تعتزم مالية دبي الأسبوع المقبل تنظيم مؤتمر متخصص في مجال الاستشراف المالي، هو الأول من نوعه في المنطقة. ومن المقرر أن ينعقد «ملتقى حكومة دبي للاستشراف المالي»، عبر الإنترنت في يوم الاثنين، الموافق 22 سبتمبر 2025، بمشاركة نخبة من المسؤولين من مختلف الجهات الحكومية في الإمارة، وذلك في إطار الجهود الريادية التي تبذلها مالية دبي لتعزيز جاهزية المستقبل وترسيخ مكانتها محركاً رئيسياً لتطوير الإدارة المالية الحكومية. ويهدف الملتقى إلى إبراز المبادرات الاستشرافية التي تطلقها الدائرة، وتوعية الجهات الحكومية بأهمية إدماج منهجيات الاستشراف في الإدارة المالية؛ إذ من المنتظر أن يشهد تقديم دراسة استشرافية مهمة بعنوان «مستقبل الضريبة في عصر الذكاء الاصطناعي والروبوتات 2050»، وإطلاق «دليل الاستشراف المالي لحكومة دبي»، فضلاً عن الإعلان عن تأسيس «شبكة الاستشراف المالي لحكومة دبي»، التي تعزز التعاون بين مختلف المؤسسات الحكومية في هذا المجال. منصة متفرّدة وأكد عبدالرحمن صالح آل صالح، المدير العام لمالية دبي، أن الملتقى يمثل منصة متفرّدة تجمع مختلف الجهات الحكومية تحت مظلة واحدة، ويشكل فرصة لإبراز الدور الريادي لدائرة المالية في استشراف مستقبل الإدارة المالية الحكومية، مشيراً إلى أن تعزيز ثقافة الاستشراف يسهم في رفع كفاءة العمل الحكومي ودعم جاهزيته لمواجهة التحولات المستقبلية. ويتضمن برنامج الملتقى كلمات تعريفية وجلسات تقديمية وحوارية تستعرض الدراسة الاستشرافية حول مستقبل الضريبة حتى عام 2050، إضافة إلى استعراض دليل الاستشراف المالي لحكومة دبي، علاوة على عرض ميثاق شبكة الاستشراف المالي وآلياتها، حيث يُنتظر أن تعمل على توحيد الجهود وتعزيز التكامل بين الجهات الحكومية في هذا المجال الحيوي. أداة أساسية من ناحيته، أكد عارف عبدالرحمن أهلي، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والموازنة العامة في مالية دبي، أن الاستشراف أداة أساسية للتخطيط الاستراتيجي وصناعة المستقبل، لافتاً إلى أن مالية دبي ملتزمة بدعم شركائها الحكوميين في تبني هذا النهج وصولاً إلى منظومة مالية أكثر رشاقة واستدامة. وتأتي هذه المبادرة في وقت لا تزال دبي تتصدر فيه مؤشرات الاستعداد للمستقبل؛ فوفقاً لمؤشر جاهزية المستقبل الذي أطلقته مؤسسة دبي للمستقبل، وبرنامج دبي للتميز الحكومي، تضمّنت المعايير 66 مؤشّراً فرعياً تغطي خمسة محاور تمكّن الجهات الحكومية من قياس مدى جاهزيتها للتحديات القادمة. وتُعد الجهات المالية في دولة الإمارات عموماً من أنشط الجهات في العالم في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لتقرير دولي صدر في عام 2023 عن مؤسسة «فيناسترا» البريطانية للخدمات المالية وشمل 750 مؤسسة مالية حول العالم، ذكر أن حوالي 45% من المؤسسات المالية في دولة الإمارات قامت خلال العام الأخير بتطبيق الذكاء الاصطناعي أو تحسين استخداماته.