قال عبد العال سليمة، نائب رئيس شعبة الذهب، إن الارتفاعات القياسية التي سجلها المعدن الأصفر عالميًا خلال الأسابيع الأخيرة تعكس حالة الترقب في الأسواق لقرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن الذهب استفاد بقوة من التوقعات بخفض الفائدة لما لذلك من تأثير مباشر على تراجع العائد على السندات الحكومية وضعف الدولار. وأوضح سليمة أن أسعار الذهب العالمية ارتفعت للأسبوع الرابع على التوالي، ليسجل سعر الأونصة مستوى تاريخيًا عند 3674 دولارًا، بزيادة نسبتها 1.6% خلال الأسبوع الماضي، بعدما افتتحت التداولات عند 3591 دولارًا، وأغلقت عند 3643 دولارًا للأونصة، وأضاف أن المعدن النفيس قفز منذ بداية 2025 بنحو 40%، في واحدة من أكبر موجات الصعود التاريخية. وأشار إلى أن البيانات الاقتصادية الأخيرة في الولايات المتحدة، وعلى رأسها زيادة طلبات إعانة البطالة وتراجع الوظائف غير الزراعية بأكثر من 900 ألف وظيفة مقارنة بالعام الماضي، عززت من الاعتقاد بأن الاقتصاد الأمريكي يفقد زخمه، وهو ما يدعم اتجاه الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة لتحفيز النشاط الاقتصادي. وبيّن "سليمة" أن هذه التطورات جعلت المستثمرين يركزون بشكل أكبر على ضعف سوق العمل مقارنة بملف التضخم، رغم تسجيل مؤشر أسعار المستهلك في أغسطس أكبر ارتفاع شهري له في سبعة أشهر. وقال إن "الذهب يستفيد عادة من هذه المعادلة المعقدة، حيث يشكل تراجع الثقة في الدولار وتراجع العوائد الحقيقية على الأصول الاستثمارية الأخرى بيئة مثالية لصعوده". وتوقع نائب رئيس شعبة الذهب استمرار حالة الزخم الإيجابي على أسعار المعدن الأصفر في المدى القريب، مع إمكانية اختراق مستويات تاريخية جديدة إذا ما أقدم الفيدرالي الأمريكي بالفعل على خفض الفائدة في اجتماعه المرتقب، معتبرًا أن المخاطر التضخمية على المدى الطويل ستبقي الذهب وجهة آمنة للمستثمرين.