اقتصاد / صحيفة الخليج

سوق القهوة المحلية «متوازنة» في ظل الرسوم الجمركية الأمريكية

أكد خبراء وتجار في قطاع القهوة بدولة ، أن السوق تشهد حالياً توازناً ملحوظاً بين ارتفاع التكاليف العالمية واستمرار الطلب المحلي القوي.

وأوضحوا أنه على الرغم من التحديات العالمية، مثل انخفاض المحاصيل، وارتفاع الأسعار، وزيادة تكاليف الشحن، التي تتراوح حالياً بين 5 و15% من إجمالي كلفة القهوة، إلا أن السوق الإماراتية تمكنت من امتصاص جزء كبير من هذه الزيادات، مما جعلها أقل تأثراً مقارنة بأسواق عالمية أخرى.

قال الخبراء ل«الخليج»: إن فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على بعض دول منشأ القهوة، دفع العديد من المزارعين والموردين إلى اعتماد الإمارات كمركز تصدير رئيسي، ما ساهم في التخفيف من حدة ارتفاع الأسعار محلياً.

وأوضحوا أن أسعار البن الخام في دولة الإمارات شهدت ارتفاعاً بنحو 20% منذ بداية العام 2025، لا سيما في فئات القهوة العضوية، وهي نسبة أقل من باقي دول المنطقة.

وأشار الخبراء إلى أن العديد من المحامص المحلية اختارت تحمّل جزء من هذه التكاليف بدلاً من تحميلها بالكامل للمستهلك، حفاظاً على قاعدة العملاء. وكذلك استمرار توجههم نحو تنويع مصادر الاستيراد، والبحث عن أسواق بديلة مثل ، اليمن، وكولومبيا، وسط تفاؤل عام بعودة تدريجية لاستقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة.

قال غمدان مبخوت، مدير عام شركة خيرات اليمن، ومقرها أبوظبي، إن أبرز أنواع القهوة الأكثر تأثراً، القهوة العضوية. وأوضح، أن كلفة البن الخام ارتفعت بنسبة تجاوزت 20% خلال العام 2025، وهو ما انعكس بشكل جزئي على الأسعار النهائية للمستهلك.

وأشار مبخوت، إلى أن تكاليف الشحن والنقل التي تتراوح بين 5 و15% من كلفة القهوة، لا تزال تشكّل عاملاً مهماً في رفع الأسعار، إضافة إلى التغيّرات المناخية في الدول المنتجة، والرسوم الأمريكية المفروضة على بعض هذه الدول.

وقال: إن شركته لا تستطيع تغيير مصادر الاستيراد أو البحث عن بدائل أرخص، نظراً لاعتمادها على أنواع محددة من القهوة العضوية، التي تتطلب معايير جودة واستيراد دقيقة. ويميل المستهلكون إلى أنواع ذات جودة أعلى، حبوب من مصدر محدد، وتحميص وتجربة مميزة.

وتابع: «هذا التخصّص في القهوة يجعلنا أكثر عرضة للتأثّر بأي ارتفاع في الأسعار. ورغم هذا، لم نرفعها بأكثر من 10% حرصاً على عدم خسارة الزبائن، خصوصاً أن عميل القهوة العضوية المتخصصة يصعب كسبه بسهولة. حيث فضّلنا الاعتماد على حجم المبيعات بدلاً من رفع الأسعار، لتجنب فقدان قاعدة العملاء».

الإمارات مركز عالمي

قال سليمان العلوي، مقيّم قهوة عالمي_ وصاحب محمصة وأكاديمية The QC المختصة في القهوة: إن سوق القهوة يشهد تذبذباً منذ نحو 3 سنوات، ما انعكس على الأسعار في الدولة في بداية عام 2024 بارتفاع نحو 35%. لافتاً إلى أنها استقرت مؤخّراً بنسبة ارتفاع تصل إلى نحو 20%.

وأشار إلى أن هذا التذبذب أثّر بشكل مباشر في المستوردين ومحامص القهوة التي اضطرت لرفع الأسعار بسبب زيادة الكلفة، مؤكداً أن بعض المحامص والمقاهي، قررت التضحية بجزء من هامش للحفاظ على الزبائن.

وتابع العلوي: «الضرائب التي فرضتها أمريكا على دول مصدّرة للبن، دفعت مزارعين وموردين لتحويل الإمارات إلى سوق رئيسية لتصدير البن، حيث افتتح العديد منهم شركات فيها لإعادة بيع المنتج بأسعار أقل، مستفيدين من انخفاض الضرائب مقارنة بتلك المفروضة على الصادرات المباشرة إلى أمريكا. الأمر الذي جعل ارتفاع أسعار البن في الدولة أقل نسبياً من باقي الأسواق المحيطة لسهولة الحصول عليها. كذلك يلاحظ أن هناك اتجاهاً متزايداً نحو البحث عن أسواق بديلة مثل الصين، اليمن، إثيوبيا، وكولومبيا، مدفوعاً بوعي أكبر لدى المستوردين».

وأكد أن سوق الإمارات، لا يزال يستقطب شركات وعلامات تجارية للاستثمار في القطاع بسبب الطلب والنمو في السوق بفعل زيادة الاستهلاك وتوسع قطاع الضيافة والتصدير وإعادة التصدير.

تأثيرات محدودة

قال خالد الزير، المدير التسويقي ومستشار شركة «وجار» لتجارة القهوة، إن ارتفاع أسعار القهوة بدأ بشكل تدريجي قبل نحو أربع سنوات، مشيراً إلى أن البرازيل التي تعدّ اكبر منتج للأرابيكا وفيتنام اكبر منتج للروبوستا، تعتبران من أكثر الدول تأثيراً على السعر العالمي، خاصة في ظل تنامي الطلب العالمي، والأحوال المناخية المتغيّرة فيهما، ما ساهم في دفع الأسعار إلى الأعلى.

وتابع: «العام القادم بحلول شهر أبريل/ نيسان، من المتوقع ألا يشهد أي فجوة في إنتاج القهوة في البرازيل، على عكس العام الحالي الذي يشهد نقص ب 20 مليون كيس، وهو مؤشر إيجابي قد يسهم في تهدئة ارتفاع الأسعار».

وعن انعكاس الارتفاع على السوق المحلي، أكد الزير أن الزيادة في الأسعار لم تكن محسوسة بشكل كبير لدى المستهلك، بل كانت طفيفة وبسيطة، لافتاً إلى أن التأثير الأكبر يقع على المحامص وتجار الجملة، حيث يطالهم الارتفاع بشكل مباشر بسبب زيادة سعر الطن المستورد، بينما تبقى تأثيرات السعر على الزبون العادي محدودة وغير ملموسة.

وأضاف أن منطقة جبل علي أصبحت في السنوات الأخيرة من أكبر مراكز توزيع القهوة والشاي في المنطقة، موضحاً أن تجاراً من الشرق الأوسط باتوا يعتمدون عليها كمصدر رئيسي لشراء حبوب البن، بديلًا عن السفر إلى دول المنشأ مثل البرازيل ودول أمريكا اللاتينية

توقع خبير مصري، أن تشهد تجارة البن ارتفاعاً جديداً في الأسعار خلال الفترة المقبلة، تأثراً بزيادات جديدة مرتقبة على خلفية الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب مؤخراً، على الدول المصدرة للبن مثل البرازيل وفيتنام وكولومبيا.

وقال حسن فوزي، رئيس شعبة البن في « المصرية»، إن أسعار البن شهدت بالفعل ارتفاعاً ملحوظاً في البورصات العالمية، زيادة الإقبال على الشراء، خوفاً من زيادات جديدة في الأسعار، مشيراً إلى أن التغيرات المناخية الحادة التي ضربت عدداً من الدول المنتجة للبن، خلال السنوات الماضية، لعبت دوراً كبيراً في ارتفاع الأسعار بالبورصات العالمية، حيث تراوح سعر طن البن من نوع أرابيكا ما بين 7 و9 آلاف دولار، بينما تراوح سعر طن روبوستا بين 5 و6 آلاف دولار.

وتستورد نحو 40% من احتياجاتها من البن من البرازيل، تليها كولومبيا ثم فيتنام.

4 دولارات للرطل في نيويورك

واصلت عقود البن الآجلة ارتفاعها في بورصة نيويورك الإثنين الماضي، لتتجاوز 4 دولارات للرطل للمرة الأولى منذ شهر إبريل/ نيسان الماضي 2025، مدفوعة بمخاوف مستمرة من شح المعروض والتوترات التجارية.

وارتفعت أسعار «بن أرابيكا» وهو النوع المفضل لدى سلاسل المقاهي مثل «ستاربكس»، بنسبة وصلت إلى 2.4% خلال التعاملات وبهذا تكون الأسعار قد قفزت بنحو 45% منذ مطلع أغسطس/ آب، نتيجة الجفاف الذي يضرب البرازيل، أكبر منتج للبن في العالم، إضافة إلى الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات من الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية وتراجع حجم المخزونات العالمية.

وفي بورصة نيويورك، ارتفعت أسعار «أرابيكا»، 2.2% لتسجل 4.055 دولار للرطل، في حين صعدت أسعار «بن روبوستا» بنسبة 2.7% في بورصة لندن.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا