تقدم جامايكا للسياح كنزاً من المعالم الطبيعية، يتمثل في وجود شواطئ ذهبية، وجبال خضراء يانعة، وبحار فيروزية، وشعاب مرجانية، وغابات مطيرة، وأنهار، وكل ذلك في أجواءً إفريقية نابضة بالحياة. وسيجد عشاق الطبيعة في جامايكا الكثير من الأنشطة، التي يمكنهم القيام بها، من صعود الجبال ومشاهدة الطيور في الأدغال، أو الغوص على طول الشعاب المرجانية المحيطة. كما تشتهر تلك البلاد بمزارعها التاريخية العديدة، التي تمنح فرصة تذوق الفواكه الاستوائية والتجول في أرجائها. وتعرف تلك الدولة الجزرية الواقعة على البحر الكاريبي بأنها «مهد موسيقى الريغي»، ويشهد على ذلك منزل المغني الشهير بوب مارلي في كينغستون، عاصمة البلاد. ومن الأماكن التي يفضلها السياح البيئيون، مدينة بورت أنطونيو الهادئة، لقربها من جبال بلو ماونتن الخلابة. شلالات مايفيلد تقع «شلالات مايفيلد والينابيع المعدنية» في الجبال، على بعد ساعة بالسيارة من نيغريل، عبر قرى الغابات المطيرة، وهو ملاذ لمحبي الطبيعة. ويشتمل المنظر هناك على شلالين خلاّبين، و21 بركة طبيعية، ووفرة من السرخس والزهور الاستوائية ونباتات الغابات المطيرة الأخرى، مع تحليق الفراشات والطيور بين أوراق الشجر الوارفة، وتتناثر سقيفات على ضفاف النهر يمكن الجلوس داخلها قليلاً، والتمتع ببعض الوقت من التأمل. ويمكن الاختيار بين المشي بصحبة مرشد على طول النهر أو الخوض في المياه الباردة، والتسلق فوق الصخور الزلقة، والقفز من المنحدرات، والاسترخاء تحت الشلالات. بورت أنطونيو تقع بورت أنطونيو بين الجبال وميناء مزدوج، وتتميز بأجواء قرية صيد هادئة، وكانت المنطقة في السابق مركزاً لتصدير الموز، وهي أقل نشاط تجاري من غيرها من قرى المنتجع. ومن الأنشطة المفضلة هناك، المشي لمسافات طويلة في مسارات الأدغال، وركوب الرمث في نهر ريو غراندي، وزيارة شلالات ريتش، والغطس والغوص بين الشعاب المرجانية. ومن أماكن السباحة المفضلة بحيرة «بلو لاغون» الجميلة، التي يبلغ عمقها 60 متراً، وتغذيها ينابيع المياه العذبة، ومن أبرز المعالم الأخرى في المنطقة قلعة حصن جورج البريطانية، التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر وخليج فرينشمان الجميل، حيث يتدفق نهر مليء بالأسماك إلى البحر. وتتشكل شواطئ بورت أنطونيو من مزيج رائع من الرمال البيضاء والمياه الضحلة والنباتات الخضراء، ولكن من يفضل السباحة في المياه العذبة، فهناك نهر دانيال القريب والذي يتدفق عبر وادٍ من الصخور الطبيعية، مُشكّلاً سلسلةً من الشلالات والبرك تُعرف باسم شلالات سومرست. وتقع جزيرة نيفي بين ميناءي بورت أنطونيو، ويمكن الوصول إليها بالعبّارة، وهي وجهةً مفضلةً للنزهات والرحلات النهارية. النهر الأسود يُعد النهر الأسود، الذي تحيط به أشجار المانغروف، أطول نهر في جامايكا، ويمكن القيام بجولة في هذا النهر الهادئ، على