اقتصاد / صحيفة الخليج

عقل منتصف الليل

«ساينس ألرت»

في سكون الليل، حين يخلد الناس إلى النوم، تستيقظ في أذهان البعض أفكار مقلقة، ورغبات جامحة، وقرارات خطرة لا تخطر على البال في وضح النهار. ليس الأمر محض خيال، بل فرضية علمية خلص إليها باحثون، وأطلقوا عليها العقل بعد منتصف الليل، التي تشير إلى تغيرات ملحوظة في طريقة عمل الدماغ البشري خلال ساعات الليل المتأخرة.
تشير الدراسة التي نشرها علماء أعصاب من جامعة هارفارد، إلى أن الدماغ يمر بتحولات فسيولوجية ونفسية مع دخول الليل، ما يجعل الناس أكثر عرضة للمشاعر السلبية والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر. هذه التغيرات لا تتعلق فقط بقلة النوم أو التعب، بل بجوانب أعمق من تركيبة الدماغ البشرية المرتبطة بإيقاع الساعـة البيولوجية.
وبحسب الفرضية، فإن المشاعر السلبية كالحزن والقلق واليأس تميل إلى التضخم في ساعات الليل المتأخرة، بينما تخفت القدرة على التفكير المنطقي واتخاذ القرارات الحكيمة. وقد يفسر هذا السبب وراء ارتفاع نسب السلوكيات المؤذية مثل تعاطي المخدرات، الإفراط في الطعام، وحتى إيذاء النفس والانتحار في تلك الساعات.
فمثلاً، وجد الباحثون أن خطر الانتحار ما بين منتصف الليل والساعة السادسة صباحاً يرتفع إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بأي وقت آخر من اليوم. كما أن تناول جرعات زائدة من المواد المخـــــدرة يــزداد فـي الليل بنسبة 5 أضعاف.
يعود جزء من هذه الظواهر إلى التاريخ التطوري للإنسان. ففي العصور القديمة، كانت ظلمة الليل وقتاً محفوفاً بالمخاطر، إذ يزداد تهديد الحيوانات المفترسة. وبالتالي، تطور الدماغ ليكون أكثر يقظة واستجابة للمنبهات السلبية ليلاً. لكن في عصرنا الحديث، حيث تقل التهديدات المادية وتزيد الضغوط النفسية، ينقلب هذا التكيف الطبيعي إلى عبء نفسي وعقلي.
وتقترح فرضية العقل بعد منتصف الليل، أن نظام المكافأة والدافع في الدماغ يتعرض لتغيرات في الليل تجعله أكثر انحيازاً نحو السلوكيات الاندفاعية والخطرة، حتى دون وجود تهديد خارجي فعلي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا