أعلنت شركة سامسونغ للإلكترونيات يوم الثلاثاء أنها تتوقع تحقيق أكبر ربح ربع سنوي لها منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث أدى التنافس العالمي على زيادة إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي إلى تقليص العرض وارتفاع أسعار رقائق الذاكرة التقليدية، وهي الركيزة الأساسية لعملاق التكنولوجيا.
وأشار محللون إلى أن الطلب القوي على رقائق الذاكرة التقليدية المستخدمة في خوادم الذكاء الاصطناعي ساعد في تعويض ضعف مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة من سامسونغ، التي تخلفت عن منافسيها في سباق التوريد إلى إنفيديا.
قدرت شركة تصنيع شرائح الذاكرة أن تحقق أرباحا تشغيلية قدرها 12.1 تريليون وون (8.5 مليار دولار أمريكي) للفترة من يوليو إلى سبتمبر، بزيادة قدرها 32% عن العام السابق، وتفوق بكثير تقديرات «سوق لندن» البالغة 10.1 تريليون وون. ويمثل هذا أفضل ربح ربع سنوي لها في 13 ربعًا.
وبعد الإعلان، ارتفعت أسهم سامسونغ بنسبة 2.9% لتصل إلى 96,000 وون، وهو أعلى مستوى لها منذ يناير 2021، محققةً مكاسب بنسبة 79% حتى الآن هذا العام.
وصرح ريو يونغ هو، كبير المحللين في NH للاستثمار والأوراق المالية، قائلاً: «جاءت مفاجأة أرباح الربع الثالث من قطاع الشرائح».
-
قلة الإمدادات
وعلى الرغم من أن التقدم في توريد شرائح الذاكرة عالية النطاق الترددي المتقدمة (HBM) لعملاء رئيسيين مثل «إنفيديا» كان أبطأ من المتوقع، إلا أن مكاسب قطاع شرائح الذاكرة، بدعم من قلة الإمدادات، ساعدت في تخفيف الأثر، وفقًا للمحللين. قال سون إن-جون، المحلل في هيونغكوك للأوراق المالية: «سامسونغ مستفيدة بشكل كبير من تزايد الطلب على الرقائق الإلكترونية».
وعزا سون هذا التفوق في الأرباح إلى ارتفاع أسعار رقائق «درام» و«ناند» الإلكترونية بشكل يفوق التوقعات، نتيجةً للطلب على خوادم مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وانخفاض مخزون الرقائق لدى شركات تصنيع الرقائق، مما منحها قوة تفاوضية في الأسعار.
وأشار المحللون إلى أن سامسونغ استفادت أيضًا من انخفاض الخسائر في وحدة المسبك التابعة لها، التي تُصنّع الرقائق المنطقية، حيث ساهمت معدلات التشغيل في تخفيف ضغوط التكاليف الثابتة.
وأضافت الشركة أن الإيرادات سترتفع على الأرجح بنسبة 8.7% لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 86 تريليون وون مقارنةً بالعام السابق، مدعومةً أيضًا بضعف العملة الكورية الجنوبية. من المتوقع أن تُصدر سامسونغ نتائجها المالية المُفصّلة، بما في ذلك تحليل أرباح كلٍّ من أعمالها، في 30 أكتوبر.
-
النقص يُؤجّج أسعار الرقائق التقليدية
أشار محللون إلى أن تركيز مُصنّعي الذاكرة على الاستثمار في الرقائق المُتقدّمة في السنوات الأخيرة ربما حدّ من إنتاج الرقائق التقليدية، مما أدى إلى إطالة أمد نقص المعروض وتحفيز ارتفاع أسعار الرقائق التقليدية.
قفزت أسعار بعض رقائق ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM)، المُستخدمة على نطاق واسع في الخوادم والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، بنسبة 171.8% في الربع الثالث مُقارنةً بالعام السابق، وفقًا لبيانات TrendForce.
ويتوقع المحللون استمرار نقص إمدادات الذاكرة الأساسية حتى عام 2026.
بعد نجاح «أوبن أيه آي» مع «تشات جي بي تي»، وضعت شركات التكنولوجيا الكبرى خططًا طويلة الأجل لتوسيع إنفاقها على الاستثمارات المُتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مراكز البيانات والخوادم القادرة على التعامل مع أعباء العمل المُتزايدة من خدمات الذكاء الاصطناعي.
-
حالة عدم اليقين
في حين أن صفقات توريد الرقائق الأخيرة مع شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل تيسلا وأوبن إيه آي، خففت من مخاوف المستثمرين بشأن سامسونغ، حذر المحللون من استمرار حالة عدم اليقين، بما في ذلك الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة التي قد تضر بالطلب على الرقائق، وتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تشديد الصين لضوابط التصدير على المواد الأرضية النادرة المستخدمة في الرقائق المتقدمة ومعدات التصنيع.
تُعدّ سامسونغ أكبر شركة مصنعة لرقائق الذاكرة في العالم منذ ثلاثة عقود، لكنها تواجه منافسة متزايدة في رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة بعد أن فقدت حصتها السوقية الأولى في ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM) لصالح شركة إس كيه هاينكس في الربع الأول من هذا العام.
-
المنافسة
استفادت منافستاها، إس كيه هاينكس وميكرون، من الطلب القوي على رقائق الذاكرة المدفوع بالذكاء الاصطناعي، في حين أن تعرض سامسونغ للصين، حيث تفرض الولايات المتحدة قيودًا على مبيعات الرقائق المتقدمة، قد حدّ من نموها.
يتوقع المحللون أن تتحسن مبيعات سامسونغ من شرائح HBM تدريجيًا بعد أن أحرزت الشركة تقدمًا ملموسًا في توريد أحدث شرائح HBM3E المكونة من 12 طبقة إلى إنفيديا بعد تأخيرات في الأرباع الأخيرة، على الرغم من أن البعض قال إن أحجام الشحنات لا تزال محدودة. تراهن سامسونغ على منتجات HBM4 من الجيل التالي لتضييق الفجوة مع SK Hynix. وذكرت مورغان ستانلي في تقرير لها أن سامسونغ تسير على الطريق الصحيح لتطوير الجيل التالي من HBM4، بالتعاون الوثيق مع كبار العملاء الأمريكيين. ومن المتوقع أن تبدأ الشحنات التجارية ومساهمات المبيعات في عام 2026.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.