تواصلت موجة التراجعات في أسهم البنوك الأمريكية خلال تداولات ما قبل الافتتاح، الجمعة، لتعمّق الخسائر الحادة التي شهدها القطاع في الجلسة السابقة، بعدما امتدت حالة الذعر من أسواق الولايات المتحدة إلى آسيا وأوروبا.

فقد هبطت أسهم كبرى البنوك الأمريكية، من بينها بنك أوف أمريكا وسيتي غروب ومورغان ستانلي وويلز فارجو، بأكثر من 1.5% في الساعة 4:40 فجراً بتوقيت نيويورك، في حين تراجعت أسهم البنوك الإقليمية بشكل أكثر حدة بعد سلسلة من الأخبار السلبية.

عمليات احتيال

وجاءت تلك التراجعات على خلفية انخفاض حاد قادته أسهم زايونز بانكورب وويسترن ألاينس بانكورب، بعد إعلان المؤسستين تعرضهما لعمليات احتيال في قروض موجّهة لصناديق تستثمر في الرهون العقارية التجارية المتعثرة.

وشهدت أسهم البنوك الإقليمية تداولات محدودة في بداية جلسة الجمعة، حيث انخفض سهم زايونز بنسبة 1.8% إضافية، بينما هوى مؤشر S&P للبنوك الإقليمية بنحو 6.3% في جلسة الخميس، في موجة بيع وصفت بأنها الأسوأ منذ اضطرابات إبريل الماضية وتذكّر بالأزمة المصرفية التي هزّت القطاع عام 2023.

النتائج الفصلية

ويركّز المستثمرون أنظارهم الآن على موسم النتائج الفصلية، إذ تستعد مجموعة من البنوك الإقليمية الكبرى لإعلان أرباحها قبل افتتاح الأسواق في نيويورك.

وقال ليونارد كوهين، الرئيس التنفيذي لشركة Ginjer AM في باريس: «من الطبيعي أن يشعر المستثمرون بالقلق في مثل هذه الظروف، لأنهم لا يعرفون بعد أين تكمن المخاطر الحقيقية».

جاءت موجة البيع الجديدة في وقت كانت الأسواق ما تزال متوترة بعد انهيار شركتي تريكولور هولدينغز، المتخصصة في تمويل السيارات، وفيرست براندز غروب، المصنعة لقطع غيار السيارات، ما أثار مخاوف من تفشّي مشاكل الائتمان.

وزادت تلك المخاوف بعد تصريح رئيس جيه بي مورغان تشيس، جيمي ديمون، الذي شبّه تلك القضايا بـ«الصراصير»، في إشارة إلى احتمال وجود مشاكل أخرى غير مكشوفة بعد.

تراجع مؤقت

لكن بعض المحللين يرون أن التراجع الأخير قد يكون مؤقتاً وقال نيك بريند، مدير الصندوق في مؤسسة بولر كابيتال غلوبا فاينانشالز ترست (Polar Capital Global Financials Trust) «نعتقد أن هذه الخسائر فردية الطابع، وستدفع المقرضين لتشديد إجراءاتهم، لكن لا توجد مؤشرات على أن هناك أزمة أوسع نطاقاً ونرى أن الموجة الحالية من البيع ستكون قصيرة الأمد إذا بقيت الظروف مستقرة».

ولم تقتصر التداعيات على الأسواق الأمريكية فحسب، إذ تراجعت أسهم البنوك الأوروبية والآسيوية أيضاً، حيث انخفض مؤشر ستوكس 600 للبنوك بنسبة 3%، في أكبر خسارة له منذ الأول من أغسطس، بينما هوت أسهم دويتشه بنك وباركليز وسوسيتيه جنرال بأكثر من 4%.

أرباح البنوك الإقليمية

ويُنتظر أن تصدر اليوم تقارير أرباح عدد من البنوك الإقليمية الأمريكية، من بينها تروست فاينانشال وهانتنجتون بانكشيرز وفِفث ثيرد بانكورب وريجنز فاينانشال وكوميريكا.

وفي مذكرة بحثية، قال المحلل في RBC كابيتال ماركتس، جون آرفستروم: «البنوك الإقليمية اليوم أكثر استعداداً لتحمل الخسائر المحتملة، وقد عززت مستويات رأس المال منذ أزمة 2023». (بلومبيرغ)