قال أسامة زرعي، محلل أسواق الذهب، إن المعدن النفيس لا يزال يحتفظ باتجاهه الصعودي على المدى المتوسط إلى الطويل، رغم التذبذبات الحالية، مشيرًا إلى أن الذهب يستهدف العودة إلى مستوى 3500 دولار للأونصة مجددًا، مدعومًا بجملة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية.

وأوضح زرعي أن البيانات الضعيفة لسوق العمل الأمريكي الصادرة مؤخرًا أعادت إشعال توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما انعكس على أداء الدولار الأمريكي الذي تعافى جزئيًا بعد أن سجل أدنى مستوى له في أسبوع، لكنه لا يزال عرضة للضغوط في حال ترسخ اتجاه التيسير النقدي.

وأشار إلى أن الذهب يتحرك منذ بداية الأسبوع داخل نطاق يميل إلى الصعود، نتيجة تراجع عوائد السندات الأمريكية، وهو عامل دعم رئيسي، في مقابل تماسك نسبى للدولار رغم موجة بيع كبيرة شهدها بنهاية الأسبوع الماضي.

وتابع زرعي: "الأسواق تترقب حالياً تطورات مهمة، على رأسها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تعيين بديل مؤقت لمحافظة الاحتياطي الفيدرالي المستقيلة، أدريانا كوغلر، بالإضافة إلى من سيقود الاحتياطي الفيدرالي في المرحلة المقبلة"، موضحًا أن هذه التغيرات المحتملة في القيادة قد تعزز من فرص التيسير النقدي.

وأشار زرعي إلى أن الأسواق باتت تسعّر احتمال خفض الفائدة في ديسمبر المقبل بنسبة تقارب 88%، في ظل المؤشرات الاقتصادية الضعيفة، خاصة من قطاع التوظيف، وهو ما يوفر بيئة داعمة للذهب كمخزن للقيمة.

وفي السياق الجيوسياسي، لفت إلى أن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والهند بعد تهديدات ترامب الأخيرة بفرض رسوم جديدة على السلع الهندية بسبب تعاملها النفطي مع روسيا، يضيف عنصر ضغط إضافي على شهية المخاطرة، ويزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

وختم زرعي تصريحه بالتأكيد على أن الاتجاه العام للذهب لا يزال إيجابيًا بقوة، مشددًا على أن أي تراجعات حالية قد تكون محدودة ومؤقتة، طالما استمرت توقعات خفض الفائدة والمخاوف الجيوسياسية قائمة، وهو ما يدعم التوقعات بأن يصل الذهب مجددًا إلى مستوى 3500 دولار للأونصة خلال الفترة المقبلة.