«ديلي ميل» النوم الجيد ركيزة أساسية للصحة الجسدية والعقلية، ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن اضطرابات النوم، وعلى رأسها الأرق المزمن، أصبحت تهديداً متصاعداً للصحة العامة على مستوى العالم. تجعل مصابيها عرضة لمجموعة خطرة من الأمراض، أبرزها أمراض القلب، والسمنة، والسكري، وضعف المناعة، وتدهور القدرات الإدراكية وصولاً إلى الخرف، كما أنه يشل جهاز المناعة ويجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات.يعرف الأرق بأنه صعوبة في بدء النوم أو الاستمرار فيه، أو الاستيقاظ في وقت مبكر وعدم القدرة على العودة إلى النوم، وغالباً ما يترافق ذلك مع الشعور بالإرهاق والتهيج وضعف التركيز أثناء النهار. لكن الأرق ليس مجرد اضطراب مؤقت يمكن تجاهله، بل هو حالة تؤدي إلى تآكل صحي تدريجي في الجسم والعقل، خاصة إذا استمرت لفترات طويلة دون علاج.يزيد الأرق المزمن خطر الإصابة بالخرف بنسبة 40%. فالنوم العميق ليس وقتاً للراحة فقط، بل هو المرحلة التي يبدأ فيها الدماغ عملية تنظيف ذاتية يتخلص فيها من البروتينات السامة. ولا يستطيع الدماغ إكمال هذه العملية الأساسية أثناء اليقظة، ما يسمح للسموم والبروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى بالتراكم، ويؤدي إلى ضمور أجزاء الدماغ التي تحكم الذاكرة والأداء التنفيذي والحركة.ويؤدي النوم دوراً حاسماً في تنظيم ضغط الدم وصحة القلب. وأثناء النوم العميق، ينخفض ضغط الدم بشكل طبيعي، ما يمنح القلب والأوعية الدموية فرصة للراحة. ولكن في حالة الأرق، لا يحدث هذا الانخفاض، ويظل الجسم في حالة من الضغط المستمر.يعيق النوم غير الكافي أو ذو الجودة الرديئة، قدرة الجسم على تنظيم نسبة السكر في الدم، ما يعزز تطور مقاومة الأنسولين، وهو عامل الخطر الرئيسي لمرض السكري من النوع 2.ويؤثر النوم السيئ في هرمونات الجوع والشبع، فيزيد من إفراز هرمون الجريلين (المسؤول عن الإحساس بالجوع) ويقلل اللبتين (الذي يمنح الشعور بالشبع). وكنتيجة لذلك، يميل المصابون بالأرق إلى تناول الطعام بكثرة واختيار الأطعمة الغنية بالدهون.