اقتصاد / ارقام

قصة نجاح .. لاري بايج من غرفة جامعية إلى عرش التكنولوجيا

  • 1/2
  • 2/2

في زمنٍ تتحكم فيه الخوارزميات بالمعلومة، وتُعيد فيه التقنية رسم ملامح الحياة اليومية، يبرز اسم لاري بايج كأحد أكثر العقول تأثيراً في التاريخ الحديث. فهو لم يكتفِ بتأسيس شركة، بل أسّس منصة غيّرت طريقة تفكير البشرية في المعرفة، والعمل، وحتى .

 

من غرفة صغيرة في جامعة ستانفورد، خرجت فكرة “غوغل” لتتحوّل إلى أكبر محرك في العالم، وإلى قلب نابض لعصرٍ رقمي جديد.

 

 

رحلة بايج ليست مجرد قصة نجاح مالي، بل قصة عقلٍ لا يعرف المستحيل؛ شابٌ رأى في الفوضى الرقمية فرصةً لتنظيم العالم، فصنع منظومةً تتحدث إليها البشرية يومياً بمليارات الكلمات.

 

وبين الطموح العلمي والرؤية الإنسانية، تحوّل لاري بايج إلى رمز لريادة الأعمال القائمة على الإبداع والمخاطرة والابتكار.

 

من خلال شراكته مع سيرجي برين، أسّس بايج شركة «» التي تحوّلت من مشروع جامعي بسيط إلى واحدة من أكبر الشركات في التاريخ الحديث، ومظلةً تضم اليوم عمالقة التكنولوجيا مثل «» و«أندرويد» و«» و«وايمو».

 

شغف مبكر بالعلم والتقنية

 

وُلد لاري بايج عام 1973 في ولاية ميشيغان الأمريكية لأسرة أكاديمية؛ إذ كان والداه أستاذين في علوم الحاسوب والهندسة.

 

منذ طفولته، أظهر شغفاً كبيراً بالابتكار والتقنية، وبدأ في تفكيك الأجهزة وإعادة تركيبها ليفهم آلية عملها.

 

خلال دراسته في جامعة ستانفورد، بدأ بايج مسيرته الأكاديمية في تخصص الهندسة الكهربائية، لكنه سرعان ما انجذب إلى علوم الحاسوب، حيث التقى بزميله سيرجي برين، لتبدأ بينهما شراكة فكرية ستغير العالم لاحقاً.

 

ميلاد جوجل

 

في عام 1998، أطلق بايج وبرين مشروعهما البحثي الذي حمل اسم «جوجل» من داخل سكن الجامعة.

 

كان الهدف بسيطاً في ظاهره: تسهيل عملية البحث عبر الإنترنت من خلال خوارزمية ذكية ترتب النتائج وفقاً للأهمية.

 

في ذلك الوقت، لم يكن لدى الشركة أي عائدات مالية، لكنها كانت تمتلك شيئاً أكثر قيمة: رؤية ثورية في كيفية تنظيم المعلومات العالمية.

 

ومع ذكاء بايج وابتكار برين، تحوّلت جوجل في سنوات قليلة إلى محرك البحث الأول في العالم، ثم إلى عملاق تقني يهيمن على مجالات الإعلان الرقمي وأنظمة التشغيل والذكاء الاصطناعي.

 

 

المخاطرة.. وقود النجاح

 

منذ البدايات، لم يكن طريق بايج مفروشاً بالورود. فالشركة الوليدة كانت تفتقر إلى التمويل، وكان مستقبلها غامضاً في ظل منافسة شديدة من شركات كبرى.

 

ومع ذلك، لم يتردد بايج في استثمار أمواله الشخصية في المشروع الذي لم يكن يدرّ أي أرباح حينها.

 

هذه المخاطرة التي بدت جنونية في ذلك الوقت تحوّلت لاحقاً إلى واحدة من أكثر القرارات نجاحاً في تاريخ ريادة الأعمال، بعدما أصبحت جوجل شركة تقدر قيمتها بمئات المليارات.

 

قيادة برؤية مختلفة

 

منذ تأسيس الشركة وحتى اليوم، لعب لاري بايج دوراً محورياً في رسم الهوية الثقافية والفكرية لجوجل. فقد سعى دائماً إلى خلق بيئة عمل مرنة ومبدعة، تُشجّع الموظفين على التجريب والابتكار، وتتبنى شعار الشركة الشهير: «لا تكن شريراً».

 

بين عامي 1998 و2011، شغل بايج منصب الرئيس التنفيذي للشركة، وتمكّن خلال تلك الفترة من تحويل جوجل من شركة ناشئة إلى مؤسسة عالمية متعددة الفروع. تحت قيادته، أطلقت الشركة عدداً من الخدمات التي غيّرت حياة المستخدمين حول العالم، من بينها جي ميل وغوغل مابس وستريت فيو

 

من غوغل إلى ألفابت

 

في عام 2015، قاد بايج خطوة استراتيجية كبيرة تمثلت في تأسيس الشركة الأم «ألفابت (Alphabet Inc. "لتصبح مظلة تضم مختلف المشاريع التابعة لجوجل، بما في ذلك «أندرويد» و«يوتيوب» و«كروم» ومشروعات الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة «وايمو».

 

بهذه الخطوة، أعاد بايج تنظيم الشركة لتصبح أكثر مرونة وقدرة على الابتكار في مجالات متعدّدة دون أن تتأثر وحدة أعمالها الأساسية.

 

واليوم تُعد «ألفابت» واحدة من أكبر الشركات في العالم، بإيرادات تجاوزت 135 مليار دولار في عام 2018، وقيمة سوقية قاربت 850 مليار دولار.

 

 ما بعد الإنترنت

 

لم يتوقف طموح لاري بايج عند حدود البحث أو الإعلان الرقمي. فقد دفعه فضوله العلمي إلى خوض تجارب طموحة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والسيارات الذاتية القيادة، وحتى استكشاف الفضاء.

 

نظارات جوجل (Google Glass): كانت واحدة من أوائل محاولاته لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والتقنية. رغم الانتقادات المتعلقة بالخصوصية، فإنها فتحت الباب أمام تطوير تقنيات الواقع المعزز.

 

السيارات الذاتية القيادة: يرى بايج أن هذا الابتكار قادر على تغيير شكل الحياة الحضرية من خلال تقليل الحوادث والازدحام والتلوث.

 

الذكاء الاصطناعي والروبوتات: قاد جوجل للاستثمار في هذا المجال منذ سنوات، إيماناً منه بأن هذه التقنيات ستعيد تشكيل مفهوم العمل والإنتاج البشري.

 

الفضاء.. الحدود الجديدة: يؤمن بايج بأن الفضاء هو الخطوة التالية للبشرية، ويستثمر في مشروعات بحثية لاستكشافه وتوظيف تقنياته لخدمة الأرض.

 

المصدر: سوغرمينت

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا