بجرأة الرؤية التي ميّزت محمد بن راشد، تحوّلت دبي في ثلاث سنوات من مُنظِّم للأصول الافتراضية إلى أكبر سوق مرخّص لها في العالم، لتؤكد أن المستقبل يُصنع ولا يُنتظر.
عندما أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في العام 2022 أول قانون من نوعه لتنظيم سوق الأصول الافتراضية، لم يكن هدف حكومة دولة الإمارات تعزيز ريادة البلاد الاقتصادية والمالية فقط، وإنما سد ثغرة مالية وقانونية تحتاجها بقوة صناعة المال الحديثة حول العالم.
وعندما وجه سموه في ذلك العام بتأسيس سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية (VARA)، كان متأكداً أن مثل هذه السلطة ضرورية لوضع القواعد التنظيمية لانطلاقة صناعة «الأصول الافتراضية» في دبي التي تنفذ خطة استراتيجية لتكون أحد أهم ثلاثة مراكز مالية في العالم، فالطلب على هذا النشاط كبير، والعالم بمدنه ومراكزه المالية غارق في تفسيراته وجدالاته وبيروقراطيته حول هذه الصناعة.
وعندما ألحق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية «ڤارا» باللجنة العليا لتطوير القطاع الاقتصادي والمالي في دبي التي يترأسها سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، فلأن سموه متأكد من قيادة الشيخ مكتوم الاحترافية للأنشطة المالية وفروعها الحديثة التي أصبحت واقعاً في الاقتصادات العالمية، وخاصة الحديثة منها.
ماذا حدث بعد ثلاث سنوات؟
تحتضن دبي حالياً أكثر من 40 مزود خدمة أصول افتراضية مرخّصاً، ما يجعلها أكبر سوق مرخّص للأصول الافتراضية في العالم، كما يوجد أكثر من 600 مزود خدمة مسجل يقدمون خدمات استشارية أو حلولاً تقنية أو يمارسون أنشطة تداول خاصة لا تتطلب ترخيصاً كاملاً.
حققت السلطة إنجازات بارزة، إذ بلغ حجم التداول في أسواق الأصول الافتراضية المرخصة في دبي 2,5 تريليون درهم منذ بداية العام الجاري، كما ارتفع حجم الأصول الخاضعة للإدارة مع دخول المؤسسات الاستثمارية الكبرى إلى أكثر من 9.6 مليار درهم خلال عام 2025.
وتُقدر مساهمة قطاع الأصول الافتراضية حالياً بنسبة 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي (ما يعادل 2.2 مليار درهم) مع استهداف رفع المساهمة إلى 3% (نحو 13.2 مليار درهم).
ولأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لا ينسى المخلصين، فكان شكره واسعاً للشيخ مكتوم بن محمد الذي يقود هذا الملف بنجاح ومهنية في دبي، ومعه فريق من الكفاءات الوطنية، ويقول سموه: لدينا قطاع مالي جديد بالكامل تم إضافته لاقتصادنا الوطني خلال 3 سنوات فقط، شكراً للشيخ مكتوم بن محمد.. معكم نطمئن على مستقبل اقتصادنا الوطني.
والأصل الافتراضي هو تمثيل رقمي للقيمة يمكن تداوله أو تحويله إلكترونياً، ويمكن استخدامه كوسيلة للدفع أو للاستثمار أو للحصول على خدمات رقمية.
ويشمل ذلك العملات المشفّرة مثل البيتكوين (Bitcoin) والإيثيريوم (Ethereum)، إضافة إلى رموز أخرى مثل الرموز المميزة (Tokens) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).
دبي تثبت مجدداً من خلال هذا القطاع الجديد أنها قادرة على صيانة إنجازاتها، وعلى التجدد دائماً بما يلبي اقتصادها الوطني وصيانته، وتلبية احتياجات التطورات العالمية الآخذة في التعقيد، مع استخدام أدوات ولغات جديدة لم يكن أحد يسمع أو يتعامل بها، وهي أدوات فرضتها الثورة التقنية والاحتياجات التمويلية والادخارية والاستثمارية.