قرر الملياردير المصري نجيب ساويرس خفض سعر شقته الفاخرة في حي نايتس بريدج بلندن، بعد فشل محاولاته في بيعها بالسعر المطلوب خلال الأشهر الماضية، الشقة المعروفة ببنتهاوسها الفسيح وشرفتها المزودة بمسبح وإطلالات بانورامية على العاصمة البريطانية، عُرضت للبيع الآن بسعر 70 مليون جنيه إسترليني، أي أقل بنحو 10 ملايين عن السعر السابق البالغ 80 مليون جنيه إسترليني، وفق مصادر مطلعة رفضت الكشف عن هويتها. وكانت الشقة قد أُعلن عنها لفترة طويلة خارج السوق النظامية قبل أن تُطرح للبيع رسمياً قبل نحو عام، في محاولة لجذب المشترين الأثرياء، لكنها لم تجد الإقبال المتوقع بسبب تراجع الطلب على العقارات الفاخرة في لندن. يعد خفض ساويرس للسعر أحدث دليل على تباطؤ سوق العقارات الفاخرة في لندن، والذي تفاقم بشكل واضح هذا العام. فقد أظهرت بيانات شركة «لون ريس» للأبحاث انخفاض أسعار المنازل التي تتجاوز قيمتها 5 ملايين جنيه استرليني بنسبة 27% بين أغسطس وأكتوبر مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، هذا التراجع يمثل أكثر من ضعف متوسط الانخفاض خلال الفترة بين 2017 و2019. كما شهدت بعض الشقق الفاخرة الأخرى تخفيضات كبيرة، مثل بنتهاوس في حي ماي فير، الذي خفضت قيمته من 85 مليون إلى 68 مليون جنيه إسترليني بعد أن كان السعر المبدئي يتجاوز 100 مليون جنيه إسترليني. تراجع الطلب على المساكن الفاخرة مرتبط بزيادة الضرائب ورفع الرسوم على الأثرياء والمقيمين الأجانب، قبل إعلان موازنة المملكة المتحدة في 26 نوفمبر، يتوقع أن تشمل التعديلات ضريبة الأرباح الرأسمالية و«ضريبة القصور» على المنازل الفاخرة، ما زاد من تراجع الصفقات. ووفقاً لبيانات «لون ريس»، انخفضت الصفقات التي تتجاوز قيمتها 5 ملايين جنيه إسترليني بنسبة 65% في أكتوبر مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس أثر السياسات الضريبية الجديدة على السوق الفاخر. رغم أن أسعار العقارات في نايتس بريدج ارتفعت بنسبة 24% عن متوسط وسط لندن خلال العام المنتهي في سبتمبر، إلا أنها تبقى أقل مقارنة بأحياء فاخرة أخرى مثل ماي فير، بلغرافيا، وماريليبون. ويرجع ذلك إلى قلة الملاك المسيطرين على الأراضي، ما يقلل من الاستثمار في تجديد العقارات وانتقاء المستأجرين بعناية، على عكس الأحياء التي يقودها ملاك أرستقراطيون يحرصون على تطوير عقاراتهم بشكل مكثف. ويعتبر البنتهاوس الذي يملكه ساويرس من أعلى الأسعار في لندن، وقد يتحول إلى أغلى صفقة بيع شقة هذا العام إذا تم إتمام البيع قبل نهاية 2025، على الرغم من تباطؤ السوق. يبقى مستقبل بيع شقة ساويرس مرتبطاً بشكل كبير بالطلب على العقارات الفاخرة والسياسات الضريبية المستقبلية. فمع استمرار ضعف الطلب وارتفاع الضرائب، قد يضطر ساويرس لقبول عروض أقل من السعر المطلوب، لكنه في الوقت نفسه قد يحقق صفقة قياسية إذا نجح في البيع قبل نهاية العام.