عندما يضع الجيش الأميركي سياسته المتعلقة بالطاقة، فإنه يعطي الأولوية للأمن القومي، وأي تأثير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يعد في أحسن الأحوال اعتباراً ثانوياً، لاسيما مع إعلان وزارة الدفاع (البنتاغون) أنها لن تُقدِم على «أفعال حمقاء بشأن تغير المناخ». ولهذا السبب، من الأهمية بمكان أن يواصل الرئيس، دونالد ترامب، ووزير دفاعه، بيت هيغسيث، السعي نحو الطاقة الحرارية الأرضية المتجددة الخالية من الانبعاثات. وفي إطار دعمه لأجندة الرئيس «للهيمنة على الطاقة»، أعلن سلاح الجو الأميركي، في مارس الماضي، اختيار 11 شركة أميركية كموردةٍ رئيسةٍ للطاقة الحرارية الأرضية للعمليات العسكرية حول العالم، وكانت هذه أحدث خطوة اتخذها البنتاغون لتحويل حرارة قشرة الأرض إلى طاقة مفيدة. ويبحث الجيش في استخراج الطاقة الحرارية الأرضية لتشغيل قاعدته في «فورت واينرايت» بولاية ألاسكا، كما تستكشف البحرية إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية في منشأتها الجوية في قاعدة «إل سنترو»، بولاية كاليفورنيا. الجيل القادم في غضون ذلك، طلبت القوات الجوية من شركتين بناء نماذج أولية لمرافق الطاقة الحرارية الأرضية في قواعد بولايتي أيداهو وتكساس، وبشكل إجمالي، هناك سبعة مشاريع جارية في إطار مبادرة وزارة الدفاع الأميركية للطاقة الحرارية الأرضية «الجيل القادم». تعد مبادرة «الجيل القادم» أساسية، ويولد الأميركيون الكهرباء من مصادر الطاقة الحرارية الأرضية على نطاق تجاري منذ أن بنت شركة «بي جي أند إي» محطة طاقة على الينابيع الساخنة في جايزرز بكاليفورنيا، عام 1960، فعندما يكون الماء الساخن قريباً من السطح، يسهل استغلاله للسماح بانطلاق البخار ثم تدوير التوربين، لكن في الوقت الحاضر تعد الطاقة الحرارية الأرضية تقنية متخصصة، توفر أقل من 0.5% من الكهرباء في الولايات المتحدة. فقط في البلدان ذات الاقتصادات الأصغر والظروف الجوفية المواتية للغاية، تلعب الطاقة الحرارية الأرضية التقليدية دوراً مهماً، حيث توفر أكثر من 40% من الكهرباء في كينيا، و30% في آيسلندا، حيث توفر أيضاً معظم حرارة البلاد. تحرير التكنولوجيا يعد الجيل التالي من الطاقة الحرارية الأرضية بتحرير التكنولوجيا في نهاية المطاف من القيود الجغرافية الصارمة، ما يسمح باستخراج الحرارة من أي مكان تقريباً. وتستخدم هذه المشاريع تقنيات متنوعة، بعضها «طاقة حرارية أرضية محسنة»، والتي تتطلب من الحفارين حقن الماء في الصخور الصلبة، وتكسيرها. وبعد ذلك، يتعين عليهم جمع الماء الساخن في بئر آخر لإنتاج الطاقة. وهذه هي التكنولوجيا المستخدمة في آبار «فيرفو» في كيب ستيشن بولاية يوتا، التي وافقت شركة «شل» على شراء الطاقة منها بدءاً من عام 2026. البعض الآخر، هو طاقة حرارية أرضية «متقدمة» أو «حلقة مغلقة»، والتي لا تتطلب التكسير أو حقن السوائل في الأرض، وبدلاً من ذلك، يدور السائل عبر أغلفة تحت الأرض لالتقاط الحرارة ونقلها إلى السطح. وأكثرها طموحاً وتحدياً من الناحية الفنية هي مشاريع «الصخور فائقة السخونة»، التي تهدف إلى الوصول إلى عمق كافٍ (أقل من خمسة كيلومترات) للوصول إلى درجات حرارة تصل إلى 400 درجة مئوية أو أعلى. القاسم المشترك بين هذه الأساليب هو إمكانية إنتاج طاقة «على مدار الساعة»، والقضاء على الحاجة إلى توصيل الوقود، وهي ميزة كبيرة في وقت تتزايد «التهديدات الناجمة عن حرائق الغابات والطقس القاسي وهجمات الأمن السيبراني»، وفقاً لوحدة الابتكار الدفاعي التابعة للبنتاغون، وهذه المرونة الإضافية هي الفائدة نفسها التي دفعت الجيش إلى استكشاف استخدام مفاعلات نووية معيارية صغيرة. الذكاء الاصطناعي تقدم الطاقة الحرارية الأرضية الكثير للوكالات والصناعات الأميركية الأخرى. وعلى عكس الطاقة الشمسية أو البطاريات، لا تهيمن الصين على سلسلة التوريد. والولايات المتحدة موطن للعديد من شركات خدمات حقول النفط الرائدة عالمياً التي تشغل منصات الحفر - مثل شركة «بيكر هيوز»، التي لديها مجموعة كبيرة من عمال النفط والغاز ذوي المهارات القابلة للتحويل لشغل 120 ألف وظيفة يمكن إنشاؤها إذا وصل الجيل التالي من الطاقة الحرارية الأرضية إلى كامل نطاقه، وفقاً لتقرير وزارة الطاقة لعام 2024. يمكن أن تدعم هذه التقنية، أيضاً، هدف إدارة ترامب المعلن، المتمثل في هيمنة الذكاء الاصطناعي من خلال توفير طاقة مستمرة لمراكز البيانات لشركات التكنولوجيا مثل «ميتا»، وهي نقطة جذب مهمة لوزير الطاقة، كريس رايت. ومع الانخفاض السريع في تكاليف الحفر، يُعقد الأمل على أن تحقق المشاريع التجريبية والتوضيحية القليلة الحالية انطلاقاً تجارياً في الولايات المتحدة بحلول عام 2030. تقليل الانبعاثات والأهم من ذلك، بالطبع، أن محطات الطاقة الحرارية الأرضية لا تنتج أي انبعاثات تسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب أثناء تشغيلها. إن الحاجة إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ليست موضوعاً سيتحدث عنه الكثير من الجمهوريين في واشنطن هذه الأيام، ومع ذلك، فإن معظم مشاريع القوانين المتعلقة بهذا الموضوع التي تشق طريقها عبر الكونغرس تحظى بتأييد الحزبين، وتشمل الأمثلة قانون «ستيم»، الذي يهدف إلى تسهيل استكشاف الطاقة الحرارية الأرضية، وقانون «جيو»، الذي من شأنه تسريع عملية الحصول على التصاريح الفيدرالية لمشاريع الطاقة الحرارية الأرضية. عن «ناشيونال إنترست» . الجيش الأميركي يبحث استخراج الطاقة الحرارية الأرضية لتشغيل قاعدته في «فورت واينرايت» بولاية ألاسكا. . محطات الطاقة الحرارية الأرضية لا تنتج أي انبعاثات تسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب أثناء تشغيلها. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App