عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

5 أسباب وراء غياب الطلبة في الأسبوع الأول من الفصل الثالث

دبي: محمد نعمان
أكد تربويون أن هناك خمسة أسباب وراء غياب الطلبة مع عودة الفصول الدراسية، أبرزها أن بعضهم قد لا يكون مستعداً نفسياً أو تنظيمياً للعودة إلى الرتابة الدراسية بعد الإجازة، لاعتقادهم «الخطأ» بأن هذه المرحلة غير مهمة والدراسة الجدية تبدأ لاحقاً، ما يقلل التزامهم بالحضور. كذاك اعتقادهم أحياناً بأن المدارس تتأخر في تسليم الكتب أو إعلان الجداول، ما يدفعهم للاعتقاد بأن الحضور غير ضروري. كما أن للأسرة دوراً في هذا الغياب إذا لم تشدد على أهمية الانتظام منذ اليوم الأول. ودوافع أخرى تتمثل في ضعف الدافعية والتحفيز، وتؤثر جميعها في حضوره في البداية.
كانت بعض «المدارس الخاصة» سجّلت خلال الأسبوع الأول من بداية الفصل الدراسي الثالث حالات غياب لافتة ما دفع إداراتها لاتخاذ إجراءات حازمة لمعالجة الظاهرة، استناداً للائحة السلوكية المعتمدة من
الغياب لم يكن مجرد حالات فردية أو عشوائية، بل اتخذ طابعاً شبه جماعي في تلك المدارس، ما وضع علامات استفهام كبيرة عن أسبابه، وتداعياته، وطرائق معالجته، خاصة في ظل اقتراب نهاية العام الدراسي، ولم يتبق سوى أقل من 7 أسابيع، حيث تُعد نسبة الحضور والانضباط من أهم العوامل المؤثرة في تقييم الطالب، سلوكياً وأكاديمياً.
تعاميم مدرسية 
أمام هذا المشهد، تباينت ردود فعل بعض المدارس إذ إن بعض الإدارات المدرسية بادرت بتوجيه تعاميم مُباشرة لأولياء الأمور والطلبة عبر منصاتها الرقمية، تؤكد فيها ضرورة الالتزام بالحضور اليومي، ملوّحة في الوقت ذاته بعقوبات صارمة، تصل إلى الفصل النهائي والرسوب إذا استمر الغياب أكثر من 10 أيام متواصلة. 
مدارس أخرى انتهجت مساراً مختلفاً، أكثر استقصاءً وتحليلاً، حيث أعدّت استبانات إلكترونية وزّعتها على الطلاب وأولياء الأمور، في محاولة لفهم الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الغياب المتكرر. وقد لاقت هذه الخطوة تفاعلاً واسعاً، وأفرزت نتائج مثيرة للاهتمام كشفت عن جوانب نفسية وأكاديمية تؤثر في حضور الطلبة.
لائحة سلوكية حازمة
وقال المُعلّمون أحمد هشام، وإبراهيم عبد العزيز، ومحمد سعيد: إن اللائحة السلوكية التي تعتمدها الوزارة من الأدوات التنظيمية المهمة لضبط السلوك الطلابي، خاصة فيما يتعلق بالحضور والالتزام. وتنص على سلسلة من الإجراءات التصاعدية بحق الطلبة المُتغيّبين، تبدأ بتوجيه تنبيه خطّي بعد غياب ثلاثة أيام، ثم حسم أربع درجات من السلوك في اليوم الثالث. وإذا تجاوز الطالب خمسة أيام من الغياب، تحسم منه ثماني درجات في اليوم السادس، أما إذا وصل الغياب إلى تسعة أيام منفصلة، فتحسم 12 درجة في اليوم العاشر.
وتصل العقوبات إلى ذروتها إذا بلغ الغياب 15 يوماً متصلة، حيث يفصل الطالب نهائياً، ويحوّل إلى اللجنة العليا المختصة في الوزارة للنظر في وضعه، وهو ما يؤدي إلى رسوبه تلقائياً في مادة السلوك، بغض النظر عن مستواه الأكاديمي في بقية المواد.
وأشاروا إلى أن نتائج الاستبانات تبيّن أن أسباب الغياب لا تنحصر في عامل واحد، بل تتداخل فيها عوامل عدّة، منها غياب الدافعية مع اقتراب نهاية العام، إلى جانب مشكلات نفسيه بسبب نتائج الفصل الدراسي الثاني المتدنية، ويعانيها بعض الطلبة أخيراً بسبب ضعف الأداء أو عدم اجتياز النتائج المطلوبة للنجاح. 
كما أن لبعض العوامل الأخرى دوراً ملحوظاً، منها التكاسل أو عدم وجود دافعية للحضور المدرسي، وبعض الطلبة لا يزالون خارج الدول لقضاء إجازة الربيع، إذ تختلف مواعيد السفر وتذاكر العودة ما يجبرهم على الانتظار للحصول على سعر مخفض للتذاكر؛ كل هذا من العوامل المؤثرة في انضباط الحضور.
نتائج تراكميّة
«الخليج» استطلعت آراء عدد من الطلبة في إحدى المدارس الخاصة، حيث أقرّ محمد النعيمي، وعبدالله إبراهيم، راشد المهيري، مبارك المري، محمد، ونواف المنتصر، أنهم لا يشعرون بوجود محتوى جديد في الأسابيع الأولى من الفصل الثالث، ما جعلهم يتهاونون في مسألة الحضور، في ظل اعتقاد خطأ بأن المرحلة لا تتضمن محطات تقييم حاسمة. كما أكدوا أن التوتر النفسي الذي أصابهم بمجرد إعلان بدء ظهور نتائج الفصل الدراسي الثاني، كان أحد الأسباب المقلقة وهذا أدى إلى غياب دافعية الحضور. كما أنه يكشف عن الحاجة الملحّة إلى تعزيز الوعي بأهمية كل يوم دراسي، والغياب قد تكون له نتائج تراكميّة تؤثر في تقييم الطالب في نهاية العام.
تعاميم وإجراءات 
رداً على هذه المؤشرات، أصدرت إدارات مدارس تعاميم خاصة، دعت فيها إلى ضرورة تعزيز الوعي السلوكي في المدارس، وربط الغياب بالعقوبات المنصوص عليها في اللائحة السلوكية مباشرة. كما أوصت بتنفيذ حملات توعوية في الفصول الدراسية، وتكثيف الرسائل الإعلامية التي تشرح للطلبة وأولياء الأمور خطورة الغياب المتكرر، وأثره ليس في الدرجات فقط، بل في مستقبل الطالب ومسيرته التعليمية. كما اقترحت بعض الإدارات إدماج حصص تعزيزية في بداية الفصل الثالث، وتفعيل الأنشطة اللاصفية، لتوفير بيئة محفّزة تقلّل احتمالات الغياب. 
وأكدت إدارات مدارس أن تداعيات الغياب تتجاوز الحضور والدرجات، لتصل إلى البعد السلوكي الذي يُعد ركيزة في تقييم الطالب النهائي، حيث أصبحا جزءاً لا يتجزأ من كشف درجات الطالب، قد تكون سبباً رئيسياً في رسوبه، حتى وإن كان متفوقاً في باقي المواد، مُشدّدةً على أن «السلوك والانضباط لا يقلّان أهمية عن التفوق الأكاديمي، بل هما مؤشر نضج الطالب واستعداده للحياة الجامعية والمهنية لاحقاً».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا