تشهد أسعار تذاكر السفر في دبي في الربع الأخير من العام الجاري ارتفاعاً تدريجياً، تصل نسبته إلى ما بين 65 و80% عند ذروة عطلة رأس السنة، باتجاه عدد من الوجهات العربية، مقارنة بالأسعار خلال شهر سبتمبر/ أيلول الجاري.أشار خبراء سفر ل«الخليج»، إلى أن الطلب على السفر إلى دبي يتضاعف ابتداءً من منتصف أكتوبر/ تشرين أول، لافتين إلى أن وتيرة ارتفاع الأسعار بدأت مبكراً هذا العام، مع تسجيل زيادات تدريجية في أسعار التذاكر والإقامات، مدفوعة باستضافة الإمارة لعدد كبير من الفعاليات الدولية، من أكتوبر مروراً بذروة عطلة رأس السنة حتى الربع الأول من 2026، من بينها معرض «جيتكس» العالمي، معرض «جلفود للتصنيع»، إضافة إلى افتتاح القرية العالمية، وغيرها من الفعاليات.وقال مديرو فنادق في دبي، أن نسبة كبيرة من الحجوزات بدأت مبكراً هذا العام لتفادي أي ارتفاع خلال فترات الذروة. متوقعين أن تتجاوز نسب الإشغال حاجز 90% خلال فترة رأس السنة، بدعم من الطلب القوي الذي يبدأ منذ الأسبوع الأول من ديسمبر/ كانون الأول.وبحسب المديرين، يعزى هذا الارتفاع إلى الزخم الكبير الذي تشهده الإمارة من خلال استضافة مئات المعارض والمؤتمرات الدولية، إلى جانب تنامي الطلب على السفر، سواء من المقيمين الراغبين في قضاء عطلة رأس السنة مع عائلاتهم في بلدانهم، أو من الزوار القادمين إلى الدولة للاحتفال بفعاليات رأس السنة.وبحسب رصد «الخليج»، سجّل متوسط أسعار السفر من مطار دبي إلى بغداد بين 2000 إلى 3500 درهم في ذروة نهاية العام. وإلى دمشق ما بين 2700 إلى 3700 درهم خلال الفترة ذاتها. بارتفاع تجاوز 80% مقارنة بأسعار سبتمبر/ أيلول الجاري. حيث اعتُبرت الوجهتان الأكثر ارتفاعاً بين الوجهات العربية. ارتفاع تدريجي بحسب تتبّع أسعار التذاكر الذي رصدته «الخليج»، عبر منصات حجز التذاكر، عند حجز موعد سفر في نهاية ديسمبر 2025، وبداية يناير 2026، إلى 7 وجهات عربية في الاتّجاهين شملت (القاهرة، بيروت، عمّان، بغداد، دمشق، الرياض، الكويت)، تخطّت نسبة الارتفاع 65% إلى بعض الوجهات، ووصلت إلى 80% إلى وجهات أخرى، مقارنة بالسعر الحالي في سبتمبر.عند الحجز من مطار دبي الدولي إلى مطار القاهرة على الدرجة السياحية في الاتجاهين، فإن متوسط سعر التذكرة يتراوح ما بين 1900 إلى 2200 درهم، وإلى بيروت من 2000 إلى 2600 درهم، وإلى مطار الملكة علياء في الأردن، سجّلت الأسعار متوسط بين 1400 إلى 2200 درهم.أما في بغداد، سجّلت أسعار السفر إليها ارتفاعاً تراوح بين 2000 إلى 3500 درهم في نهاية العام. وإلى دمشق والتي اعتبرت الأكثر ارتفاعاً بين الوجهات العربية، يرتفع متوسط سعر رحلة الذهاب والعودة إليها إلى ما بين 2700 إلى 3700 درهم خلال الفترة ذاتها.بينما تراوحت رحلة الذهاب والعودة خلال رأس السنة إلى الرياض من 1200 إلى 1600 درهم، وإلى الكويت ما بين 1000 إلى 1200 درهم. طلب على السفر توقع شريف الفرم، الرئيس التنفيذي لشركة «شريف هاوس» للسياحة والسفر، أن ترتفع أسعار تذاكر السفر خلال ذروة عطلة رأس السنة بنسبة تصل إلى 60%، نظراً للطلب العالي على السفر والإجازات، وتحقيقاً لسياسة العرض والطلب. ودعا المسافرين والأسر إلى زيادة ميزانية السفر لمواجهة ارتفاع الأسعار.