بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه السابع لهذا العام، أمس الثلاثاء، بعدما خفض الفائدة أخيرًا ولأول مرة هذا العام، خلال سبتمبر، لكن اجتماعه هذه المرة يأتي وسط حالة عميقة من عدم اليقين بشأن مسار الاقتصاد. تحول طال انتظاره - بعد خفض الفيدرالي الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في اجتماعاته الثلاثة الأخيرة من عام 2024، أبقى منذ ذلك الحين على سياساته دون تغيير لأول 5 اجتماعات من العام الجاري بسبب التضخم العنيد ورغم الضغوط المتكررة من الرئيس "دونالد ترامب" لخفض الفائدة. العودة لنهج التخفيف - في اجتماع سبتمبر، خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لكن الخبر السار للأسواق، كان توقع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إجراء خفضين إضافيين بنفس الوتيرة هذا العام (في أكتوبر وديسمبر). الحذر سيد الموقف - رغم هذه التوقعات الداعمة للأسواق، حذر رئيس الفيدرالي "جيروم باول" من الضغوط التضخمية، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى تباطؤ الطلب على العمالة بسبب تراجع الهجرة، وإلى تباطؤ النشاط الاقتصادي. ترامب غير راضٍ - رغم خفض الفائدة في سبتمبر وتوقعات خفضها مجددًا، لا يبدو أن "ترامب" أصبح راضيًا تمامًا عن الفيدرالي، حيث انتقد "باول" بالقول: "لدينا رئيس غير كفء للاحتياطي الفيدرالي، لدينا شخص سيء، لكنه سيغادر منصبه خلال بضعة أشهر، وسنحصل على شخص جديد". جدول اجتماعات الفيدرالي لعام 2025 موعد الاجتماع القرار/ التوقعات ملحوظة 28-29 يناير تثبيت -- 18-19 مارس تثبيت توقع صناع السياسة في تقريرهم الفصلي خفض الفائدة مرتين هذا العام 6-7 مايو تثبيت -- 17-18 يونيو تثبيت توقع صناع السياسة في تقريرهم الفصلي خفض الفائدة مرتين هذا العام 29-30 يوليو تثبيت -- 16-17 سبتمبر خفض 25 نقطة أساس توقع صناع السياسة في تقريرهم الفصلي خفض الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام 28-29 أكتوبر خفض 25 نقطة أساس -- 9-10 ديسمبر -- يصدر تقرير التوقعات الرسمي للجنة عقب الاجتماع هدوء التضخم - أظهرت البيانات الاقتصادية هذا الشهر، تباطؤ قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي إلى 3% على أساس سنوي في سبتمبر، مقارنة بـ 3.1% في أغسطس، وأقل من التوقعات التي أشارت إلى استقراره، ما يعكس هدوءً نسبيًا في الضغوط التضخمية رغم تحذير "باول" من تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار. مؤشرات متباينة - إضافة إلى البيانات المشجعة لمؤشر أسعار المستهلكين، فإن أحدث بيانات لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (مؤشر التضخم المفضل للفيدرالي)، أظهرت استقرار معدل التضخم الأساسي عند 2.9% على أساس سنوي في أغسطس، وذلك أقل من التوقعات البالغة 3%. عدم يقين استثنائي - لحسن حظ الفيدرالي، فإن أحدث بيانات لمؤشره المفضل صدرت في موعدها أواخر سبتمبر، وحتى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين صدرت الأسبوع الماضي، رغم تأجيلها، وذلك بسبب الإغلاق الحكومي المستمر منذ أكتوبر. الفيدرالي في حيرة - مع الأخذ في الاعتبار أن الفيدرالي يركز بشكل كبير على سوق العمل، وحذر بالفعل من ارتفاع البطالة، فإن مهمة تقييم ظروف سوق العمل ستكون صعبة مقارنة بالتضخم الذي تتوافر بيانات عنه، خاصة بعدما تسبب الإغلاق الحكومي في تأجيل إصدار تقرير الوظائف الشهري مطلع هذا الشهر وحتى الآن. ما الخطوة التالية؟ - تشير توقعات السوق وتقديرات متفائلة لمحللين إلى خفض الفائدة اليوم، وخلال اجتماعي ديسمبر ويناير (25 نقطة أساس للمرة)، ورغم أن هذه الرؤية قصيرة الأجل تبدو مدعومة من أعضاء الفيدرالي، إلا أن بعضهم حذر مؤخرًا من التسرع في خفض الفائدة بما يسمح للتضخم بالانفلات. قرارك؟ - ختامًا، مع هدوء التوترات التجارية والجيوسياسية، وفي ظل تراجع الضغوط التضخمية.. ما سيكون قرارك اليوم وفي الاجتماعات القليلة المقبلة إذا كنت عضوًا باللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة؟ المصادر: أرقام