الارشيف / عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

اليونان والإمارات.. «علاقات ثقافية خالدة»

  • 1/2
  • 2/2

توّجت جمهورية اليونان استضافة إمارة الشارقة «ضيف شرف» الدورة الـ20 من معرض سالونيك الدولي للكتاب، بجلسة علمية أدبية بعنوان «العلاقات الثقافية الخالدة بين اليونان والعالم العربي»، استضافتها جامعة أثينا، أقدم مؤسسة للتعليم العالي في الدولة اليونانية الحديثة، وأول جامعة معاصرة في منطقة شرق المتوسط، حضرها، سفير دولة لدى اليونان، الدكتور علي عبيد الظاهري، والرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري.

واستضافت الجلسة نخبة من الباحثين والأكاديميين الإماراتيين واليونانيين، الذين تحدثوا حول قضايا علمية وأدبية عدة، تناولت التأثيرات المتبادلة، والإرث الثقافي الغني الذي يجمع بين الحضارتين اليونانية والعربية، وأضاءت على جهود ترجمة الأعمال الأدبية الكلاسيكية والمعاصرة، إلى جانب تحليلات نقدية لقطاعات متنوعة من الأدبين العربي واليوناني، ودورها في تعزيز التواصل بين الحضارتين العربية واليونانية.

وتحدث الباحث والكاتب الإماراتي محمد الخالدي عن الوضع الحالي لترجمة الشعر في كل من دولة الإمارات واليونان، في حين استعرض الكاتب علي العبدان تاريخ وراهن أدب القصة القصيرة في البلدين، أما الكاتب إبراهيم الهاشمي، فقدم قراءات شعرية مختارة من الشعر الإماراتي العربي واليوناني، تعكس التنوع والتمايز والمواقف الإنسانية.

ومن الجانب اليوناني، شاركت في الجلسة إيليني كونديلي، أستاذة فخرية في الدراسات العربية، بكلمة حول روابط الثقافة العربية واليونانية من العصور الماضية إلى يومنا هذا. بينما قدّم كل من الكاتبة بيرسا كوموتسي، مترجمة الأدب العربي، والدكتور خالد رؤوف، مترجم الأدب اليوناني، وجهتي نظرهما حول ترجمة الإماراتي المعاصر إلى اليونانية، وترجمة الأدب اليوناني إلى العربية.

وافتتح الجلسة الدكتور علي عبيد الظاهري قائلاً: «يعزز هذا اللقاء التبادل الثقافي، ويجسد روح التواصل العالمي، وبعد أن حلت الشارقة ضيف شرف معرض سالونيك الدولي للكتاب، كأول مدينة تنال هذا التكريم، نتوجه بالشكر إلى الكتّاب والمترجمين الإماراتيين، على جهودهم في تقديم صورة شاملة للحراك الثقافي الإماراتي. كما نشكر الحكومة اليونانية على حسن الضيافة، ونؤكد أن هذه الجهود تعزز العلاقات بين الجانبين، كما يعبر الاحتفاء العالمي بالشارقة، والألقاب التي نالتها، خاصة لقب العاصمة العالمية للكتاب، عن مكانة الشارقة على خريطة المعرفة والإنتاج الفكري في العالم».

وعبّر رئيس مؤسسة الثقافة اليونانية، نيكوس كوكيس، عن سعادته باستقبال وفد إمارة الشارقة، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من النجاح الذي حققه معرض سالونيك الدولي للكتاب يعود إلى المشاركة الفعالة والمتميزة لإمارة الشارقة، حيث أسهمت في فتح الأبواب أمام الجمهور للتعرف إلى الثقافة الإماراتية الغنية، والعربية بشكل عام. وأكد أن هذه المشاركة عكست تنوع وثراء التراث العربي، وأسهمت في تعزيز التفاهم الثقافي والتبادل الحضاري بين دولتي الإمارات واليونان.

وحول التواصل الثقافي بين الإمارات واليونان، وقالت مديرة معرض سالونيك الدولي للكتاب، نوبي خادزيورغيو: «اليوم ينتهي الفصل الأول من العلاقة بين الإمارات وأثينا، وتبدأ فصول أخرى، مهّد لها معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تعرفنا فيه إلى ثراء الحراك الأدبي الإماراتي، من خلال 23 كتاباً مترجماً إلى اللغة اليونانية، وكشف لنا هذا العدد حجم الروابط المشتركة بين الثقافتين، خاصة على مستوى التبادل المعرفي والثقافي بين الحضارتين الإغريقية والعربية؛ فبفضل الترجمة، استطعنا أن نكتشف جوهر الروابط والعلاقات التي تجمعنا، ونؤكد أن هذه الترجمات ليست سوى خطوةً أولى، وستتبعها خطواتٌ أكثر وأوسع لتعزيز معرفة القارئ اليوناني بنتاج الأدب العربي والإماراتي المعاصر».

وحول إصدار النسخة اليونانية من ديوانه، بالتزامن مع اختيار الشارقة ضيف شرف على معرض سالونيك الدولي للكتاب، أوضح محمد الخالدي أن الكاتب غالباً لا يفكر في الترجمة عند تأليف عمله، إلا أنه عندما يقرر ترجمة عمل ما ينبغي أن يسأل أولاً عن مدى نجاح النسخة الأجنبية في إيصال الرسالة التي أرادها بالدقة نفسها في إيصالها بلغته الأم. وأشار الخالدي إلى أنه عندما اطلع على ديوانه مترجماً إلى اليونانية والتقى المترجمين، شعر بعمق العلاقة التي تجمعه بهم، وكأنها صداقة عميقة.

وأكد علي العبدان أن المعارف اليونانية لعبت دوراً مهماً في إثراء الحضارة العربية، خاصة في فترة نشاط حركة الترجمة في بغداد، حيث كانت الترجمة في غاية الأهمية، لما جلبته من منطق يوناني، تعرّفت العرب من خلاله إلى مفهوم «التعريف»، أي صناعة المعنى. وصوّب العبدان بعض المعلومات الشائعة، مشيراً إلى أن العرب لم يكتفوا بترجمة المعارف اليونانية فحسب، بل أسهموا في تطويرها؛ فعلى سبيل المثال، قدم ابن حزم الأندلسي منطقاً جديداً بعنوان «تقريب أسلوب المنطق». كما أشار إلى أن مفهوم التطور الذي يُنسب عادة إلى كان معروفاً في اليونان في العام 500 قبل الميلاد، وتأثرت به بغداد، وتجلى في أعمال مسكويه الذي حاول تطويره.

وفي مجال الموسيقى، أوضح العبدان أن بعض السلالم الموسيقية اليونانية انتقلت إلى الثقافة العربية، حيث قام الفارابي والكندي بترجمة الأنظمة الموسيقية اليونانية ودمجها مع السلالم الموسيقية العربية، كما تحدث عن أوجه التشابه بين القصة في الإمارات واليونان، وأن المجلات الأدبية كانت عاملاً مهماً في نشأة القصة في كلا البلدين.

وتحدث إبراهيم الهاشمي عن أهمية الشعر في الحضارتين العربية واليونانية، مشيراً إلى دوره البارز في التعبير عن المشاعر الإنسانية والتواصل بين الثقافات المختلفة. وقرأ الهاشمي مقتطفات من قصائد عدة، بدأها بقصيدة للشاعرة شيخة المطيري التي تناولت فيها «قرية البروة في الجليل»، مستذكرة حنين محمود درويش إلى خبز أمه. ثم انتقل لقراءة مقتطفات من قصيدة «خريف» للشاعر علي الشعالي، كما قرأ قصيدة «المدن القديمة» للشاعرة خلود المعلا، مسلطاً الضوء على التراث والتاريخ الثري للمدن، وما تحمله من حكايات وإرث ثقافي. ومن مؤلفاته الشعرية اختار الهاشمي أن يقرأ قصيدة «دمي».

علي عبيد الظاهري:

• نتوجه بالشكر إلى الكتّاب والمترجمين الإماراتيين، على جهودهم في تقديم صورة شاملة للحراك الثقافي الإماراتي.

نيكوس كوكيس:

• هذه المشاركة عكست تنوع وثراء التراث العربي، وأسهمت في تعزيز التفاهم الثقافي والتبادل الحضاري.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا