الارشيف / عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

الصراعات الداخلية تسمح للصين بالتفوق على أميركا في عالم الاتصالات

  • 1/2
  • 2/2

تواجه الولايات المتحدة تهديداً جديداً لريادتها التكنولوجية في العالم لصالح ، فشل الإدارات الأميركية المعنية في التعامل مع ملف تخصيص ترددات الاتصالات اللاسلكية للاستخدامات المتنوعة. وفي تحليل مشترك نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، قال مدير السياسات والاتصال في مؤسسة الابتكار الأميركي، لوك هوج، ومدير سياسات التكنولوجيا والابتكار في منتدى العمل الأميركي، جيفري ويستلنج، إن الولايات المتحدة كان يمكنها تجنّب نزاعات داخلية عديدة في مجال استخدام وتخصيص ترددات الاتصالات، لو أدرك خبراء الوكالات الاتحادية أهمية تكنولوجيات الاتصال التجارية للأمن القومي الأميركي.

والمعروف أن كل الاتصالات اللاسلكية بدءاً من أجهزة اللاسلكي قصيرة المدى، حتى مراقبة الأطفال عن بُعد، وأحدث خدمات الإنترنت اللاسلكي (واي فاي)، وتطبيقات الجيل الخامس من الاتصالات، تستخدم موجات وترددات الراديو لإرسال المعلومات عبر الهواء. وبشكل عام، فكل موجة راديو لها مختلف عن الأخرى. وفي مجال الاتصالات يشير تعبير الطيف إلى نطاقات التردد المختلفة المتاحة للاستخدام، وكلما اتسع نطاق الترددات المتاحة زادت كمية البيانات التي يمكن لمشغل خدمة الاتصال إرسالها.

نطاقات الراديو

ومع تزايد أهمية الاستخدام التجاري لطيف ترددات الراديو بالنسبة للأمن القومي الأميركي، يتعين على الكونغرس وإدارة الرئيس جو ، إنهاء التوترات الحالية والمستقبلية بين مختلف الجهات المستخدمة لترددات الراديو في الولايات المتحدة، سواء الجهات التجارية أو العسكرية والأمنية. وأول خطوة في هذا الاتجاه، تتمثل في وضع هذا الملف في يد الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات، وإدراك أهمية الاستخدامات التجارية لطيف ترددات الاتصالات لصالح الأمن القومي، وعدم منح وزارة الدفاع الأميركية الحق الحصري في تحديد ما الذي يخدم الأمن القومي، وما الذي لا يخدمه، في ما يتعلق بقطاع الاتصالات.

وبالطبع تحتاج وزارة الدفاع وغيرها من مؤسسات الأمن القومي الأميركي، إلى استخدام نطاقات الراديو لأغراض الدفاع الوطني. فتوجيه الطائرات المسيّرة من دون طيار، وتشغيل أنظمة الدفاع الجوي، والاتصال مع السفن في البحار، وآلاف الأنشطة العسكرية الأخرى، تحتاج إلى استخدام ترددات بلا أي عوائق. وفي المقابل، فإن مسؤولي هذه المؤسسات يميلون إلى التقليل من قيمة الاستخدامات التجارية لنطاقات ترددات الاتصالات.

والحقيقة هي أن الاستخدامات التجارية للنطاقات الترددية تمثّل عموداً فقرياً لمجموعة واسعة من أنظمة الاتصالات الحيوية. وفي العصر الرقمي الذي نعيشه، أصبح وجود شبكات اتصالات تجارية آمنة ومفتوحة أمراً حيوياً لدعم كل شيء، بدءاً من خدمات الطوارئ حتى بعض العمليات العسكرية. كما أن توفير القدرة على نقل البيانات فوراً، حيوي لضمان القدرة على الاستجابة السريعة للطوارئ. ومعنى ذلك أن عرقلة الاستخدامات التجارية للترددات الاتصالية في الولايات المتحدة يمكن أن يضر بشكل مباشر بهذه العمليات الحيوية.

التنافس الجيوسياسي

ويرى لوك هوج، وجيفري ويستلنج، أن العنصر الأكثر أهمية بالنسبة لقيمة الاستخدام التجاري للطيف الترددي في الولايات المتحدة، هو التنافس الجيوسياسي المباشر مع الصين من أجل الريادة العالمية في مجال تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية. فإذا فشلت الولايات المتحدة في تطوير ونشر تقنيات الاتصالات اللاسلكية المتقدمة، مثل شبكات الجيل الخامس والجيل الجديد من تكنولوجيا «الواي فاي»، فإنها لن تفقد فقط المزايا الاقتصادية، وإنما تُعرّض أيضاً أمنها القومي للخطر. فالتفوق في تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية يُترجَم إلى قدرات أكبر في مجال الحرب الإلكترونية، لأن أي تقنيات جديدة تتضمن غالباً تحسين خصائص الأمن والحماية من محاولات التجسس والهجمات السيبرانية. وعلاوة على ذلك، فإن الدول الرائدة في تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية تستطيع أن تحدد المعايير العالمية لهذه التكنولوجيا، وتؤثر في اتجاه تطور هذه التكنولوجيا، وبالتالي يمكنها السيطرة على بروتوكولات أمنها، وخصائص الوصول الموجودة في هذه التكنولوجيا، وعليه تكون لها اليد العليا بالنسبة للدول المستخدمة لها.

ومنذ ثلاث سنوات أصدر باحثون في مركز هارفارد بيلفر للدراسات تحذيراً من مخاطر السماح لبكين بالسيطرة على تطوير واستخدام الجيل الخامس من شبكات الاتصالات. وقالت دراسة المركز: «إذا نجحت في ذلك فستستفيد الصين من كونها أول من طوّر هذه التكنولوجيا ذات الأهمية التجارية والاستخباراتية والعسكرية الكبيرة». وبعد نحو ثلاث سنوات من نشر هذا التحذير لم تأخذ الصين زمام الريادة في تطوير ونشر معدات اتصالات الجيل الخامس فقط، وإنما أيضاً في تخصيص نطاقات الترددات التجارية، وخصوصاً النطاقات متوسطة المدى المثالية لشبكات الجيل الخامس للاتصالات. ويدعو الخبيران الأميركيان المؤسسات الاتحادية الأميركية إلى التخلي عن تبني فكرة «السيناريو الأسوأ»، عند تقييم المخاطر المحتملة لتخصيص نطاقات الترددات للاستخدامات المختلفة، حتى يمكن لواشنطن منافسة الصين في تكنولوجيا الاتصالات المتقدمة. وعلى الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات، وغيرها من الوكالات الاتحادية، النظر بصورة أكثر شمولية لمخاطر السماح بالتداخل الضار المحتمل، مقابل مخاطر عدم السماح بدخول لاعبين جدد إلى نطاقات الترددات لمنع هذا التداخل الضار المحتمل.

وفي الوقت نفسه، يتعين على الأطراف المعنية، مثل وزارة الدفاع والبيت الأبيض، أن تثق بالخبراء الفنيين في هيئة الاتصالات الاتحادية، والإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات، وتسمح للأخيرة بالحديث مع المسؤولين في هذه الجهات عن موضوعات نطاقات الترددات. وفي حين يحتاج هذا الأمر إلى موافقة تلك الأطراف، فإنه على الكونغرس التفكير في طرق تعزيز دور الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات في هذه الموضوعات العابرة للمؤسسات، كجزء من جهود إعادة منح هيئة الاتصالات الاتحادية، سلطة تنظيم مزايدات بيع النطاقات الترددية.

وفي عصر المنافسة العالمية من أجل السيطرة، الذي تنشر فيه الصين بسرعة أحدث شبكات الاتصالات، لا يمكن أن تتحمل الولايات المتحدة تداعيات استمرار الحروب بين مختلف الجهات الأميركية، حول تخصيص واستخدام نطاقات التردد، لذلك على مسؤولي مؤسسات الأمن القومي والخبراء الأميركيين إعادة النظر في سياسات استخدام الطيف الترددي، وإعطاء قيمة أكبر للاستخدامات التجارية لتكنولوجيات الاتصالات. وإذا تخلت المؤسسات الاتحادية عن نظرتها الذاتية الضيقة، واستعد الخبراء للتفكير في ما هو أبعد من تحليل أسوأ سيناريوهات تداخل الترددات، يمكن للولايات المتحدة استعادة الريادة في عالم تكنولوجيا الاتصالات.

. يتعين على الأطراف المعنية، مثل وزارة الدفاع والبيت الأبيض، أن تثق بالخبراء الفنيين في هيئة الاتصالات الاتحادية، والإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات، وتسمح للأخيرة بالحديث مع المسؤولين في هذه الجهات عن موضوعات نطاقات الترددات.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا