عقب نشر تقريرنا أمس بعنوان "أين تتجه أسعار الذهب؟"، استقبلنا عشرات الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتلخص جميعها في سؤال واحد:

"هل نقوم بالبيع أم الشراء؟"

السؤال الذي يعكس حالة الحيرة الشديدة لدى المستثمر الصغير، بعدما أصبحت أسعار الذهب تتحرك بوتيرة غير مسبوقة، بين تراجع مفاجئ وارتفاعات قياسية تفوق كل التوقعات.

تراجع في المشغولات.. وارتفاع في السبائك

أظهرت بيانات منصة "جولد بيليون" تراجعًا في مشتريات المشغولات الذهبية خلال الربع الثالث من عام 2025 بنسبة 15% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

في المقابل، شهدت مشتريات السبائك والجنيهات الذهبية ارتفاعًا طفيفًا بنحو 5% خلال الفترة نفسها، وهو ما يعكس تحول المستثمرين الصغار نحو الذهب كملاذ آمن وسط اضطراب الأسواق العالمية.

ولم يقتصر هذا الاتجاه على السوق المصري فقط، بل شمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها، متأثرًا بارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية، واتجاه العديد من المستهلكين لبيع مشغولاتهم القديمة، مع تصاعد الطلب على السبائك والجنيهات باعتبارها الأداة الأنسب للاستثمار الآمن.

الصين تقود التحركات العالمية

يرى خبراء الاقتصاد أن القفزة المفاجئة في أسعار الذهب جاءت نتيجة تراجع الدولار أمام الجنيه المصري، بالتزامن مع اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية عالمية.

لكن العامل الأبرز كان من الصين، التي استوردت نحو 127.5 طنًا من الذهب خلال شهري أبريل ومايو 2025 بزيادة 73% عن الأشهر السابقة وهو ما ساهم في إشعال الموجة الصعودية للأسعار عالميًا.

وباعتبار الصين أحد أكبر مستهلكي الذهب في العالم، فإن أي تغيّر في وارداتها أو إنتاجها ينعكس فورًا على العرض والطلب العالميين، وبالتالي على الأسعار في الأسواق المحلية.

المستثمر الصغير في المنتصف

وسط هذه التقلبات، يبقى المستثمر الصغير هو الأكثر حيرة.

فبينما يسأل البعض "هل أبيع الآن قبل أن ينخفض السعر؟"، يتساءل آخرون "هل أشتري خوفًا من قفزة جديدة؟".

الإجابة، بحسب المحللين، ليست سهلة.

لكن القاعدة الذهبية هنا هي متابعة بيانات الواردات الصينية وحركة الدولار، لأنهما أهم مؤشرين لتحديد اتجاه الأسعار:

• زيادة واردات الصين تعني احتمال استمرار الارتفاع.
• في حين أن تراجعها أو استقرارها قد يشير إلى تباطؤ في الأسعار.

كما أن سعر صرف الجنيه المحلي والسياسات النقدية المحلية يبقيان مؤثرين مباشرين على تحديد السعر العادل للذهب في السوق المصري.

أسعار الذهب اليوم

• عيار 24: 6,109 جنيهات
• عيار 21: 5,345 جنيهًا
• عيار 18: 4,581 جنيهًا
• الجنيه الذهب: 42,790 جنيهًا

الخلاصة التحليلية

• الذهب ما زال يتحرك في نطاق عدم يقين عالمي، تتجاذبه قوتان:
• الملاذ الآمن والاستثمار طويل الأمد.
• الضغوط الاقتصادية وتغيرات السياسة النقدية.

ولذلك، تبقى المرونة والمتابعة اليومية هما سلاح المستثمر الصغير في هذه المرحلة الحساسة، وليس البيع أو الشراء العشوائي تحت تأثير الخوف أو الاندفاع.