28 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. ويُؤكد هذا النجاح، الذي تحقق خلال عقد من الزمن، الرؤية الاستشرافية لدولة الإمارات وحرصها على دعم المؤسسات متعددة الأطراف المعنية بالتنمية المستدامة، كما يجسد التزام الدولة الراسخ بتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية المشتركة.