«سي بي سي نيوز» تلعب الجامعات دوراً متزايد الأهمية في بناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة، إذ تُعد مؤسسات التعليم العالي أحد الأعمدة الحيوية للبنية التحتية الاجتماعية. وتُظهر الأبحاث الحديثة أن للجامعات إمكانات كبيرة وغير مستغلة في كثير من الأحيان لدعم المجتمعات بمواجهة التحديات المعقدة، مثل تغير المناخ والضغوط الاقتصادية المتزايدة.يقترح الباحثون نموذجاً جديداً للجامعات يستلهم من مفهوم المكتبات العامة، بما توفره من وصول مفتوح للجميع، وترابط شبكي، وانتشار جغرافي واسع. ويعني هذا أن الجامعات، إذا أعادت النظر في دورها بطريقة مشابهة، يمكن أن تصبح مراكز فعالة لنشر المعرفة وتعزيز المرونة الاجتماعية.من أبرز النقاط التي أكدتها الدراسة من جامعة تشجيانغ في الصين أهمية تعزيز الوصول إلى التعليم العالي. وتماماً كما تتيح المكتبات الموارد مجاناً لكافة فئات المجتمع، تستطيع الجامعات أن تلعب دوراً محورياً في تمكين الأفراد من مختلف الخلفيات، من خلال تقليل الحواجز المالية أو الاجتماعية التي تعيق التعليم. هذا من شأنه أن يمنح فئات أوسع من المجتمع الأدوات اللازمة للمشاركة الفعالة في تحقيق التنمية المستدامة.كما أن تعزيز التواصل والتعاون بين الجامعات والقطاعات المختلفة سواء كانت حكومية أو خاصة أو مجتمعية ضروري لتحفيز الابتكار وتحقيق الأهداف المشتركة. فشبكات التعاون المفتوح وتبادل المعرفة تساهم في تسريع التقدم نحو حلول أكثر استدامة وشمولاً.أما التوزيع الجغرافي للجامعات، فيُعتبر عاملاً أساسياً في تعزيز الصمود المجتمعي. من خلال توزيع المؤسسات التعليمية على نطاق واسع، يمكن تقديم الدعم والمعرفة والموارد بشكل مباشر للمجتمعات المحلية، خصوصاً في مواجهة تحديات مثل تغير المناخ أو الاضطرابات الاقتصادية. ويمكن لهذه الجامعات أن تعمل كمراكز محلية للبحث والابتكار، تساعد في إيجاد حلول تتناسب مع السياق المحلي.في ظل تعقيد الأزمات العالمية وتداخلها، لم يكن دور الجامعات في دفع عجلة التغيير الإيجابي أكثر أهمية مما هو عليه الآن.