نمت تحويلات المقيمين المالية عبر بنوك دولة الإمارات إلى الخارج؛ تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد، بنسبة تراوح بين 15% و20%، فيما نمت قيمة الحوالات بنسبة بين 20% و30%، مقارنة ببقية شهور العام، حيث يفضل الكثير من العملاء التعامل مع البنوك مباشرة، لاسيما عند تحويل المبالغ الكبيرة، بحسب خبراء مصرفيين لـ«الخليج». في المقابل، احتفظت شركات الصرافة بوتيرة مستقرة نسبياً في التحويلات، إذ لم تسجل زيادات كبيرة في حجم التحويلات خلال الفترة الحالية. وقال أولياء أمور، إنهم يحرصون، خلال هذه الفترة من كل عام، على تحويل الأموال إلى أسرهم في بلدانهم الأم، لتغطية النفقات المرتبطة ببداية العام الدراسي. زيادة حجم التحويلات قال أحمد عرفات، الخبير المصرفي: إن التحويلات المالية، من المقيمين إلى أسرهم في بلدانهم، تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، تزامناً مع موسم الدراسة في العديد من الدول، حيث يصنف كأحد أبرز مواسم التحويلات إلى جانب الأعياد وموسم دخول الصيف، وتشير البيانات المصرفية إلى زيادة في حجم التحويلات خلال هذه الفترة، حيث ارتفعت بنسبة تراوح بين 15% و20%، مقارنة بالأشهر الأخرى، فيما ارتفعت قيمة المبالغ المحولة بنسبة بين 20% و30%.وأشار عرفات إلى أن البنوك استعدت لمواكبة الطلب على التحويلات الخارجية عبر توسيع الاعتماد على القنوات الرقمية، إذ لم تعد التحويلات مقتصرة على القنوات التقليدية، حيث يفضل عدد متنامٍ من أصحاب الحسابات إنجاز معاملاتهم عبر التطبيقات الإلكترونية، ما يسهم في تخفيف الضغط على فروع البنوك. موسم سنوي ثابت قال مالك عبد الكريم، الخبير المصرفي: تشهد التحويلات المالية زيادة واضحة، خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول سنوياً، تزامناً مع دخول الموسم الدراسي في العديد من البلدان، ما ينعكس على زيادة الطلب على خدمات التحويل الفترة الحالية. وأضاف: يشكل الموسم الدراسي حالة خاصة في سوق التحويلات، نظراً لارتباطه بالتزامات مالية لا يمكن تأجيلها، على عكس مواسم أخرى مثل شهر رمضان والأعياد والعطلات، يمكن أن يوزع الأفراد فيها نفقاتهم على فترات أطول، أو تقتصر على مبالغ محدودة. وأشار إلى أن «أولياء الأمور يرسلون مبالغ أكبر من المعتاد لتغطية مصروفات التعليم، ويفضل الكثير من العملاء التعامل مع البنوك مباشرة، لما توفره من خدمات تحويل مخصصة للمبالغ الكبيرة مع ضمان سرعة وصول الأموال. وأكد عبد الكريم أن القنوات الرقمية تلعب دوراً متزايداً في استيعاب هذا النشاط، حيث شهدت التحويلات عبر تطبيقات الهاتف، والمواقع الإلكترونية بدورها زيادة موازية، إذ يفضلها شريحة واسعة من المقيمين الذين يبحثون عن السرعة وتفادي الازدحام. التحويلات الرقمية قال راشد الأنصاري، الرئيس التنفيذي لشركة الأنصاري للصرافة: رغم أهمية الموسم الدراسي، إلا أنه لا يقترن عادةً بتغيرات ملموسة في حركة التحويلات المالية عبر شركات الصرافة، ولا يندرج ضمن الدورات الموسمية للتحويلات، مثل شهر رمضان والأعياد على سبيل المثال. وأضاف: يعد الموسم الدراسي مستقراً نسبياً في حركة التحويلات من شركات الصرافة، ولا يبرز كعامل مؤثر في إقبال العملاء على إجراء التحويلات المالية على عكس الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية التي تسجل عادة نمواً قوياً في التحويلات الخارجية. وأشار إلى «أن التحويلات الرقمية تشهد نمواً متسارعاً على مستوى القطاع بصفة عامة، فقد ارتفعت بنسبة 30% خلال النصف الأول 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من 2024. ولفت الأنصاري إلى أن «مساهمة التحويلات الرقمية ارتفعت من 22% إلى 23% من إجمالي حجم التحويلات خلال النصف الأول من العام الجاري، ويعكس هذا المسار الإيجابي تنامي توجه العملاء نحو القنوات الرقمية، لما توفره من سرعة وسهولة وأمان».