اقتصاد / اليوم السابع

هل يعتبر الألماس الصناعى بوابة لانتشار مجوهرات مزيفة؟

أثار دخول إحدى الشركات الجديدة إلى السوق المصري في مجال الألماس الصناعي حالة من الجدل داخل أوساط صناعة المجوهرات، بين من يراه خطوة تكنولوجية متقدمة تدعم الاتجاه نحو التطوير، ومن يخشى أن يكون الألماس الصناعي بوابة لانتشار مجوهرات يصعب التفرقة بينها وبين الأصلية.

بحسب المعلومات المتاحة، فإن فالألماس هو حجر يحمل التركيب الكيميائي ذاته للألماس الطبيعي، مكون من ذرات كربون مرتبة في هيكل بلوري مكعب ، لكن الفارق الأساسي يكمن في المنشأ وطريقة التكوين.

ويحتاج الألماس الطبيعي إلى ملايين السنين ليتشكل في أعماق الأرض تحت ضغط وحرارة هائلين، لكن يمكن إنتاج الألماس الصناعي داخل المعامل خلال أيام قليلة عبر تقنيات متقدمة.


يحتاج الألماس الصناعي، ضغط عالي وحرارة مرتفعة  (HPHT)، وهي تكنولوجيا تحاكي الظروف الجيولوجية لباطن الأرض باستخدام مكابس ضخمة تصل لضغوط هائلة ودرجات حرارة تتجاوز 1500 درجة مئوية، كما تُبنى طبقات الألماس تدريجيًا داخل غرف مفرغة باستخدام غازات غنية بالكربون وطاقة الميكروويف.


ورغم أن هناك تطابق في الشكل، لكن القيمة السوقية تظل تميل للطبيعي، فالألماس الصناعي أرخص بنحو 40 إلى 60% من الطبيعي بنفس الجودة، ويمكن إنتاجه بكميات ضخمة حسب الطلب، ما يبدد فكرة الندرة التي تمنح الألماس الطبيعي قيمته الاستثمارية العالية وتدفعه لمستويات سعرية مرعبة.

الألماس الطبيعي يحتفظ بصفته سلعة استثمارية ومخزونًا للقيمة مثل الذهب، في حين يتصدر الألماس الصناعي باعتباره منتج استهلاكي أقرب إلى الموضة لا يحمل نفس الثقل المالي أو الرمزي.

في السنوات الأخيرة، قادت طفرة إنتاجية غير مسبوقة في سوق الألماس الصناعي، إذ تنتج أكثر من 20 مليون ألماسة خلال الأسبوع الواحد داخل معاملها المتطورة، وفق بيانات تقارير الصناعة العالمية.

هذا الإنتاج الضخم قلب موازين السوق العالمي، وجعل الصين تتصدر قائمة المنتجين متجاوزة الهند والولايات المتحدة، بينما تراجع الاعتماد على الألماس الطبيعي القادم من إفريقيا وكندا وروسا بسبب تكلفته المرتفعه.

التوسع الصيني في إنتاج الألماس الصناعي يمثل تحولًا في قطاع الأحجار الكريمة، خصوصًا مع انخفاض تكلفة الإنتاج وارتفاع جودة المنتجات إلى مستويات شبه مطابقة للألماس الطبيعي.


من زاوية أخرى، يحظى الألماس الصناعي بقبول متزايد بين المستهلكين الشباب بسبب الاعتبارات البيئية والأخلاقية، إذ لا يعتمد على عمليات التعدين الثقيلة التي تستهلك موارد ضخمة وتسبب أضرارًا بيئية، ولا يرتبط بمشكلات “ألماس الحروب” التي أضرت بسمعة القطاع في بعض الدول الإفريقية.

وتروج شركات الألماس الصناعي لمنتجاتها تحت شعارات مثل الألماس النظيف والاستدامة، وهي مفاهيم تلقى رواجًا متزايدًا لدى الأجيال الجديدة في الأسواق الأوروبية والأمريكية.


ورغم المخاوف من خلط الأحجار الصناعية مع الطبيعية في بعض الأسواق، يرى محللون أن دخول الألماس الصناعي إلى والعالم العربي قد يفتح الباب أمام لتوسيع قاعدة المستهلكين عبر توفير بدائل بأسعار مناسبة دون المساس بجودة التصميم أو المظهر.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا