انطلق، قطار العام الدراسي الجديد، والأمل يحدو أولياء الأمور والإدارات المدرسية أن يكون التوفيق حليفاً للأبناء فيه، ويحمل الكثير من البشارات الطيبة، ويكون في مجمله عاماً سعيداً بتميزهم علمياً، والتزامهم سلوكياً.
وعلى التوازي ومع عودة الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية، هناك صغار يخطون خطواتهم الدراسية الأولى، والرهبة تعتري معظمهم، وأقدامهم تتعثر، ودموعهم تتساقط، وأسرهم تصحبهم إلى المدارس، وهم لا يريدون مغادرة بيوتهم الآمنة، وأحضان أمهاتهم، فما هم بقدر الاندماج في هذا العالم الجديد الغريب عليهم، وما لهم من حيلة من رفضه سوى بالبكاء والصراخ.
تهيئة الصغار لعامهم الدراسي الأول أمر واجب وحتمي، ويستلزم خطة مدروسة تضعها الأسر لترغيبهم في الدراسة، وتحبيبهم في هذا العالم الجديد الذين هم بصدد الانخراط فيه، من هنا أكدت أمهات وتربويات أنه لا بد من التحدث إلى الصغار بعفوية، عن العالم المدرسي كونه خطوة مهمة في حياتهم لبناء شخصياتهم، وتكوين مستقبلهم، مع شراء مستلزمات مدرسية جاذبة لهم، وعلى الهيئات المدرسية استقبالهم بالهدايا الرمزية، والمجسمات الملونة لشخصيات محببة لهم.
الاستعداد الجيد
بداية تمنت شيخة الهنداسي، أن يكون العام الجديد مملوءاً بالإنجازات والتوفيق، وقالت: أرجو من إدارات المدارس، ورياض الأطفال الاستعداد الجيد بالبيئة الجاذبة للأطفال في الأيام الأولى، باستقبالهم بالبالونات، والهدايا الرمزية.. ولا ننسى الابتسامة، والكلمة المطمئنة لهم وذويهم، لانتقالهم إلى بيئة تعليمية جديدة، حيث الراحة النفسية للأهل تنعكس إيجاباً على تشجيعهم لصغارهم.
كما نشدد على الأمهات بأهمية تهيئة أطفالهم نفسياً للمدرسة، وإعطائهم فكرة مختصرة جيده عنها، وعن زملائهم ومعلميهم قبل الذهاب إليها، مع ضرورة تعاون المعلمات مع الأمهات، لاحتواء الصغار حال بكائهم أو خوفهم، وعقب انتهاء الدوام المدرسي، عليهنّ سؤالهم عن يومهم الدراسي، وإعطائهم الملاحظات عن كيفية التعامل مع المواقف العفوية التي قد تكون حدثت لهم، بأسلوب مناسب لأعمارهم من أجل صحة مدرسية داعمة للتعليم.
خطة متدرجة
ونبهت نعيمة الزعابي، إلى دور الحضانات في احتواء الصغار قبيل التحاقهم بالمدارس، في تنمية مهاراتهم، وتعويدهم على الاختلاط مع غيرهم من الأطفال، وتعليمهم بعض الأمور الخفيفة من كيفية نطق الحروف وكتابتها، والاعتماد على أنفسهم، ما يخفف خوفهم من الانفصال عن أسرهم.
وأكدت موزة سالم عبيد الكندي، أهمية الاستعداد الجيد للعام الدراسي الجديد، كونه محطة مفصلية في مسيرة طفلها التعليمية، لذا تحرص على البدء مبكراً بوضع خطة متدرجة لتهيئته نفسياً وذهنياً لهذه المرحلة المهمة، مع كونها وبالدرجة الأولى السند والصديقة له.
وقالت: أرى تنظيم الرتابة اليومية حجر الأساس، فأبدأ قبل أسبوعين من موعد المدرسة بضبط أوقات النوم والاستيقاظ لطفلي تدريجياً، ما يضمن تكيفه السلس مع النظام المدرسي. كما أشركه في اختيار مستلزماته المدرسية، لتعزيز شعوره بالملكية، والحماسة تجاه التجربة الجديدة.
الجانب النفسي
وأضافت: كما أولى اهتماماً خاصاً للجانب النفسي، فأتحدث إليه بإيجابية عن المدرسة، والفرص الجديدة للتعلم واكتساب الأصدقاء، وأحرص على الإجابة عن تساؤلاته بصراحة وطمأنينة إن أمكن، ونجري معاً زيارة استطلاعية للمدرسة، للتعرف إلى البيئة الجديدة، وتخفيف حدة القلق.
من الناحية الأكاديمية، أخصص وقتاً يومياً قصيراً، لأنشطة تعليمية ممتعة معه كالقراءة المشتركة، أو الألعاب التعليمية، من دون إفراط يثقل كاهله، أما صحياً، فلا بد من التغذية المتوازنة، والنوم الكافي، وتقوية مناعته، استعداداً للاختلاط مع الآخرين. وأدرك أن دوري لا ينتهي عند بداية العام الدراسي، بل يتطلب متابعة مستمرة، ودعماً عاطفياً ثابتاً، مع الحفاظ على التواصل الإيجابي مع المدرسة، لضمان تجربة تعليمية ناجحة، ومثمرة لطفلي.
بيئة آمنة
ووجهت أمل الزعابي، مديرة روضة «الياسمين»، رسالة إلى أولياء الأمور والطلبة، قائلة: يسرنا أن نرحب بكم في عام دراسي جديد، مملوء بالتفاؤل والطموح، حيث نعدّ روضتنا هي البيت الثاني لأبنائكم. نحن ندرك أن بداية المشوار قد تحمل بعض التحديات، خاصة مع دخول الطفل بيئة جديدة بعيداً من حضن أمه وأسرته، لكننا هنا لنجعل هذه التجربة أكثر سهولة ودفئاً.
لقد حرصنا على توفير بيئة تعليمية آمنة وجاذبة، تجمع بين التعلم والمرح، بحيث لا تكون الروضة مجرد مكان للّعب فقط، بل أصبحت اليوم مرحلة أساسية مرتبطة بالحلقة الأولى، حيث يبدأ فيها الطفل بخطواته الأولى نحو القراءة والكتابة، وتنمية مهاراته المختلفة.
إن دوركم أولياء أمور، لا يقل أهمية عن دورنا، فدعمكم وتشجيعكم لأبنائكم يمنحهم ثقة أكبر، ويساعدهم على تقبّل هذه المرحلة بروح إيجابية، لذا نشجعكم دائماً على أن تكونوا الحافز الأول لهم، وتغرسوا في نفوسهم حب الروضة والتعلّم. معاً سنجعل هذا العام الدراسي رحلة مملوءة بالإنجاز والسعادة، ويداً بيد نبني مستقبل أبنائنا.
تخفيف مخاوفهم
وأكد محمد راشد الحمودي، الخبير التربوي، أن تهيئة الأبناء للعام الدراسي الجديد توجب على الأهل والمعلمين إعدادهم نفسياً، بتشجعيهم وتخفيف مخاوفهم، قائلاً: على الأسر تنظيم وقت نوم الصغار، وتشجيعهم على تناول الوجبات الصحية، وإبعادهم عن الأجهزة اللوحية، وترغيبهم في المستلزمات المدرسية، بشراء أجمل حقائب لهم، وأقلام وكراسات، وأدوات زينة ملونة، وغيرها، قبل أسبوع من بداية العام الدراسي، واصطحابهم في زيارات للأطفال الآخرين للاندماج معهم، والحرص على مرافقتهم إلى المدرسة خلال الأسبوع الأول.
وعلى إدارات المدارس تهيئة البيئة المدرسية بشكل جيد، بتزيين الفصول، وتوفير الألعاب المحببة للأطفال وتقديم الهدايا لهم، لتشجيعهم على الانخراط في بيئة المجتمع المدرسي، وإبعادهم عن البكاء خاصة في الأسبوع الأول، فيما نتمنى للجميع عاماً دراسياً حافلاً، والجد، والاجتهاد، والعطاء والنجاح، وكل عام والجميع بخير من طلاب وأولياء أمور وهيئات إدارية وتدريسية.
التهيئة الواجبة
وباركت ندى الحمودي، للطلبة وأولياء الأمور والمعلمين، بداية العام الدراسي الجديد، سائلة الله أن يكون عاماً حافلاً بالنجاح والتوفيق. ومشددة على أن تهيئة الصغار له تستوجب الحرص على نومهم مبكراً، والتقليل من استخدام الأجهزة الإلكترونية، وتشجيعهم على حب المدرسة والتعلم، مع تجهيز مستلزماتهم الدراسية وغرس العادات الصحية فيهم، من تناول وجبة الإفطار، وممارسة بعض النشاط البدني الخفيف صباحاً، فضلاً عن غرس قيمة احترام المعلم فيهم، وتثمين جهوده، كونه القدوة وباني الأجيال.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.