موسكو: عدنان عكاشة لم تكتفِ موسكو بكونها العاصمة التاريخية لروسيا، بل واصلت تطورها الحضري والمدني، لتُصبح مدينةً عالمية بامتياز، بحُلّة خضراء بهيّة، جعلتها تستحق وصفها ب «المدينة الخضراء»، وبمواصفات ومُقومات المدينة الذكية المُعاصرة، تقنياً وخدمياً، وسط أجواء مفتوحة في بقاع عديدة على امتداد المدينة، وبنوافذ مُشرَعة على الحضارة والسعادة والتاريخ والتراث والمتعة، حيث صوت الفن والثقافة والموسيقى يرتفع، في طرق وشوارع نابضة بالحياة، وميادين صاخبة بالحركة والناس. موسكو، التي تأسست عام 1147، وتطورت من قلعة في القرون الوسطى، إلى مدينةٍ عالمية ديناميكية، كعاصمة لروسيا وأكبر مدنها، يقطنها حالياً أكثر من 13 مليون نسمة، وتشكل المركز السياسي والاقتصادي والثقافي للبلاد، وهي، التي استضافت تتويج المُلوك، وكانت شاهدة على ثورات تاريخية، ومثّلت في التاريخ الروسي، رمزاً للصمود وإعادة الانبعاث والابتكار. معالم أيقونية تراثية تمزج المدينة، اليوم، قروناً من التراث مع مظاهر ومرافق الحياة الحضرية الحديثة، ويحتوي أفقها الحضاري على معالم أيقونية، مثل الكرملين والساحة الحمراء، مع فن معماري متطور وأصيل، لتُعزز موسكو موقعها مركزاً رائداً في أوراسيا، وتجذب أكثر من 20 مليون سائح سنوياً. بنية تحتية حضرية يؤكد يفغيني كوزلوف، رئيس لجنة السياحة في مدينة موسكو، أن عاصمة الاتحاد الروسي تمتلك واحدة من أكثر أنظمة النقل الحضري تطوراً في العالم، وتدمج المدينة كلاً من «المترو» والحافلات و«الترام» والدراجات الإلكترونية بمشاركة السيارات وقطارات الضواحي، في نظام بيئي واحد، وتُعزز مشاريع نوعية، مثل الدائرة المركزية لموسكو وأقطار موسكو المركزية والخط الدائري الكبير، مفهوماً مُعاصراً لراحة الركاب ورضاهم. 100 مليون مسافر تُوفر «الرقمنة» نظام الدفع بواسطة التعرف على الوجه، والتذاكر اللاتلامسية، وتُسخر اللافتات الذكية، وتُقدم أيضاً تطبيق نقل متكامل يربط الملايين يومياً، وتتعامل مطارات موسكو «شيريميتييفو، دوموديدوفو، فنوكوفو» مع أكثر من 100 مليون مسافر سنوياً. ابتكار ومدينة ذكية يشير كوزلوف إلى أن موسكو، تُصنف بين أفضل المدن الذكية عالمياً، مع أكثر من 3000 خدمة رقمية عامة، ومناطق واسعة للجيل الخامس، ومنصات حضرية متكاملة، ويجري التحكم في حركة المرور بواسطة الذكاء الاصطناعي، والصيانة التنبّئِية للبنية التحتية. حوار عالمي ثقافي يقول كوزلوف: إن موسكو عاصمة ثقافية، تضم أكثر من 400 متحف و200 مسرح، مع برنامج غني بالمهرجانات والعروض السينمائية والمبادرات الفنية. وتحفل بمعالم ثقافية وفنية، مثل مسرح البولشوي ومعرض تريتياكوف، مع أماكن تجريبية ومساحات لفنون الشارع. وتستضيف المدينة أحداثاً عالمية، من مهرجان موسكو السينمائي الدولي، إلى قمم مجموعة بريكس. ويشمل نظامها التعليمي أكثر من 70 جامعة، مع تصنيف جامعة لومونوسوف موسكو الحكومية والمدرسة العليا للاقتصاد ومعهد موسكو للعلاقات الدولية بين الأفضل، وتعزز المدينة التبادل الأكاديمي العالمي. موسكو مدينة خضراء يوضح كوزلوف: موسكو واحدة من أكثر المدن الكبرى في العالم خضرةً، مع أكثر من 140 حديقة ومحمية طبيعية، وتجمع مشاريع مثل