تجاوز سعر أونصة الذهب 4000 دولار، الأربعاء، للمرة الأولى في تاريخ المعدن الثمين مدفوعا بسعي المستثمرين إلى الملاذ الآمن في ظل الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية المتصاعدة، إلى جانب توقع إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة. وبلغ سعر المعدن الأصفر قمة جديدة عند 4,012 دولاراً للأونصة في السوق الفورية، وذلك بعد أن ارتفع بأكثر من 52% منذ بداية العام، بعد صعوده 27% في عام 2024. وتجاوز سعر الذهب عتبة 2000 دولار مرة في آب/أغسطس 2020، في ذروة جائحة كوفيد-19. ارتفاع مفاجئ بعد ذلك، تذبذب المعدن حول هذا السعر حتى عام 2024 حين ارتفع سعره فجأة إذ تخطى عتبة الـ2500 دولار في آب/أغسطس 2024، ثم عتبة الـ3000 دولار في آذار/مارس الماضي، قبل أن يصل إلى 3500 دولار في أيلول/سبتمبر. ولطالما اعتُبر الذهب «الملاذ الآمن» بامتياز لأنّه يحافظ على قيمته الجوهرية، على الرّغم من أنّه لا يُدرّ فوائد. ويُقبل المستثمرون على شراء الذهب لحماية أنفسهم من خطر خسارة أموالهم، ولا سيّما عندما تكون التوقعات الاقتصادية قاتمة. مشتريات البنوك المركزية كما أدت مجموعة من العوامل مثل زيادة مشتريات البنوك المركزية وتجدد الاهتمام بصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب وتراجع الدولار وقوة الطلب من الأفراد إلى تعزيز صعود المعدن الأصفر. ويقول محللون إن «الخوف من تفويت الفرصة» يعزز الارتفاع أيضا. وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في يو.بي.إس «ما نراه الآن هو أن المستثمرين يشترون الذهب، على الرغم من ارتفاع السعر، مما يزيد من قوة تحركه». وقال ستيفن إينيس المحلل في «إس بي آي» إنّ «الأرقام تتحدث عن نفسها: لقد ارتفع الذهب بالفعل بأكثر من 40% في عام 2025، ويتجه نحو عام ثالث على التوالي من المكاسب المكونة من رقمين».