تأخر أداء طلاب الولايات المتحدة في الرياضيات على مدار عقود من الزمن، إذ كانت درجات اختباراتهم دائمًا ضمن النسبة الـ 25% الأدنى على مستوى العالم مقارنة بالطلاب في البلدان المتقدمة الأخرى، كما أن جائحة "كوفيد-19" جعلت الوضع أكثر سوءًا. نجاحات سابقة أظهرت أبحاث سابقة أن التدخلات القائمة على العلوم السلوكية والتي تستهدف تحفيز الطلاب، كانت فعالة في رفع الدرجات في الرياضيات. للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام مبادرة وهو ما دفع باحثون من مبادرة "تغيير السلوك من أجل الأفضل" بجامعة بنسلفانيا بالتعاون مع شركائهم لإجراء دراسة واسعة النطاق للتحقق من قدرة التحفيزات منخفضة التكلفة – المستندة إلى علم السلوك – على مساعدة المعلمين في تسريع تقدم الطلاب في الرياضيات. دراسة استجابة للتراجع المقلق في تحصيل الرياضيات في الولايات المتحدة أجرت الأكاديمية الوطنية للعلوم "بي إن إيه إس" دراسة وطنية ضخمة بالشراكة مع المنصة التعليمية غير الربحية "زيرن ماث" Zearn Math شملت 140.461 ألف معلم في المرحلة الابتدائية درسوا ما يزيد عن 2.99 مليون طالب. كيفية تنفيذها تم توزيع المعلمين بصورة عشوائية لتلقي واحدة من 15 مجموعة متنوعة من التنبيهات السلوكية عبر البريد الإلكتروني – أعدها 19 عالم سلوك ومعلمان- بهدف تحسين تقدم الطلاب في الرياضيات، منها تقديم نصائح حول كيفية التدريس بأقصى فعالية، ولتشجيع الطلاب على تحقيق أهداف التعلم، والتحقق من الطلاب الذين يواجهون صعوبات في الدروس. تنبيهات وفي خريف عام 2021، تم إرسال التنبيهات للمعلمين على مدار أربعة أسابيع، وأظهر التدخل الأفضل – الذي شجع المعلمين على تسجيل الدخول للمنصة للحصول على تقرير محدث عن أداء طلابهم الأسبوعي – زيادة بنسبة 5.06% في تقدم الطلاب في الرياضيات. نتائج كما أظهرت الدراسة أن رسائل البريد الإلكتروني الموجهة من الناحية السلوكية حسنت تقدم الطلاب في الرياضيات بشكل طفيف عن الرسائل التي تعتمد على المقارنة. تعليقات أوضح أساتذة بكلية الفنون والعلوم بجامعة بنسلفانيا وكلية "وارتن" الذين شاركوا في الدراسة أن النتائج أظهرت أن التوجيهات البسيطة ومنخفضة التكلفة يمكن أن تساعد المعلمين على دعم تقدم الطلاب في دراسة الرياضيات، وأن هذه التوجيهات نجحت في مدارس مختلفة واستمرت آثارها لمدة 8 أسابيع بعد توقف المعلمين عن تلقي التوجيهات. حجم التأثير ورغم أن حجم التأثير ضئيل، إلا أنه كان متسقًا عبر مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية للمدرسة ونوعها سواء حكومية أو خاصة، كما أن التأثير استمر خلال فترة ما بعد التدخل، لكن بشكل عام أوضح الباحثون أن النتائج تشير إلى الحاجة لدعم مكثف أكثر من التحفيزات الإلكترونية البسيطة التي اختبرتها الدراسة، كما أنها تؤكد على صعوبة تغيير السلوك البشري. الخلاصة تشير الدراسة إلى ضرورة إجراء دراسات لاستكشاف الآثار طويلة المدى للتدخلات القائمة على الوعي السلوكي، وأيضًا لتوضيح أسباب فعالية بعض التدخلات أكثر من غيرها، وبالتالي المساهمة في صياغة سياسات تعليمية أكثر ذكاء وفعالية. المصادر: نولدج آت وارتون – موقع "بي إن إيه إس"