متن القارب بصحبة مرشد سياحي. وسيجد عشاق الطبيعة أنفسهم في منظر لا يمكن وصفه، ويوجد بالمكان أنواع مختلفة من المخلوقات، منها التماسيح وأكثر من 100 نوع من الطيور، بما في ذلك طيور البلشون والبلشون الأبيض الثلجي. ومن خلال الجولة يتعرف الزائر إلى كل ما يتعلق ببيئة المنطقة وتاريخها. وعلى بُعد مسافة قصيرة بالسيارة، تقع شلالات «واي إس»، وفي الغالب تتم زيارتها في الجولة السياحية للنهر الأسود، وتُعد هذه الشلالات الجميلة أكبر شلالات جامايكا وتناسب من يبحثون عن مغامرة بصحبة أطفالهم. وتتدفق بعض الشلالات السبعة إلى برك طبيعية هادئة مثالية للسباحة في يوم حار، وأحد هذه البرك أيضاً مناسب للأطفال. ويمكن قضاء بعض الوقت الطفولي بالتأرجح على أرجوحة الحبل أو الغطس في بركة سباحة صغيرة تغذيها ينابيع طبيعية، كما تتوافر رياضة الانزلاق بالحبال والتزحلق على الأنابيب النهرية. ومن كان مكان إقامته في نيغريل، فإن رحلة سفاري بلاك ريفر وجولة شلالات «واي إس»، والتي تستغرق سبع ساعات، تأخذه إلى هذين المعلمَين السياحيَّين الشهيرين في جامايكا. وتشمل الجولة نزهة بالقارب في النهر بصحبة مرشد، وزيارة الشلالات. منزل بوب مارلي لعشاق موسيقى الريغي، فإن زيارة جامايكا دون زيارة متحف بوب مارلي، يمكن تشبيهها بالسفر إلى باريس دون زيارة برج إيفل، أي أن الشخص يفوّت مشاهدة أكثر معلم بارز في الوجهة. وزيارة منزل بوب مارلي، والذي تحول لمتحف، لا تتطلب الكثير من الوقت، حيث تكفي ساعة أو ساعتين لمشاهدة غيتاره ومقتنياته الثمينة الأخرى، التي تبرعت بها زوجته، إضافة إلى غرفه المفضلة، كما كانت مُجهزة خلال حياته. ويوجد أيضاً مسرح يتسع لثمانين مقعداً في الموقع، بإضافة إلى متجر أسطوانات ومتجر هدايا، يبيعان جميع متعلقات بوب مارلي. ويوصى بتوقيت الزيارة، خلال وقت الغداء، للتمكن من تناول وجبة لذيذة في مقهى «ون لاف» بالمتحف. ويوجد المتحف في شارع 56 طريق هوب، بمدينة كينغستون. متنزه بلو وجون في عام 2015، تم إدراج متنزه بلو وجون كرو ماونتينز المذهل، على قائمة مواقع التراث العالمي لليونيسكو، نظراً لتراثه الطبيعي والثقافي الغني. وهو مكان ذو منظر يحبس الأنفاس، وفي داخله يمكن استكشاف جباله المغطاة بالغابات، والشلالات الرائعة، والغابات المورقة، ومزارع القهوة. وأيضاً الحياة البرية في هذا المتنزه، مثيرة للإعجاب حيث يعيش فيه أكثر من 800 نوع من النباتات المتوطنة، و200 نوع من الطيور، وثاني أكبر فراشة في العالم. والتجوّل فيه يعد مغامرة بحد ذاته، فالطرق والمسارات وعرة، خاصةً بعد هطول الأمطار، لذا يُنصح بشدة بسيارات الدفع الرباعي أو مرافقة مرشدين ذوي خبرة بالمكان. ومن المغامرات هناك التي لا تنسى، رحلة سيراً على الأقدام أو على ظهر البغال، انطلاقاً من كينغستون إلى قمة بلو ماونتن بيك، أعلى قمة في جامايكا، بارتفاع 2256 متر.