اقتصاد / صحيفة الخليج

هل تزحف «صراصير الائتمان» نحو أوروبا؟

تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى البنوك الأوروبية، مع انطلاق موسم إعلان الأرباح في القارة، وسط مخاوف متزايدة من انتقال عدوى الاضطرابات الائتمانية من الولايات المتحدة إلى أوروبا، في وقت حساس لقطاع البنوك هناك، حسبما ذكرت شبكة «سي إن بي سي».


فبعد موجة الخسائر الحادة التي شهدتها أسهم البنوك الأوروبية يوم الجمعة الماضي، والتي هبط خلالها مؤشر ستوكس 600 بنحو 2.5% إلى مستوى 300.57 نقطة، يترقب المستثمرون نتائج كبرى المؤسسات المالية مثل يونيكريديت الإيطالية، وباركليز، ولويدز بانكنغ غروب، وناتويست البريطانية.

تحذيرات ائتمانية

بدأت المخاوف تتصاعد من الطرف الآخر من الأطلسي، بعدما أطلق جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ«جيه بي مورغان»، تحذيراً لافتاً حول أوضاع سوق الائتمان الخاص قائلاً: «عندما ترى صرصاراً واحداً، فهناك بالتأكيد المزيد».


تلاه كل من جين فريزر، الرئيسة التنفيذية لـ«سيتي غروب»، التي حذّرت من «جيوب من التقييمات المبالغ فيها»، ومارك روان، رئيس «أبولو»، الذي قال إن «هناك ميلاً لتجاوز القواعد» في بعض القطاعات.


هذه التصريحات، التي تعكس قلقاً متنامياً في الأسواق الأمريكية، تثير تساؤلات حول ما إذا كانت أوروبا تستعد بدورها لمواجهة اضطرابات مشابهة مع انطلاق موسم نتائجها المالية.

تحول تركيز البنوك

يقول فيليبو ألاواتي، رئيس قسم الائتمان في شركة فيدريتد هيرميس (Federated Hermes) إن من المتوقع أن يتحول تركيز الرؤساء التنفيذيين للبنوك الأوروبية في مؤتمراتهم المقبلة من المخاطر الكلية إلى المخاطر الجزئية، في إشارة إلى الاهتمام المتزايد بالملفات الداخلية للبنوك مثل جودة القروض ومتانة الميزانيات.


أما يوهان شولتز من مورنينغ ستار (Morningstar)، فيرى أن تدهور جودة الائتمان لن يكون واضحاً بعد في نتائج الربع الثالث، لكنه يتوقع أن «يكون من المثير للاهتمام مدى صراحة إدارات البنوك في مناقشة مستقبل جودة الائتمان».


وأشار شولتز إلى أن السوق قد يقلل من تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على محافظ الإقراض للشركات الصغيرة والمتوسطة في أوروبا، محذراً من أن بعض هذه القروض قد تتأثر بشدة.


يونيكريديت


من المقرر أن تجري سيلفيا أمارو من CNBC مقابلة مع أندريا أورسل، الرئيس التنفيذي لبنك يونيكريديت، تزامناً مع إعلان البنك نتائجه. وتتوقع وكالة إس آند بي غلوبال (S&P Global ) أن يشهد البنك ربعاً مالياً متباطئاً بسبب تراجع هوامش الفائدة الصافية وارتفاع تكاليف التمويل.


ويواصل «يونيكريديت» توسيع طموحاته في الاستحواذ، بعدما رفع حصته في ألفا بنك Alpha Bank اليونانية إلى 26%، في خطوة قال أورسل إنها جاءت «بدعم وتشجيع من الحكومة والبنك المركزي والمؤسسات اليونانية». لكن خطط البنك للتوسع في ألمانيا ما زالت تلقى بروداً في الاستقبال.

ضربة مؤلمة لـ«لويدز»

أما في ، فيستعد بنك لويدز لإعلان نتائجه بعد أن تلقى ضربة مالية قاسية بقيمة 1.95 مليار جنيه إسترليني، قرار تنظيمي يتعلق بفضيحة بيع غير قانوني لقروض تمويل السيارات. وتقدّر هيئة السلوك المالي البريطانية أن تكلفة هذه القضية قد تصل إلى 11 مليار جنيه إسترليني على المصارف البريطانية مجتمعة.


ويرى محللو IG أن هذه الخسارة الاستثنائية ستمحو المكاسب التي كان من الممكن أن يحققها البنك، رغم أن دخل الفائدة الصافية لا يزال يسجل نمواً مستقراً مقارنة بنظرائه الأوروبيين الذين يعانون ضغوطاً على الهوامش الربحية.

بين المخاطر والفرص

بينما تبدأ البنوك الأوروبية في سرد رواياتها حول الأرباح والمخاطر خلال الأيام المقبلة، تبقى الأسواق في حالة ترقب: هل ستتكرر «ظاهرة الصراصير» التي تحدث عنها ديمون، أم أن أوروبا ستنجح في احتواء القلق الائتماني قبل أن يتحول إلى أزمة أوسع نطاقاً؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا