كتب: مدحت عادلالجمعة، 26 سبتمبر 2025 09:00 ص كشف أحمد ماهر، محلل دراسات بيانات سوق العمل بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن تراجع معدلات البطالة في مصر لمستوى غير مسبوق في مصر، وفقا لأحدث أرقام رسمية أعلنها الجهاز، وأن معدل البطالة الأخير المعلن عن الربع الثاني من عام 2025 والبالغ 6.1% هو أدنى معدل تسجيله معدلات البطالة في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل الفترة من عام 2013 وحتى 2024، حيث شهد عام 2013 ارتفاع معدل البطالة لمستوى تجاوز حاجز الـ13%، ولكن بدءا بعام 2014 و2015 والأعوام التالية لها بدأت معدلات البطالة في التراجع مدفوعة بالإصلاحات الاقتصادية التي ترتب عليها الوصول إلى المعدل الحالي عند 6.1% . وقال أحمد ماهر، في حوار لـ"اليوم السابع"، إن هناك عدد من العوامل لتي تلعب دورا كبيرا في تطور معدل البطالة ارتفاعا وانخفاضا، وعلى رأسها عدد السكان في سن العمل، والذي يشمل كل من هم في الفترة العمرية سن الـ15 سنة فأكثر، بالإضافة إلى عدد الخريجين الذي يضاف سنويا إلى سوق العمل، وعدد المتسربين من التعليم، إلى جانب الأسباب الموسمية التي تؤثر على توافر فرص العمل ارتفاعا وانخفاضا، مثل موسم بدء العام الدراسي "فترة دخول المدارس"، والتي تشهد توافر فرص عمل ترتبط بتلك الفترة وتنتهى بانتهائه. مثال آخر وهي فترة الربع الثالث من كل عام، حيث تعتبر فترة موسمية تشهد زيادة سنوية في أعداد الخريجين، وتلعب دورا فى معدل البطالة، كما حدث في العام الماضي 2024، حيث شهد معدل البطالة تراجع في الربع الثاني من العام وأدى ارتفاع اعداد الخريجين إلى ارتفاع المؤشر مرة أخرى بالربع الثالث نتيجة تدفق اعداد الخريجين الباحثين عن العمل. وأضاف ماهر، أنه تلاحظ تراجع مستمر في معدل البطالة خلال الربع الثاني من العام الجاري "ابريل-يونيه" 6.1% بتراجع نسبته 0.2% عن الربع السابق له، وذلك بفضل الأنشطة الاقتصادية التي استوعبت عمالة جديدة خلال تلك الفترة، مشيرا إلى أن نشاط الزراعة والصيد استقبل نحو 337 ألف فرصة عمل جديدة خلال الربع الثاني من عام 2025، مقارنة بالربع السابق له، يليه نشاط والنقل والتخزين واستقبل نحو 82 ألف مشتغل، ثم نشاط التشييد والبناء واستقبل نحو 44 ألف مشتغل وأخيرا الصناعات التحويلية بحوالي 17 ألف مشتغل. وبالنسبة لأسباب تراجع البطالة في الفترة الأخيرة، أكد مسؤول الإحصاء أن جهاز الإحصاء هو جهة رصد لبيانات البطالة بشكل دوري وليس جهة تفسير، ولكن لو رصدنا تطور معدلات البطالة خلال السنوات الخمس الماضية نجد عدد من الانشطة الاقتصادية منها التشييد والبناء على سبيل المثال وقطاعات تجارية والصناعات التحويلية، هذه القطاعات شهدت فرص عمل تراكمية يمكن من خلالها استنباط الأسباب التي أدت إلى زيادة فرص العمل في هذه الانشطة. وأوضح أحمد ماهر، أن احتساب تطور فرص العمل في مصر لابد من احتسابه بشكل سنوي وليس ربع سنوي لاحتساب الزيادة