أبوظبي:'الخليج'
في إنجاز إنساني وطبي نوعي، شهدت أبوظبي انطلاق أولى العمليات الجراحية ضمن مبادرة 'عشر رحلات'، التي أعلن عنها مؤخراً الدكتور شمشير فاياليل المؤسس ورئيس مجلس إدارة برجيل القابضة، للتكفل بعلاج 10 مرضى من مبتوري الأطراف بقيمة إجمالية بلغت 4 ملايين درهم إماراتي ضمن مبادرات عام المجتمع، وقد أُجريت ثلاث عمليات دقيقة لدمج الأطراف الاصطناعية تحت إشراف جراح العظام العالمي البروفيسور الدكتور منجد المدرس بمدينة برجيل الطبية في أبوظبي.
وتأتي المبادرة تكريمًا لصمود الطفلين شام وعمر، الناجيين من زلزال سوريا عام 2022، ولتفتح باب الأمل لعشرات المرضى الذين يعانون من بتر الأطراف بسبب الحروب أو الحوادث أو الظروف الصحية القاسية، حيث وقع الاختيار على ثلاثة مرضى من فلسطين والولايات المتحدة والهند، بعد تقييم حالاتهم من قبل اللجنة الطبية التابعة للمبادرة، على أن يستفيد سبعة مرضى آخرون من هذه المبادرة خلال الأشهر المقبلة.
التقنية الأكثر ابتكاراً
وتُعد جراحة التكامل العظمي التي تم اعتمادها واحدة من أكثر الإجراءات الطبية ابتكارًا وتطوراً في مجال الأطراف الاصطناعية، حيث يتم تثبيت الطرف الصناعي مباشرةً في العظم، ما يوفر للمريض قدرة حركة طبيعية أكبر، وراحة أعلى، واستقلالية في الحركة مما يساهم في تحسين حياته اليومية.
قصة أمل
أنس الجبيحي هو شاب من فلسطين يبلغ 30 عامًا، خسر ساقه اليسرى وعينه اليمنى إثر انفجار قنبلة يدوية قديمة كان قد وجدها وهو طفل في الـ 12 من عمره خلال رعي الأغنام في الضفة الغربية حيث يسكن هناك في إحدى القرى، عاش سنوات من التحدي، تنقّل فيها بين ثماني أطراف صناعية في بلدان مختلفة، لكنه لم يشعر بالاستقرار حتى تلقى مكالمة من فريق الدكتور منجد.
يقول أنس: 'كانت فرحتي لا تتسع لهذا الكون عندما علمت أنني سأخضع للجراحة، لقد شعرت هنا في دولة الإمارات باحترام ورعاية خاصة لمن أجدها من قبل'. نشأ أنس في مخيم يعاني من انقطاع الكهرباء والمياه والتهديدات الأمنية المستمرة، لم يفقد الأمل في التعليم، وهو اليوم يدرس الماجستير في الهندسة الكهربائية، ويمارس رياضة كمال الأجسام منذ عام 2016.
وقد عبّر عن امتنانه لمؤسسات دولة الإمارات التي دعمته في كل مرحلة من علاجه، قائلاً: 'هذه البلاد أصبحت ملاذًا للشفاء بالنسبة لي، حيث حصلتُ على أول طرف اصطناعي لي هنا بدعم من مبادرة من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والآن أُجري أول عملية دمج عظمي لقد أصبحت هذه البلاد ملاذًا للشفاء، لذلك أود أن أستخدم قصتي لإلهام الآخرين، ولإثبات أن التقنيات المتقدمة قادرة على تغيير المصير'.
حادث دراجة
بعد حادث دراجة نارية مأساوي عام 2024، فقد الشاب الأمريكي جوشوا أرنولد ذراعه اليمنى وبصره في عينه اليسرى، في رحلة استمرت 22 ساعة من لويزيانا إلى أبوظبي كانت كفيلة بمنحه الأمل مجددًا، حيث خضع لعملية دمج عظمي غيّرت مجرى حياته.
قال جوشوا: 'هذه الفرصة أنقذتني، قبل الحادث كنت مستقلاً، وبعده لم أتمكن حتى من إطعام نفسي، حينها شعرت أنني فقدت كل شيء أًصبت بالإنهيار النفسي مرات كثيرة خلال العام الماضي، لكنني كنت أؤمن أن الأمل قادم'.
يحلم جوشوا بأن يصبح مصدر إلهام لآخرين يعيشون تجارب مشابهة، ويقول: 'أريد أن أُظهر أن التحديات تصنعنا، من لحظة وصولي إلى أبوظبي، شعرتُ بأنني إنسان له قيمة، الجميع عاملني برقي وإنسانية'.
وسيُتابع جوشوا برنامجه التأهيلي بعد الجراحة في فلوريدا بأمريكا، لكنه يخطط للعودة إلى الإمارات للاحتفال بشهر العسل، تقديرًا للبلد الذي منحه فرصة جديدة للحياة.
حادث مروري
من كيرالا في الهند، وصل شارون شيريان 33 عامًا، إلى أبوظبي بحثًا عن بداية جديدة، بعد أكثر من عشر سنوات من المعاناة بسبب حادث مروري تسبب في بتر ساقه اليمنى إلى جانب خسائر نفسية ومالية كبيرة تسبب فيها الحادث لعائلته.
وقال:' اضطررنا إلى بيع منزلنا لتوفير نفقات علاجي، لسنوات اعتمدت على العكاز، وكنت أشعر أن المجتمع يراني كجسد ناقص مما أثر في نفسيتي بالغ الأثر، بعدما تعرفت على تقنية دمج العظام، حاولت التقديم للعلاج، لكن التكاليف لعلاج مثل حالتي كانت باهظة، ثم تلقيت بريدًا إلكترونيًا يُعلن عن ترشيحي ضمن مبادرة الدكتور شمشير، فعلمت أن فرصتي قد جاءت، منذ وصولي شعرت أنني أُعامل بكامل الإنسانية والعطف، آمل أن تساعدني الجراحة في إعادة بناء حياتي المهنية'.
من جانبه، أوضح البروفيسور الدكتور منجد المدرس، الذي يُعد من روّاد جراحة دمج العظام عالميًا منذ عام 2009، أن المرضى الثلاثة تم اختيارهم بعد تقييم سريري دقيق، وأنهم يتعافون بشكل جيد، وسيبدؤون قريبًا استخدام الأطراف الاصطناعية والخضوع لإعادة التأهيل.
وأضاف: 'منذ اليوم الأول الذي التقيت فيه بالدكتور شمشير، شعرت أنه صاحب رؤية استثنائية يسخّر موارده لدعم الآخرين، يسعدني أن أكون جزءًا من هذه المبادرة التي تمنح المرضى الشباب فرصة للتطلع إلى مستقبل أفضل'.
وطن المبادرات الإنسانية
تواصل دولة الإمارات تأكيد مكانتها كوجهة عالمية للرعاية الصحية الإنسانية، من خلال مبادرات نوعية تتجاوز الحدود، وتقدم الدعم الطبي للمحتاجين من مختلف دول العالم، دون تمييز، وتُعد مبادرة 'عشر رحلات' نموذجًا على التقاء العطاء الإماراتي مع التميز الطبي، حيث تجسّد روح التضامن العالمي الذي تنادي به الدولة، بقيادة مؤسسات مثل 'برجيل القابضة'، وكوادر طبية عالمية مثل الدكتور منجد المدرس، ومع استمرار تنفيذ باقي العمليات خلال الأشهر المقبلة في مدينة برجيل الطبية، تبقى الرسالة راسخة في دولة الإمارات، مضمونها انه لا مستحيل في وجه الألم فكل من فقد طرفًا، قد يجد هنا بداية جديدة تنهي معاناته.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.