بلغ عدد الحالات المرتبطة بالتعرض المباشر لأشعة الشمس، التي استقبلها قسم الطوارئ في مدينة الشيخ شخبوط الطبية منذ بداية موسم الصيف 2025، أكثر من 50 حالة، تراوحت بين إجهاد حراري خفيف إلى حالات شديدة تتطلب دخول العناية المركزة. وأوضح الدكتور عمر خدام، استشاري ونائب رئيس قسم الباطنية في المدينة أن «أكثر الإصابات التي يتم استقبالها في قسم الطوارئ خلال فصل الصيف تشمل: الإجهاد الحراري، ضربة الشمس، حالات الجفاف الشديد، التشنجات الحرارية، وأحياناً حالات نادرة من الفشل الكلوي الحاد المرتبط بفقدان السوائل أو التحلل العضلي، كما تُلاحظ حالات تفاقم لبعض الأمراض المزمنة نتيجة الحرارة، مثل أزمات الربو أو اضطرابات في السيطرة على مرض السكري.وأشار إلى أن «أقسام الطوارئ مجهّزة بشكل كامل للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، وذلك من خلال توفير السوائل الوريدية، وأجهزة مراقبة العلامات الحيوية، وأساليب تبريد الجسم مثل الكمادات الباردة، كما يتم اتباع بروتوكولات طبية واضحة تشمل التقييم السريع للحالة وتعويض السوائل والأملاح»، مضيفاً أن في فترات الذروة، يتم تنبيه الطواقم الطبية للاستعداد لاستقبال عدد أكبر من هذه الحالات وضمان سرعة الاستجابة.وبيّن أن الفرق بين ضربة الشمس والإجهاد الحراري يكمن في الأعراض والتعامل الطبي، فالإجهاد الحراري هو المرحلة الأقل خطورة ويحدث عند فقدان الجسم للسوائل والأملاح بسبب التعرق الشديد، ومن أعراضه التعب، والتعرق الغزير، والصداع، والغثيان، أما ضربة الشمس فهي حالة طارئة خطِرة وتحدث عندما تفشل آلية الجسم في تبريد نفسه، وترتفع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وتظهر الأعراض على شكل فقدان للوعي، توقف التعرق، تشنجات، واضطراب في الوعي، مشيراً إلى أن ضربة الشمس تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً لتبريد الجسم سريعاً ومنع تلف الأعضاء.ولفت الدكتور عمر خدام إلى أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة نتيجة التعرض لأشعة الشمس المباشرة هي كبار السن، والأطفال الصغار، والعمال الذين يقضون ساعات طويلة في الخارج، مثل عمال البناء أو التوصيل، إضافة إلى الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب، أو الذين يتناولون أدوية مدرة للبول، فهم يكونون أكثر عرضة للتأثر بالحرارة.وأكد أن أبرز الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص المصابون أو ذووهم قبل الوصول إلى الطوارئ، تشمل: تأخير التوجه للطوارئ رغم استمرار الأعراض، عدم محاولة تبريد الجسم مؤقتاً.