الحقيقية في اعداد المشتغلين وتجنب الأسباب الموسمية التي تؤثر على فرص العمل ارتفاعا وانخفاضا، وبناء عليه نجد أنه بنهاية العام الماضي 2024، حققنا زيادة في عدد المشتغلين عن العام السابق له 2023 بلغت 969 ألف مشتغل، موزعة بين 615 ألف فرصة عمل للذكور و354 ألف مشتغل زيادة بين الإناث، وبالنسبة إلى الانشطة الاقتصادية التي كانت أكثر توفيرا لفرص العمل خلال عام 2024، نجد أن نشاط الزراعة والصيد وفر نحو 311 ألف فرصة عمل، يليها أنشطة التجارة والجملة والتجزئة والصناعات التحويلية الأكثر توفيرا لباقي الفرص المسجلة. وأشار ماهر إلى أن المنهجية التي يتبعها الجهاز لرصد بيانات البطالة في مصر تشمل نحو 90 ألف أسرة معيشية لقياس معدلات البطالة على مدار العام، موزعة بواقع 22 ألف و500 أسرة معيشية يتم زيارتهم كل 3 أشهر على مستوى محافظات الجمهورية بالكامل، لاستيفاء بيانات أفرادهم. ويمكن تقسم سكان مصر إلى مجموعتين الأولى خارج القوى البشرية وهم الأقل من سن 6 سنوات والأفراد في سن الـ65 سنة فأكثر، والافراد اللذين لديهم عجز دائم والمجموعة الثانية الأفراد داخل القوة البشرية وهذه الفئة يتم تقسيمهم إلى افراد يطلق عليهم خارج قوة العمل، وهم أفراد تمنعهم ظروف مؤقتة من العمل، مثل الطالب المتفرغ للدراسة، والمتفرغة لأعمال المنزل، وأصحاب العجز المؤقت، أما قوة العمل وهي 33 مليون 614 ألف ينقسم بين الفرد المشتغل وهو يساهم في النشاط الاقتصادي بمجهود بدنى أو ذهنى، أما المتعطل فهو الشخص لديه رغبة واستعداد للعمل خلال أسبوعين في حال توافر فرصة عمل، من أجل قياس جديته في العمل من عدمه بالاضافة الى بحثه عن العمل. وأوضح ماهر أنه لكى يعتبر الفرد متعطل وفقا للمفاهيم الدولية، فلابد من توافر عدة شروط وهى القدرة على العمل ولديه رغبة ويبحث عنه ولم يجد، على سبيل المثال الشباب المتقدمين لمسابقات الدولة للتعيين في وظائف المعلمين، لافتا إلى أن هناك 16 طريقة يمكن من خلالها اعتبار الشخص باحث عن عمل، من بينها إرسال السيرة الذاتية عن طريق البريد الإليكتروني، أو حتى السؤال عن فرصة عمل عن طريق المعارف والأصدقاء. ويري مسؤول الإحصاء، أنه لو تتبعنا أرقام البطالة لعام 2024، نلاحظ فيما يتعلق بالأنشطة التي شهدت ارتفاعا في اعداد المشتغلين الذكور، فإن هناك زيادة أيضا في أعداد المشتغلين من الإناث، ولكن الوضع يختلف في الفترات الموسمية، على سبيل المثال الربع الرابع من كل عام، والذي يغطي الفترة "أكتوبر ونوفمبر وديسمبر" هذه الفترة تعتبر بداية العام الدراسي، نجد أنشطة معينة تشهد ارتفاعا ملحوظ وعلى رأسها نشاط التعليم، وهو نشاط يجتذب العديد من الاناث، لأن طبيعة الأنثى تفضل العمل بامكانيات تتناسب وظروفها ، مثل توافرأماكن عمل تتوافر بها حضانة، وهذه الظروف تتوافر أغلبها في نشاط التعليم، بالإضافة أيضا إلى نشاط الزراعة، ونشاط التجارة، بالإضافة إلى أنشطة موسمية أخرى مثل العمل فى انشطة خدمات افراد الخدمة المنزلية.