في يونيو 2008، اتبعت حكومة رواندا برنامج "حاسوب محمول لكل طفل" التابع لمنظمة "أو إل بي سي" OLPC والذي كان بمثابة محاولة للانتقال بنظام التعليم في البلاد من الأساليب التقليدية التي تشمل السبورة والطباشير إلى النظام الرقمي، بهدف سد الفجوة الرقمية بين المجتمعات الحضرية والريفية والنائية، ولتوفير حلول للتحديات التي تواجه نظام التعليم إلى جانب تحسين الأداء الأكاديمي. حاسوب محمول لكل طفل OLPC هي منظمة تعليمية أمريكية غير هادفة للربح تهدف لتوفير تجارب تعليمية مبتكرة، يطبق برنامجها حلوله التعليمية بالتعاون مع الحكومات والقطاع الخاص في المدارس والمجتمعات المحلية، لتعزيز قنوات جديدة للتعلم والمشاركة من خلال التكنولوجيا الرقمية كوسيلة لسد الفجوة التعليمية بين الأطفال الأكثر حرمانًا في العالم. رواندا في رواندا، يهدف "حاسوب محمول لكل طفل" لمساعدة أطفال المدارس الابتدائية في جميع أنحاء البلاد على تطوير مهاراتهم وكفاءاتهم التكنولوجية الإبداعية، وبالفعل على مدار سنوات ساهم البرنامج بشكل ملحوظ في تحسين تعلم الطلاب وأحدث ثورة حقيقية في مجال التعليم. خطة الحكومة استهدفت الحكومة في البداية توزيع 100 ألف جهاز على كل أطفال رواندا الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 12 عامًا، في ثورة حقيقية لا تهدف فقط لتحويل مجتمع زراعي فقير لأحد أكثر المجتمعات تقدمًا في أفريقيا، بل أنها أيضًا توفر التكنولوجيا التي قد تحرك مستقبل البلاد. خطط طويلة المدى خططت رواندا للوصول إلى 2.5 مليون طالب في المرحلتين الابتدائية والثانوية بحلول 2020، في المرحلة الأولى من تنفيذ البرنامج حرصت الحكومة على أن يكون لدى كل منطقة 5 مدارس على الأقل تتبنى البرنامج، أما في المرحلة الثانية التي انطلقت عام 2011، استهدفت أن يكون لدى كافة القطاعات الإدارية في الدولة مدرسة واحدة على الأقل تنفذ البرنامج، وفي 2013 كان البرنامج يشمل 407 مدارس في أنحاء البلاد. تحديات في أوائل 2020، أفاد مجلس التعليم في رواندا بأنه تم توزيع 274.073 ألف حاسوب محمول على الطلاب من طراز "إكس أو" منخفض التكلفة، رغم أن مدارس في الدولة أوضحت أن بعض الحواسب واجهت مشاكل فنية وأعيدت للإصلاح، بينما سرقت أجهزة أخرى. تغيير جذري جذبت الحواسب المحمولة البسيطة انتباه الطلاب لأن الكثير منهم لم يكن شاهد أي حاسوب على الإطلاق من قبل، كما أن البرنامج يسمح لهم بعد انتهاء اليوم الدراسي، بأخذ تلك الأجهزة إلى منازلهم التي لا يتوفر في أغلبها جوال أو حتى كهرباء. أساليب تعليم أفضل أتاح استخدام التكنولوجيا للمعلمين الوصول إلى أساليب تدريس أكثر ابتكارًا وتطورًا بما يمكنهم من تعزيز التعلم وتهيئة بيئة تعليمية نشطة للأطفال، مما ساهم في توفير بيئة تعليمية أكثر فعالية، وإكساب الطلاب مهارات تقنية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد من نقص الكهرباء وتدني مستوى الاتصال بالإنترنت. دراسة لقياس النتائج في 2015، أجريت دراسة استقصائية لتقييم تأثير البرنامج على الأداء الأكاديمي في الدراسات الاجتماعية بمقاطعة روهانغو، وكشفت أنه بشكل عام كان أداء المدارس التي تحوي حواسب محمولة أفضل من نظيرتها التي لا تضم تلك الأجهزة، وذلك لأن المعلمين الذين يستخدمون الحواسب في الفصول لديهم إمكانية الوصول لموارد تعليمية أكبر. دول أخرى ليست رواندا ليست أول دولة تزود طلابها بأجهزة "إكس أو" من خلال منظمة "أو إل بي سي" إذ تم تسليم أكثر من 3 ملايين جهاز للأطفال في 35 دولة بما في ذلك هايتي وأفغانستان والبرازيل وأوروغواي، لكن رواندا تمثل أحد أكثر المشاريع تحديًا التي نفذتها المنظمة. الخلاصة استهدفت منظمة "أو إل بي سي" توفير فرص تعليمية لأكثر أطفال العالم من خلال كمبيوتر محمول متين ومنخفض التكلفة واستهلاك الطاقة، وبتنفيذ ذلك البرنامج في رواندا شكل ثورة تعليمية حقيقية، وأثبت أن أهم مورد تمتلكه أفريقيا هو عقول أطفالها، إذ ساعد في زيادة الوعي بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم وتحسينات في أداء الطلاب، وغيرها. المصادر: "IGIHE" – منظمة "أو إل بي سي" – صحيفة "الجارديان" – موقع "بي سي ورلد" – موقع جامعة "كابالي"