كشف بحث جديد أن الشباب الذين يعيشون في المناطق الأكثر حرماناً على ساحل إنجلترا، أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الصحة النفسية غير المشخصة بثلاث مرات، مقارنة بنظرائهم في المناطق الداخلية. وقال الباحثون الذين أجروا الدراسة إن «فجوة الصحة النفسية الساحلية» تعني أن الشباب في هذه المدن، التي تشمل مناطق: «تيندرينغ» على الساحل الشرقي، و«بلاكبول»، و«ليفربول» إلى الغرب، يعانون بشكل غير متناسب، وغالباً ما يكونون وحيدين ومن دون مساعدة. وقالت مديرة مركز المجتمعات الساحلية في جامعة «أسيكس»، إميلي موراي: «لا نعرف حتى الآن سبب استبعاد هؤلاء الشباب، ولكن قد يكون أحد الأسباب هو أنهم لا يطلبون المساعدة كما يفعل الجيل الأكبر سناً، أو إذا كانوا كذلك فإن أصواتهم لا تسمع». ووجدت الدراسة أن العكس صحيح بالنسبة لكبار السن الذين يعيشون في المجتمعات نفسها، حيث كانوا أقل عرضة للإصابة بمشكلات الصحة العقلية غير المشخصة، بمقدار الثلث، مقارنة بالأشخاص في العمر نفسه الذين يعيشون في مناطق داخلية بمناطق محرومة مماثلة. ودرس باحثو جامعة «أسيكس»، بقيادة الباحث كلير ويكس، بيانات من 28 ألف بالغ في جميع أنحاء المملكة المتحدة، لمعرفة كيف تعيش الأجيال المختلفة الحياة في بريطانيا، ونظروا في ردود البالغين الذين يعيشون في المجتمعات الساحلية والداخلية في إنجلترا في الفترة بين عامَي 2018 و2023 والذين حصلوا على درجات عالية باستخدام «مقياس الضيق النفسي»، ولكن لم يتم تشخيصهم، وتم تحديد الحرمان باستخدام المؤشرات الرسمية من وزارة الإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية. قبل أربع سنوات وجد تقرير صادر عن كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، كريس ويتي، أن مشكلات الصحة العقلية المشخصة كانت أعلى بشكل غير متناسب بين الشباب في المناطق الساحلية، كما وجد بحث منفصل أجرته جامعة أسيكس وكلية لندن الجامعية، واطلعت عليه صحيفة «الغارديان» أيضاً مجموعة من العوامل المؤثرة. وشملت هذه العوامل ارتفاع مستويات الفقر، وانخفاض معدلات الالتحاق بالتعليم العالي، وارتفاع معدلات الجريمة في المناطق التي يعيشون فيها. وأوضحت موراي أن التفسير الرئيس لمستويات الصحة النفسية غير المتناسبة هو التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها سكان هذه المجتمعات، حيث تعد دخول الأسر والإيجارات الخاصة عوامل رئيسة. وأضافت: «من المرجح أن يعيش الشباب على الساحل في مناطق ذات دخل أقل، حيث يستأجر المزيد من العائلات من ملاك عقارات خاصة، وعلاوة على ذلك غالباً ما يعيشون في مناطق معزولة جغرافياً، ما يصعب الوصول إلى المناطق التي تتوافر فيها فرص اقتصادية ورعاية صحية أكبر». ووصفت سيلي باردسلي، البالغة من العمر 21 عاماً، والتي تقيم في «ويستون سوبرمير»، العيش في مدينة تشعر فيها وكأن السياح يمنحون الأولوية، قائلة: «يتم التركيز بشكل كبير على الواجهة البحرية الرئيسة لتبدو الأشياء جميلة، ولكن عندما تنظر حولك في المناطق السكنية تجد حفراً في كل مكان، وواجهات متاجر آيلة للسقوط، والعفن ينتشر في العديد من المنازل». وعلى صعيد منفصل، جاب باحثو كلية لندن الجامعية أنحاء البلاد، وتحدثوا إلى العشرات من صانعي السياسات والممارسين المحليين حول العوامل التي قد تُحفز التغيير في المناطق الساحلية. وقال كثيرون إن المطلوب هو دعم أصوات الشباب، والتركيز على احتياجات السكان المحليين ورغباتهم. كما تحدث آخرون عن الحاجة إلى تمويل مستدام طويل الأجل من القطاع العام لتشغيل خدمات الشباب والمشاريع المجتمعية، وتدريب الموظفين والاحتفاظ بهم، فضلاً عن توجيه الأموال على وجه التحديد نحو الشباب في الأماكن الساحلية. عن «الغارديان» تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App