انعقد في دبي، ملتقى وطني رفيع المستوى والذي استضافته هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (تدرا)، وهيئة دبي الرقمية، بمشاركة جميع الشركاء الاستراتيجيين في اللجنة، إلى جانب ممثلين عن الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والمؤسسات الخاصة. وجمع الملتقى نخبة من كبار القادة وصنّاع القرار والمسؤولين لمناقشة أبرز إنجازات المشاريع الوطنية الرقمية، وشكّل منصة حيوية لاستعراض قصص نجاح ملهمة في مسيرة التحول الرقمي بالدولة، وفي مقدمتها مشروع الهوية الرقمية الذي أصبح اليوم ركناً أساسياً في حياة الأفراد وتعاملاتهم اليومية. شهد الملتقى تكريم الجهات المشاركة لدورها الحيوي في دفع مسيرة التحول الرقمي، حيث جرى إبراز إنجازات الجهات الحكومية إلى جانب الشركاء من القطاع الخاص. وجاء هذا التكريم تقديراً لجهودهم المشتركة التي أسهمت في ترسيخ مكانة دولة الإمارات في طليعة الدول الرقمية الرائدة، وتجسيداً لروح التعاون والعمل الجماعي الداعم لمسيرة التطور والابتكار الوطني. محور رئيسي وكانت الهوية الرقمية محوراً رئيسياً في الملتقى، حيث تم استعراض رحلتها الممتدة على مدى السنوات كأحد العناوين البارزة في مسيرة التحول نحو رقمنة الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وجسد مشروع الهوية الرقمية أحد أبرز النماذج للشراكة الشاملة بين المجتمع والجهات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص معاً، حيث تم تطوير المشروع بالشراكة بين كل من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، ودائرة التمكين الحكومي في أبوظبي، وهيئة دبي الرقمية. وتُوجت هذه المسيرة التشاركية بالاستخدام الشامل للهوية الرقمية، حيث تجاوز عدد مستخدميها 11 مليون مستخدم، مما رسخ مكانتها كعنصر أساسي في الحياة اليومية لكل من يقيمون في الدولة أو يزورونها. «نحن الإمارات 2031» ويأتي تطوير الهوية الرقمية بهذا المستوى الرفيع من التقنيات الذكية وسهولة الاستخدام منسجماً مع رؤية «نحن الإمارات 2031» بمحورها الذي ينص على إقامة المنظومة الأكثر ريادةً وتفوقاً من خلال حكومة استشرافية تقوم على النتائج، وتتسم بالمرونة، وتعمل على تسخير القدرات، وتستند إلى بنية تحتية مترابطة ومتفوقة تكنولوجياً. وتعد الهوية الرقمية إحدى المبادرات المعتمدة من الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، وهي مكوّن أساسي في المنظومة الرقمية التي تشمل من بين خاصيات عديدة الدخول الموحد الذي يتيح للمتعامل الانتقال من خدمة إلى أخرى من دون الاضطرار لإنشاء حساب جديد أو إدخال وحفظ كلمة المرور. كما تتضمن الهوية الرقمية محفظة رقمية تتيح طلب ومشاركة المستندات الرسمية بين الجهات المعنية بتقديم الخدمات، وتتضمن أيضاً التوقيع الرقمي والختم الرقمي للمستندات. وتمتاز بأنها مدعومة بالذكاء الاصطناعي من خلال خاصية التعرف إلى الهوية بالبصمة البيومترية للوجه. 350 جهة حكومية وخاصة ويبلغ عدد الخدمات التي يتم تقديمها باستخدام الهوية الرقمية أكثر من 15 ألف خدمة تقدمها أكثر من 350 جهة من بينها أكثر من 140 جهة تنتمي للقطاع الخاص. وتربط المنظومة الرقمية المشتركة لخدمات الحكومة الاتحادية، أكثر من 180 جهة حكومية وعدداً من مؤسسات القطاع الخاص، وهو ما أهّلها لإجراء أكثر من 2.6 مليار معاملة رقمية، و600 مليون عملية دخول، وبلغ عدد عمليات مشاركة المستندات عبر المحفظة الرقمية أكثر من 17 مليون مشاركة، فيما بلغت نسبة رضا المتعاملين عن استخدام الهوية الرقمية 96%. تصفير البيروقراطية وشهد العام الماضي 2024 نقلة مهمة في مدى تبني الهوية الرقمية، حيث بلغ عدد المستندات الموثوقة التي جرى تبادلها من خلال النظام أكثر من 16 مليون مستند. وساهمت الهوية الرقمية بشكل فعال في تنفيذ استراتيجية الحكومة لتصفير البيروقراطية في مختلف القطاعات. مبادرة استراتيجية كما شهد الحفل إطلاق مبادرة مرصد تقنيات المستقبل؛ وهي مبادرة استراتيجية تهدف إلى دعم الجهات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال تقديم إرشادات استشرافية حول التقنيات الناشئة وتوجيه عمليات تبني التكنولوجيا وتعزيز منظومة قائمة على المعرفة. كما تم استعراض لمحة عن برنامج رواد الذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى تزويد موظفي حكومة الإمارات بالمهارات التطبيقية في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال برنامج تدريبي يمتد على مدى خمسة أشهر، بالتعاون مع جامعة سنغافورة الوطنية المتخصصة في هذا المجال والمصنفة ضمن أرقى الجامعات عالمياً. ويركز البرنامج على تمكين المشاركين من استخدام التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي بفعالية في عملياتهم اليومية. تكريم الشركاء واختُتم الحفل بتكريم شركاء وخريجي هذه المشاريع الوطنية الرقمية، تقديراً لعطائهم وجهودهم في تطوير مبادرات رائدة تخدم الإنسان والمجتمع، وتعزز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار والتحول الرقمي، انسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة. جهود الفريق الواحد قال المهندس ماجد سلطان المسمار، مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية «إن النتائج التي وصلت إليها الهوية الرقمية هي انعكاس عملي لجهود الفريق الواحد على مستوى الجهات الحكومية. لقد قدمنا معاً نموذجاً حكومياً يقوم على النتائج ويتمحور حول الإنسان. نحن اليوم نبلغ قمة جديدة نستعد من خلالها للانطلاق نحو قمم أخرى في مسيرة التحول الرقمي نحو مستقبل يليق بدولة الإمارات، مستنيرين برؤى قيادتنا الرشيدة، ومستندين إلى كفاءاتنا الوطنية التي استفادت من نهج التمكين وراكمت خبرات رقمية متطورة. وأضاف المسمار: كانت الهوية الرقمية برهاناً لا يرقى إليه الشك بأن العمل بروح الفريق الوطني الواحد هو السبيل لاختصار الزمن وتحدي المستحيل وصناعة إنجازات تعزز من ريادة دولتنا الحبيبة وتكرس موقعها الطليعي بين الأمم في مجال التحول الرقمي». منصة وطنية لرصد التوجهات العالمية وأضاف: كما نحتفل اليوم بإطلاق مرصد تقنيات المستقبل الذي يشكل منصة وطنية لرصد وتحليل التوجهات العالمية في التكنولوجيا، ويزوّد صناع القرار بالمعرفة اللازمة لصياغة مبادرات رائدة ترسخ ريادة الدولة في تبنّي أحدث التقنيات. ونشهد أيضاً تخريج الدفعة الأولى من برنامج روّاد الذكاء الاصطناعي، الذي يمثل استثماراً استراتيجياً في رأس المال البشري وإعداد جيل إماراتي قادر على قيادة مسيرة الابتكار والتحول الرقمي في المجالات الأكثر تقدماً. ويعكس هذان الإنجازان معاً نهج الإمارات في الجمع بين استشراف المستقبل وبناء الكفاءات الوطنية، بما يعزز تنافسيتها العالمية في ميادين التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي. وقال المسمار:«لقد تمكنّا بفضل الجهود المشتركة من تحقيق إنجازات ملموسة في مشروع الهوية الرقمية، الذي ساهم في تمكين قطاعات حيوية تشمل الاتصالات، الصحة، القطاع المالي، الطاقة، والعقارات. ويجسد هذا المشروع الوطني، إلى جانب المبادرات الأخرى، الأثر العميق لبناء بنية تحتية رقمية متكاملة تعزز من جودة الحياة وكفاءة الخدمات في دولة الإمارات». أداة لتيسير الحياة فيما قال حمد عبيد المنصوري، مدير عام دبي الرقمية على الإنجازات المشتركة: «نحتفي اليوم بإنجازات المشاريع الوطنية الرقمية، وفي مقدمتها الهوية الرقمية التي تجسد دور التكنولوجيا كأداة لتيسير الحياة وتعزيز جودة الخدمات. وقد غدت الهوية الرقمية نموذجاً يُحتذى به للشراكة الفاعلة بين الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص، وركيزة أساسية في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو بناء مستقبل أكثر ذكاءً وتكاملاً». أضاف المنصوري: «إن وصول عدد مستخدمي الهوية الرقمية إلى 11 مليوناً يعكس ثقة المتعاملين بها، ويؤكد دورها المحوري في تسهيل حياتهم وتمكينهم من إنجاز الخدمات والتجارب الرقمية بسرعة وعلى نحو تكاملي. ونحن في دبي الرقمية ماضون في إطلاق المبادرات الريادية لترسيخ مكانة دبي كنموذج عالمي في تقديم الخدمات وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وبناء مستقبل رقمي يعزز جودة الحياة وسعادة الإنسان تنفيذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة. كما نمضي أيضاً في تعزيز الشراكات وتطوير التعاون بين مختلف الأطراف انسجاماً مع مبادئ الشمولية والتكامل والمستقبل الواحد، وسيظل هدفنا على الدوام العمل على تسهيل حياة الناس ودعم مرتكزات الاقتصاد الرقمي سواء في دبي أو في دولة الإمارات بصفة عامة، وذلك استناداً إلى الحلول الرقمية المتطورة وأحدث التقنيات الذكية». عمق الرؤية الاستشرافية قال وسام لوتاه، المدير العام للحكومة الرقمية في أبوظبي: إن بلوغ منظومة الهوية الرقمية هذه الأرقام القياسية يعكس عمق الرؤية الاستشرافية لدولة الإمارات وحرص دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي على تحويل الطموحات الرقمية إلى واقع ملموس. نحن نؤمن بأن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتكامل البيانات هو أساس الانتقال نحو حكومة المستقبل، حيث تتكامل كفاءة الأداء مع سهولة الخدمات وجودتها. نعتز اليوم بأننا جزء من منظومة وطنية تضع الإمارات في طليعة الدول المبتكرة رقمياً، وسنواصل العمل مع شركائنا لتعزيز منظومتنا الرقمية وتطوير حلول أكثر ذكاءً واستدامة لخدمة جميع أفراد المجتمع ودعم تطلعاتنا نحو الريادة العالمية.