وقال: «هناك عدة أسباب لهذا الارتفاع، وهي بداية موسم العطلات التي تعتبر الفترة الرئيسية لجميع العطلات في مختلف دول العالم، والفعاليات التي من المتوقع أن تجذب الملايين خلال الربع الأخير، والحملات الترويجية لشركات الطيران ووكلاؤها، إلى جانب الطلب المرتفع على وجهات شعبية معينة خارج الدولة».وحدد 4 طرق للهروب من ارتفاع الأسعار، قائلاً: «أول هذه الطرق الحجز المسبق، للحصول على سعر مناسب، والبحث عن تواريخ مرنة للسفر، واختيار وجهات بديلة تكون أقل كلفة من التي يود المسافر زيارتها. إلى جانب استخدام رحلات الطيران غير المباشرة -الترانزيت- والتي تكون أسعارها أقل».وأكد أن دبي أصبحت مقصداً سياحياً عالمياً مرتبطاً بقضاء إجازات رأس السنة، وهي تنافس عواصم سياحية عالمية. مشيراً إلى أن ما يساعدها على ذلك هو الفعاليات والأنشطة المتنوعة فيها، إضافة إلى البنى التحتية المتطورة ومستوى الأمان والاستقرار. تخطيط مبكر يقول بول بريدجر، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة روڤ للفنادق: «نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الحجوزات التي تبدأ منذ أكتوبر حتى موسم رأس السنة هذا العام، وتمتد حتى الرابع الأول من العام القادم. بدأ الضيوف بالتخطيط لإقامتهم مبكراً، وهو ما يعكس زيادة في الثقة بالسفر خلال فترة رأس السنة والمعارض الدولية التي تسبقها. نتوقع خلال العطلة تحقيق نسب إشغال مرتفعة تتجاوز 90%. ما يدفعنا إلى تصميم باقات موسمية وعروض خاصة تستجيب لتطلعات هذه الشرائح من الضيوف وتلبي احتياجاتهم».وأشار إلى أنه لوحظ أن الفئات الأكثر إقبالاً، هي العائلات التي تبحث عن تجارب مميزة. إلى جانب السياحة الداخلية. لافتاً إلى تزايد الطلب من السياح الأوروبيين والخليجيين، الباحثين عن الطقس المعتدل والأجواء الاحتفالية الغنية في دبي.بول بريدجر:توماس كوريان:شريف الفرم:إقبال من الأسواق الأوروبية على دبيحجوزات مبكرة تفادياً لذروة الموسمالإمارة مقصد عالمي مرتبط بالإجازات إشغال فندقي قال توماس كوريان، مدير فندق ليفا، أن مؤشّرات الحجوزات الخاصة بعطلة رأس السنة تبدأ عادةً في الظهور في الربع الأخير من العام، مدفوعة بتنوع الفعاليات والأحداث التي تسبقها. لافتاً إلى أنها تبلغ ذروتها خلال الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول.وأضاف: «نتوقع أن تتجاوز نسبة الإشغال في أواخر ديسمبر وأوائل يناير بين 90%، مدفوعة بالطلب المرتفع خلال هذه الفترة، وأسعار الإقامة في رأس السنة تشهد بطبيعتها ارتفاعاً مقارنةً ببقية أوقات السنة، نتيجة الإقبال الكبير، إلا أن نسب التغيير في الأسعار تخضع لعوامل السوق والمنافسة مع الفنادق المجاورة، ما يجعل من الصعب تحديد نسبة دقيقة مسبقاً. نستعد لتوفير تجربة مميزة للنزلاء، مع تشجيعهم على استكشاف الفعاليات المميزة التي تُقام في دبي بهذه المناسبة، مثل عروض الألعاب النارية عند برج خليفة، والأنشطة الترفيهية في سيتي ووك ووسط المدينة. مطاعمنا داخل الفندق تقدّم جلسات عائلية خاصة، تتيح الاستمتاع بتجارب مميّزة».