عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

محمد بن راشد: بقرار توحيد القوات المسلحة استكمل الآباء المؤسسون الركن الأهم من أركان الاتحاد

دبي/ وام
وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كلمة بمناسبة الذكرى ال 49 لتوحيد القوات المسلحة، فيما يلي نصها:
«بسم الله الرحمن الرحيم..
أبناء وبنات وطني الكرام..
ضباط وجنود قواتنا المسلحة البواسل،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحييكم في هذا اليوم الوطني الأغر الذي يسجل الذكرى التاسعة والأربعين لصدور قرار توحيد قوات المسلحة، ونتوجه اليوم بالحمد والشكر للمولى سبحانه وتعالى على نعمه التي أفاض بها على وطننا، وعلى ما كتبه من نجاح لأعمالنا، ومن توفيق لقيادتنا وشعبنا في بناء نموذجنا الإماراتي المتألق والمشع بالخير والإنجازات والعطاء الإنساني.

واليوم نستذكر حكمة وإخلاص وبعد نظر آبائنا المؤسسين، رمز دولتنا ورائد اتحادنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ورفيق دربه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، طيب الله ثراهم، جميعاً وجزاهم خير الجزاء على ما قدموه لوطننا وشعبنا.

وإذ يفخر كل مواطن ومواطنة اليوم بمستوى وكفاءة وقدرات قواتنا المسلحة، فإن ذكرى توحيدها تدعونا جميعاً، وبخاصة أجيالنا الشابة التي لم تعاصر سنوات التأسيس، إلى التمعن في دلالات هذه الذكرى، واستلهام دروسها المستفادة، بما هي مفصل بالغ الأهمية في مسيرة بناء دولتنا، وصفحة مشرقة في سردية تاريخنا.

حين اجتمع الشيخ زايد وإخوانه الحكام في السادس من مايو 1976 وأصدروا قرار توحيد قوات الإمارات، استكملوا الركن الأهم من أركان الاتحاد، وأسسوا لبناء درع للوطن يحميه ويذود عن حياضه وبنشر مظلة الأمن والاستقرار في ربوعه.
في ذلك اليوم قبل 49 عاماً ولم يكن عمر دولتنا قد أكمل السنوات الخمس، وكنا في خضم تأسيس دولة اتحادية غير مسبوقة في منطقتنا وعالمنا العربي، وفي خضم بناء هوية وطنية إماراتية تجمع الهويات المحلية وتتقدم عليها، جاء قرار توحيد قوات الإمارات ليؤكد تصميمنا على إنجاح هذا النموذج الاتحادي الفريد، وعزمنا على توفير متطلبات حمايته وصون استقلاله وسيادته.

وقد واجهنا في وضع القرار موضع التنفيذ تحديات شتى من بينها النقص الفادح في الموارد البشرية الوطنية الضرورية لشغل مواقع العمل الحكومي بما في ذلك المواقع العسكرية، وكذلك تواضع عديد وتسليح قوات الإمارات وتباين أنظمتها وتعدد نظم تسليحها.

لكن حكمة آباء التأسيس وإرادتهم التي لم تعرف المستحيل كفلت التغلب على كل التحديات، فكان قرار التوحيد نقطة انطلاق واحدة من أكفأ وأروع عمليات بناء الجيوش الوطنية سواء لجهة التسليح والتنظيم أو لجهة تكوين مواردنا البشرية العسكرية.

لقد كانت تسعة وأربعون عاماً من العمل الدؤوب والسهر والتخطيط والمتابعة والتكوين واكتساب الخبرات وتراكم المعرفة واستيعاب أعقد منجزات التكنولوجيا المتقدمة، وأكفأ وأحدث نظم التسليح.

ليس هذا وحسب، ففي هذه السنوات رفدنا عملية بناء قواتنا المسلحة ومسيرة التنمية الشاملة بدخولنا في عالم الصناعات الدفاعية مدركين أنها من أساسات بناء قوتنا الذاتية، وإنها على مدار التاريخ كانت وما زالت رافعة تقدم وبوتقة ابتكار.

وقد حققنا في مجال التصنيع الدفاعي نجاحات باهرة تجسدت في توفير قسم مهم من تسليح قواتنا، وتحقيق اكتفاء ذاتي في كثير من أصناف السلاح، وأسهمت صناعاتنا الدفاعية في تنويع اقتصادنا، وفي تكوين كوادر علمية وطنية تضيف للكفاءات والقيادات الملهمة المنخرطة اليوم في الصناعات الفضائية، والطاقة النووية، والطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي والإدارة الحكومية.
أبناء وبنات الإمارات الكرام
في هذه المناسبة المباركة أحيي معكم منسوبي قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وشباب الخدمة الوطنية والاحتياطية، مؤكدين فخرنا واعتزازنا بمناقبهم وإخلاصهم وعمق ولائهم وانتمائهم، وتفانيهم في خدمة وطننا إلى حد الاستشهاد.

وأغتنم هذه المناسبة لنجدد شكرنا وعرفاننا وامتناننا لأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولتنا والقائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ذخراً لوطننا وشعبنا.

على مدار نحو 45 عاماً، حمل سموه قواتنا المسلحة في عقله وقلبه، وهذا المستوى الرفيع الذي وصلت إليه هو نتاج فكره وتخطيطه وعمله الدؤوب ومتابعته الميدانية لحسن تنفيذ الخطط، وبرامج التكوين ومشاريع التطوير والتصنيع.

فضلاً عن ذلك، فإن مبادرات سموه في شأن شهدائنا الأبرار، بإنشاء واحة الكرامة وصرح الشهيد ومكتب رعاية أسر الشهداء جاءت دليلاً إضافياً وشاهداً على العلاقة الفريدة والحب المتبادل بين القيادة والشعب، وتأكيداً على أن وطننا يحفظ دماء شهدائه، ويبقي ذكراهم حية في النفوس، ويتوجهم شعلة متقدةً تمنح أجيالنا القدوة الحسنة، وتزيدها بأساً وإقداماً، وتحفزها على مضاعفة العطاء في كل مواقع العمل الوطني.

أسأل المولى عز وجل شأنه أن يبارك أعمال رئيس دولتنا وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وأسأله أن يحفظ بلادنا ويديم علينا الأمن والسلام والرخاء، ويمنحنا القوة والسداد لنواصل التقدم بوطننا إلى العلا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا