تترقب الأسهم الأمريكية جلسة الثلاثاء، بعد أن دفعت خسائر قطاع التكنولوجيا السوقَ عموما المؤشرات إلى الانخفاض الحاد في مطلع الأسبوع، فيما ينتظر المستثمرون تقرير أرباح شركة إنفيديا الأربعاء، بالإضافة إلى بيانات الوظائف. أغلقت المؤشرات الأمريكية الرئيسية الثلاثة على انخفاض في جلسة الاثنين. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي، الذي يضم 30 سهما، بأكثر من 550 نقطة، أي ما يعادل 1.2%، بينما خسر كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك المركب حوالي 0.9%. انخفض سهم إنفيديا بشكل ملحوظ بنحو 2% قبل صدور نتائج الربع الثالث لشركة صناعة الرقائق الإلكترونية. مخاوف الفقاعة وكانت الشركة، التي تُعلن عن نتائج أرباح قوية قرب نهاية موسم أرباحها، محور جدل حول قوة انتعاش السوق المدعوم بالذكاء الاصطناعي هذا العام. تزايدت المخاوف بشأن ضعف اتساع السوق، وارتفاع أسعار تقييمات التكنولوجيا، ومتانة أساسيات الذكاء الاصطناعي، وذلك نتيجةً للطفرة في إصدارات سندات شركات التكنولوجيا الكبرى ووتيرة انخفاض قيمة شرائح الذكاء الاصطناعي. وفي أكتوبر، صرّح الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ بأن لدى الشركة المصنعة للرقائق «نصف تريليون دولار» من الأعمال المسجلة لعامي 2025 و2026. وعندما تُعلن إنفيديا عن أرباحها للربع الثالث يوم الأربعاء، سيُدقق المستثمرون في تعليقات هوانغ بحثًا عن مؤشرات على نمو قوي لعام 2026، كما يُشير ذلك البيان. تكمن مشكلة الوعود أو التوقعات، خاصةً لشركة تُعدّ واحدة من الشركتين اللتين يدور حولهما عالم الذكاء الاصطناعي (أوبن أيه آي هي الأخرى)، في أن أي خيبة أمل ستكون مؤلمة بشكل غير متناسب. وقال روس مايفيلد، الخبير الاستراتيجي في الاستثمار في بيرد: «إذا قدّموا أي توجيهات أو توقعات، ولو كانت متواضعة بعض الشيء، للطلب على رقائقهم، فإن السوق سيستقبلها بسلبية». أداء نوفمبر يتجه مؤشر ناسداك، الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، إلى كسر سلسلة مكاسبه التي استمرت سبعة أشهر، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 2.5% في نوفمبر بعد ارتفاعه لستة أشهر متتالية. تحول جذري صرح غاريت ميلسون، استراتيجي المحافظ الاستثمارية في ناتيكسيس إنفستمنت مانجرز سوليوشنز: «لقد شهد سرد السوق تحولاً جذرياً خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث اتجهت استجابة السوق للذكاء الاصطناعي منحىً حاداً من مكافأة الإنفاق الرأسمالي المتزايد إلى شكوك متزايدة بسرعة بشأن المزيد من الاستثمارات والعوائد المستقبلية». وأضاف: «بإضافة ذلك إلى تمركز مكثف عبر الأموال الحقيقية والحسابات النظامية، تتوفر لديك جميع العناصر اللازمة لخفض المخاطر بشكل كبير وإعادة ضبط السرد المصاحب». من المؤكد أن ميلسون لا يزال متفائلاً بأن تباطؤ سوق العمل وتحسن صورة التضخم بشكل عام سيعززان ارتفاعاً في نهاية العام. وقال: «على الرغم من المخاوف، لا تزال دورة الذكاء الاصطناعي نشطة، وهو أمر نتوقع أن تؤكده إنفيديا يوم الأربعاء. وهذا بالتأكيد ليس خلفية هبوطية». إلى جانب أرباح إنفيديا، يراقب المستثمرون هذا الأسبوع نقاط البيانات التي يمكن أن تُحدد مسار قرارات أسعار الفائدة القادمة، والتي تقلصت في الأسابيع الأخيرة. ويضع متداولو العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي احتمالية خفض الفائدة بنسبة 40% تقريباً، وهي نسبة أقل بكثير من نسبة التخفيض التي تجاوزت 90% والتي تم تسعيرها قبل شهر. محضر الفيدرالي ومن المقرر صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر أكتوبر وبيانات الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، والتي ستكون أول بيانات اقتصادية تُصدر بعد إغلاق الحكومة الأمريكية، يومي الأربعاء والخميس على التوالي. سيشهد هذا الأسبوع أيضاً نتائج أعمال شركات استهلاكية مثل وول مارت وتارغت وهوم ديبوت. يترقب السوق مؤشرات على نشاط الإنفاق الاستهلاكي، خاصة مع اقتراب موسم التسوق في العطلات. تفاؤل على الرغم من موجة البيع الأخيرة التي شهدتها أسهم التكنولوجيا بسبب المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة والنفقات الرأسمالية، يعتقد بعض المحللين أنه لا يزال من الممكن أن نختتم العام بارتفاع. كتب مايكل غراهام، المحلل في كاناكورد جينويتي، في مذكرة يوم الاثنين: «لا نزال نرى توازنًا بين الإشارات الصعودية والهبوطية مع اقتراب نهاية العام، لكن موقفنا يبقى مرجحًا بارتفاع نهاية العام». وبالمثل، صرّح ماكس كيتنر، كبير استراتيجيي الأصول المتعددة في بنك HSBC، يوم الاثنين، بأن البنك يعتقد أن «احتمالية حدوث ارتفاع حاد مع نهاية العام - وخاصة في أسواق الأسهم - أكبر بكثير» من احتمال انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي. إذا صحّت توقعاتهم، فسيكون لدى المستثمرين الكثير للاحتفال به خلال موسم الأعياد - ويمكننا أن نقلق بشأن الذكاء الاصطناعي في العام الجديد.