حديقة زارياديه وحديقة غوركي بين التصميم البيئي والحياة العامة، وتسهم الإضاءة الذكية وأنظمة إدارة النفايات والنقل البيئي في تحقيق أهداف الاستدامة. وتولي المدينة الأولوية للراحة، مع شوارع نظيفة، وسكن حديث، وبنية تحتية للسلامة العامة، مدعومة بأكثر من 250 ألف كاميرا مراقبة ذكية، فيما تحتل موسكو مرتبة عالية في مؤشرات رضا المواطنين ونوعية الحياة. الكرملين والكاتدرائيات يبين كوزلوف أن الكرملين في موسكو موقع تراث عالمي مُصنف من قبل اليونسكو، وهو مجمع محصّن يعود إلى القرن الخامس عشر، ويُمثل مقراً رسمياً لرئيس روسيا ومركزاً تاريخياً لموسكو. وداخل الكرملين، كانت كاتدرائية الصعود الكنيسة الرئيسية لروسيا القيصرية، حيث جرت التتويجات والاحتفالات الكبرى، وشكلت كاتدرائية رئيس الملائكة موقع دفن حكام روسيا، وتشتهر كاتدرائية البشارة، التي كانت كنيسة خاصة لأمراء موسكو، بقبابها المذهبة وهيكل الأيقونات الزخرفي. حديقة ألكسندر والساحة غيرَ بعيد، تمتد حديقة ألكسندر، إحدى أقدم الحدائق العامة في موسكو، والتي تؤدي مباشرةً إلى الساحة الحمراء، رمز روسيا، حيث تقف معالم شهيرة، مثل كاتدرائية القديس باسيل، والمتحف التاريخي الحكومي، ومتجر غوم. طيران افتراضي ابتكار تدمج حديقة زارياديه بين المناظر الطبيعية والأماكن الثقافية ومفهوم الابتكار، حيث يمكن خوض تجربة الواقع الافتراضي الفريدة، عبر «الطيران فوق موسكو» مع مشاهد بانورامية لنهر موسكفا بالقرب من الكرملين. مركز معلومات سياحية تتيح موسكو لروادها وزوارها الحصول على بطاقة سياحية، في مكتب سبربنك الجديد للسفر والخدمات المصرفية، الواقع في وسط المدينة على شارع بولشايا ديميتروفكا، وهو مساحة متعددة الوظائف، تجمع بين الخدمات البنكية ومركز للمعلومات السياحية، مع طاقم متخصص يتقن اللغات الأجنبية، على استعداد لمساعدة السياح الأجانب من جميع أنحاء العالم. مسرح البولشوي الأسطوري مسرح البولشوي الأسطوري في موسكو أحد أشهر دور الأوبرا والباليه في العالم، ورمز حقيقي للفنون الأدائية الروسية، منذ العام 1825، وتتضمن الجولة في رحاب المسرح معاينة من خلف الكواليس للأماكن الداخلية المهيبة للمسرح، وخشبة هذا المسرح التاريخي، وما يدور عليها من عملٍ معقد يحيي الإنتاجات العالمية. حديقة موسكيفو السينمائية حديقة موسكيفو السينمائية، التي افتتحت حديثاً، هي أكبر مجمع لإنتاج الأفلام في الهواء الطلق في روسيا، وتقع خارج موسكو بالقرب من بلدة ترويتسك. افتتحت في سبتمبر/ أيلول 2024، من قبل الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس البلدية سيرجي سوبيانين، وتضم المنشأة، البالغة مساحتها 180 هكتاراً، 24 موقع تصوير خارجي، 4 استوديوهات داخلية، وبنية تحتية مخصصة للإنتاج. وبحلول العام 2025، ستتوسع الحديقة إلى أكثر من 1100 هكتار، مع ما يصل إلى 70 موقع تصوير موضوعي. وتفتح الحديقة السينمائية ذراعيها لعُشاق الفن السابع والسياح، حين لا تكون قيد الاستخدام لأغراض الإنتاج السينمائي، حيث يكون الموقع مفتوحاً للزوار، ضمن جولات مصحوبة بمرشدين ومهرجانات وفعاليات عامة، ويمكن للضيوف المشاركة في جولات مصمّمة لكل من الأطفال والبالغين، تقدم منظوراً فريداً لعالم صناعة السينما. فن وبهجة بالهواء لأن موسكو إحدى عواصم الفن والثقافة في العالم، تزخر المدينة هذا الصيف بحراك لافت ونشاط استثنائي، يتجسد بمعارض وفعاليات فنية مفتوحة، بعضها يُقام في الهواء الطلق، تمزج الحس الفني بالبُعد الإنساني ومتعة التسوق، مع ضمان شروط وأسباب البهجة، وتتضمن: 1. «السوق الأخضر» في ساحة بولوتنايا، حديقة ريبينسكي (Repinsky Skver)، حيث تُعرض منتجات متنوعة من الملابس، الأحذية، مستحضرات التجميل، الأثاث، الديكور المنزلي، مستلزمات الأطفال، مع قائمة زاخرة بالفعاليات: ورش عمل ومحاضرات وحفلات موسيقية. كما تعمل حلبة التزلج منذ ال 27 من مايو/ أيار، حيث تُعرض أفلام وعروض مختلفة وفعاليات مشروع «شباب موسكو». 2. الجناح الفني «صاروخ»، في شارع روجديستفينكا (Rozhdestvenka).. 3. الجناح الفني «ثلاجة»، جسر كوزنتسكي (Kuznetsky Most)، شارع كوزنتسكي موست، بوليفار تفيرسكوي (Tverskoy Bulvar)، جادة تسفيتنوي (Tsvetnoy Bulvar).. ويمكن لرُواد المكان الانتعاش في تلك الواحات الحضرية، داخل أجنحة «الثلاجة» الثلاث، حيث يُقدم منتج موسكو المحلي من «الآيس كريم» تشكيلة واسعة من النكهات، بما في ذلك نكهة حصرية، تم ابتكارها خصيصاً لموسم الصيف في موسكو. 4. الجناح الفني «ملابس»: شارع كوزنتسكي موست. 5. الجناح الفني «ساموفار» (غلاية الشاي التقليدية): شارع أربات. 6. الجناح الفني «علبة حلوى»: شارع نوفي أربات. 7. الجناح الفني «بالون هواء»: بوليفار تسفيتنوي. 8. الجناح الفني «حافلة الجمال»: زقاق كريفوارباتسكي الفعاليات: ورش عمل مع خبراء مكياج ومصففي شعر، استشارات تُقدم من المتخصصين في مجال التجميل. 9. الجناح الفني «قطعة شطرنج»: بوليفار جوجوليفسكي وتُعرض فيه منتجات مُحددة من: الكتب، ألعاب الطاولة: شطرنج، داما، نرد. 4 تكتلات صناعية تضم موسكو حالياً 4 تكتّلات صناعية، هي الإلكترونيات الدقيقة والضوئيات، الصناعات الصيدلانية، صناعة المركبات الكهربائية، وأنظمة الطائرات دون طيار، مع مخطط لإنشاء 13 تكتلاً صناعياً بحلول 2030. وتُقدم العاصمة الروسية أكثر من 20 آلية لأدوات الدعم البلدية، تشمل بوابة موسكو الاستثمارية، وتوفر قطع الأراضي، وقروضاً مُيسرة، والتواصل المباشر مع سلطات المدينة. التكنولوجيا تحظى المنطقة الاقتصادية الخاصة «موسكو التكنولوجية» بمزايا عدة، من ضمنها: - احتضان نحو 220 شركة عالية التقنية، منها 120 شركة تتمتع بصفة مقيم رسمي في المنطقة. - إعفاءات ضريبية لمدة 10 سنوات على الأملاك، وسائل النقل، الأراضي، ابتداءً من تاريخ الحصول على صفة المقيم.. - خفض ضريبة الأرباح إلى 2% فقط. - نظام جمركي حرّ، وشروط جمركية مُفضَّلة.. - شروط إيجار أراضي تفضيلية، مع حق شراء الأرض المُستأجرة ب 1% فقط من قيمتها السجلية، بعد إتمام المشاريع الإنشائية. صادرات تشتمل صادرات موسكو إلى دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة على مواد البناء، والمواد الكيميائية، وأجهزة القياس والتحكم غير البصرية، وأجهزة الأتمتة، وأنظمة الإنذار من الحرائق، والمنتجات الغذائية والمشروبات المحلية، والمخبوزات، فيما نمت الصادرات الغذائية في 2024 بنسبة 50%.