يطلقون صاروخًا تجاه العدو الصهيوني لا يصيب أحدًا، في إطار حسابات ذاتية وإقليمية ضيقة، ثم يزايدون علينا — نحن الذين لم نتخلَّ يومًا عن قضية فلسطين، قدس أقداسنا، لا في الماضي قبل أن يولد كلّ “الحوثة”، ولن نتخلى عنها بعد نهايتهم. لكن، مقابل كل صاروخ لا يضرّ، يقتلون مئات اليمنيين، ويشردون الألاف بعد مصادرة منازلهم وأعمالهم وأموالهم ،ويدمرون المنازل والمساجد، ويعتقلون ويُخفون المئات، وينهبون الممتلكات، ويصادرون المرتبات، ويدمّرون مقومات الحياة من تعليم وصحة ومدنية. يمارسون أبشع أنواع العنصرية، ثم يقول لك “الحوثة” — أطفالهم وناشطوهم وقياداتهم على السواء، بـ(براءة خبيثة): إذا صرختَ ضد ما نقوم به من إجرام ضد اليمنيين، فأنت مرتزق! أنت خائن! أنت عنصري! أنت فاسد! بعتَ مبادئك! تخلّيت عن فلسطين! أصبحت مع الصهاينة والأمريكان والمطبّعين! أنت مشرد!، أنت هارب!وتسببت في دمار اليمن! ثم ينهال عليك قاموس طويل طويل من الاتهامات والشتائم والبذاءات، صار شعبنا يعرفه جيدًا ويسخر منه. نقول لكم، يا أسوأ ما أنجبت اليمن والبشرية: سندافع عن حق شعبنا اليمني في الحياة، مهما بلغ إجرامكم، ومهما كانت بذاتكم أو تُهَمُكم. ونحن — وحدنا — المؤهلون لأن ندافع عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية. أما أنتم، الذين تسببتم بالموت والدمار لشعبنا، فلن تكونوا أبدًا مؤهلين للدفاع عن أي قيمة، أو إي حياة ، لأي شعب شقيق أو صديق. وقبل أن تعرفوا أين تقع فلسطين، كان أجدادنا — منذ ما يقارب القرن — يستشهدون على ثراها، ولا تزال بعض أسرهم حتى اليوم تجاهد هناك من أجلها. أما أجدادكم، فكانوا يتآمرون مع الصهاينة والاستعمار لترحيل يهود اليمن ليكونوا جنودًا للكيان الصهيوني لقتل شعب فلسطين.