استعرضت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» أمام زوار وجمهور معرض سوق السفر العالمي 2025 الذي يستمر حتى 6 نوفمبر في العاصمة البريطانية لندن محفظتها الاستثمارية السياحية التي تضم طيفاً واسعاً ومتنوعاً من مشروعات تبلغ قيمتها نحو 920 مليون درهم، تمثل رؤية الإمارة في تطوير وجهات ضيافة عالمية ترتكز على الاستدامة وحماية الطبيعة والاحتفاء بالتراث والثقافة المحلية.
وتشارك «شروق» ضمن جناح هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة حيث تقدم أبرز مشاريعها السياحية والاستثمارية التي تمزج بين السياحة البيئية والتراثية والرفاهية المستدامة. وتتنوع هذه المشاريع بين مواقع جبلية وصحراوية وأخرى تطل على محميات أشجار القرم، وتتضمن بيوتاً وقرى تاريخية أعيد ترميمها لتوفر للزوار تجارب فريدة تجمع بين الأصالة والوعي البيئي والارتباط بالتراث، في تجسيدٍ لرؤية الشارقة في تطوير وجهات مسؤولة بيئياً وإنسانياً.
رحّال
كان مشروع «رحّال»، أحد مشاريع مجموعة الشارقة للضيافة، في مقدمة المشاريع التي أثارت إعجاب الزوار بفضل فكرته المبتكرة التي تعيد تعريف مفهوم السفر البطيء والاستكشاف الواعي. ومن خلال العروض التفاعلية والمجسمات المصغرة، اكتشف الزوار كيف يجمع رحّال بين 20 مقصورة فندقية تعمل بالطاقة الشمسية، مصممة لتوفر تجربة إقامة متنقلة وسط طبيعة كلباء الجبلية. كما تعرّفوا إلى الأنشطة التي يقدمها المشروع مثل مراقبة الطيور النادرة، واليوغا عند الغروب، والتأمل تحت النجوم، إلى جانب شبكة من المسارات الجبلية بطول 20 كيلومتراً مخصصة للمشي وركوب الدراجات وفق معايير بيئية دقيقة. وقدّم الجناح تجربة حسية للزوار لمحاكاة أجواء رحّال، ما جعل المشروع من أبرز ما ناقشه روّاد المعرض ضمن فئة السياحة البيئية المستدامة.
تاريخ أكثر من 210 آلاف عام
أما منتزه مليحة الوطني فقد شكل محوراً علمياً وثقافياً لاهتمام الزوار، الذين اكتشفوا عبر شاشات عرض تفاعلية تاريخ المنطقة الممتد لأكثر من 210 آلاف عام من الحضارة الإنسانية في شبه الجزيرة العربية. ومن خلال نماذج مستوحاة من الحفريات الأثرية والمكتشفات الأصلية، تعرّف الحضور إلى موقع الفاية المُدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو، وإلى كيفية دمج شروق بين حماية الآثار القديمة وتوفير تجارب مغامرات وتعليم حديثة.
ويضم المنتزه الذي يمتد على مساحة 34.2 كيلومتر مربع مجموعة من الأنشطة التي جذبت المهتمين بالبيئة والآثار على حد سواء، منها الرحلات الأثرية المصحوبة بمرشدين، وورش العمل التعليمية، وتجارب المغامرة في الصحراء، والطيران الشراعي في مشروع مغامرات السماء. كما تعرّف الزوار إلى خطط شروق المستقبلية لتوسيع نطاق المنتزه وتحويله إلى نموذج عالمي للتكامل بين السياحة، والتعليم، والبحث العلمي.
خدمة الإنسان وحماية الأرض
قال أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لـ«شروق»: «إن حضور (شروق) في دورة العام الجاري من معرض سوق السفر العالمي يجسد رؤية الشارقة في تقديم نموذج عالمي في السياحة المستدامة، فتنوع مشاريعنا من النُزل التراثية والبيئية إلى المنتجعات والوجهات الصحراوية والجبلية الفاخرة، يروي قصة توازن بين النمو الاقتصادي، وحماية التراث الثقافي، والالتزام بالمسؤولية البيئية، فقد صممنا كل وجهة للترحيب بالزوار وإلهامهم على تعزيز روابطهم بالطبيعة والتاريخ والمجتمع».
وأضاف القصير: «تستند استثماراتنا إلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وإلى توجيهات سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الهيئة، لتطوير وجهات سياحية تسهم في بناء مستقبل أكثر توازنًا واستدامة، يخدم الإنسان والكوكب معًا. وتبلغ القيمة الإجمالية للمشاريع التي نعرضها في المعرض نحو 920 مليون درهم، فيما تواصل (شروق) من خلال هذه المشروعات صياغة مفهوم جديد للسفر يجمع بين التجربة والمعرفة والجمال والمسؤولية».
إحياء التراث في خورفكان
إلى جانب مشروع «رحّال»، تعرّف الزوار في جناح «شروق» إلى بقية وجهات مجموعة الشارقة للضيافة التي تضم 7 نُزل بيئية تشمل أكثر من 150 وحدة فندقية فاخرة مستوحاة من التراث، وتشكل جزءاً من محفظة مشاريعها في قطاع الضيافة. واستوقف «نجد المقصار» و«نُزل الرياحين» اهتمام الزوار بما قدّماه من عرض بصري يجسد إحياء العمارة التقليدية في خورفكان، حيث شاهدوا تفاصيل دقيقة لعمليات الترميم التي أعادت الحياة إلى المنازل الحجرية القديمة، وتحويلها إلى وجهات ضيافة تعكس روح المكان وتاريخه.
واكتشف الحضور من خلال النماذج التفاعلية كيف يأخذ «نجد المقصار» الزائر في رحلة عبر الزمن داخل سبعة منازل حجرية تعود لأكثر من قرن، مطلة على وادي شي وتتكامل مع مسارات تراثية وإطلالات جبلية بانورامية. كما تعرفوا إلى «نُزل الرياحين» الذي يضم 19 منزلاً تراثياً أُعيد توظيفها كوجهات إقامة فاخرة، إلى جانب بيت تاريخي تم تحويله إلى مطعم ومنطقة استقبال، ليمنح الضيوف تجربة تمزج بين الأصالة المعمارية والضيافة العصرية في قلب خورفكان.
الطبيعة وجودة الحياة
كما اطلع الزوار في جناح «شروق» على بقية وجهات مجموعة الشارقة للضيافة التي تجمع بين جودة الحياة والطبيعة والمغامرة، حيث تعرّفوا إلى «نُزل القمر» في منتزه مليحة الوطني بتجربة التخييم الفاخر تحت النجوم، و«نُزل الفاية» الذي يجسد الهدوء والاستجمام وسط أجواء صحراوية فاخرة، و«واحة البداير» الذي يعيد إحياء روح الصحراء من خلال خيام فاخرة وأنشطة على الكثبان الرملية، إضافةً إلى «نُزل الرفراف» في كلباء الذي جذب اهتمام الزوار بتجربته الراقية وسط محمية القرم الطبيعية، حيث تتكامل الإقامة الفاخرة مع جمال البيئة الساحلية وهدوئها.
فنادق ومنتجعات فاخرة
كما تعرّف الزوار إلى مشاريع «شروق» في قطاع الضيافة الفاخرة التي تتجاوز نطاق مجموعة الشارقة للضيافة، وتشمل تعاونات استراتيجية مع أبرز العلامات العالمية، تعكس رؤية الإمارة في تطوير وجهات تمزج بين الأصالة والرفاهية والاستدامة.
ففي منطقة قلب الشارقة، شاهد الحضور عروضاً تعريفية عن فندق «ذا تشيدي البيت، الشارقة» الذي طورته «شروق» بالتعاون مع مجموعة «جي أتش إم» GHM الفندقية، ويُعد من أبرز فنادق التراث الفاخرة في المنطقة. وقد استعرض الجناح تفاصيل تصميم الفندق الذي يجمع بين المنازل التاريخية والساحات الواسعة في تجربة إقامة تحتفي بجمال العمارة المحلية وتقدّم رفاهية متجذّرة في الهوية والثقافة. كما استعرض الزوار ملامح «جناح السراي – بيت خالد بن إبراهيم»، الامتداد الفاخر للفندق، الذي يعزز هذا الطابع الثقافي من خلال تجربة ضيافة مرتبطة بتاريخ المجتمع وعمارته الأصيلة.
واطّلع الزوار على أحدث مشاريع «شروق» بالتعاون مع مجموعة «لوكس كوليكتيف» العالمية، وهما منتجعان يجسدان مفهوم الضيافة الفاخرة المتناغمة مع الطبيعة. في خورفكان، يقدم منتجع «لوكس خورفكان» تجربة إقامة فريدة تضم 45 وحدة فاخرة مصنوعة من الخشب الفنلندي المعتمد من PEFC، بإطلالات خلابة على خليج عُمان. أما في الذيد وبالقرب من «سفاري الشارقة»، فتطور «شروق» منتجع «لوكس البردي» الذي يضم 35 خيمة فاخرة خاصة تمنح الزوار تجربة إقامة تجمع بين سحر الحياة البرية وهدوء الصحراء، في مشهد يجسد فلسفة الإمارة في تقديم سياحة فاخرة مسؤولة ومستدامة.
نمو قطاع السياحة
يساهم قطاع السياحة في الشارقة بما يزيد على 10% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للإمارة. ومن المتوقع أن تستقبل الإمارة 1.9 مليون زائر مع نهاية عام 2025، ارتفاعاً من نحو 1.47 مليون زائر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام نفسه. كما تهدف الخطط المستقبلية إلى رفع مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني من 200 مليار درهم في عام 2023 إلى 450 مليار درهم بحلول عام 2031.
تؤكد هذه الأرقام مكانة الشارقة وجهة رائدة للاستدامة والرفاهية وجودة الحياة والسفر والسياحة، التي تسهم «شروق» في تعزيزها من خلال استثماراتها في وجهات الضيافة الثقافية والبيئية الرائدة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
