أبوظبي: محمد أبو السمن و(وام)
زار سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، فعاليات الدورة الثانية والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
اطّلع سموّه خلال الزيارة على أبرز المشاركات والتقنيات المعروضة، وتبادل الحديث مع عدد من العارضين من داخل الدولة وخارجها.
عبـّر سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان عن سروره بنجاح الدورة الحالية من المعرض، مشيداً بالإقبال الكبير من العارضين المحليين والدوليين الذين قدّموا منتجات متنوعة، تجمع بين الطابع التقليدي والحديث في مجالات الصقارة والفروسية وغيرها من القطاعات المرتبطة بالتراث والهوية الوطنية.
وأكد سموّه، أن المعرض رسّخ مكانته منصة رائدة، للتبادل الثقافي وملتقى عالمياً يجمع بين الأصالة والابتكار، ويسهم في تعزيز الممارسات المستدامة في قطاع الصيد والفروسية، بما ينسجم مع رؤية دولة الإمارات في الحفاظ على إرثها الثقافي وتطويره. 
وأشاد سموّه بالدورة الثانية والعشرين من المعرض والمكانة التي تحظى بها أبوظبي، بوصفها مركزاً عالمياً مرموقاً في مجالي الصيد والفروسية، ومحوراً للابتكار والإبداع في هذه القطاعات الحيوية.
ونوّه بالتزام دولة الإمارات بالحفاظ على إرثها الوطني، مع الانفتاح على التطوير والحداثة، انسجاماً مع رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ودعمه المتواصل للفعاليات الثقافية والتراثية وصون الموروث الإماراتي.
وثمّن سمــوّه الجهــود المتميزة التي بذلتها فرق العمل والمنظمون من مجموعــة «أدنيك» ونادي صقـاري الإمارات، مشيداً بإسهاماتهم الفاعلة في إنجاح دورة هذا العام وتنظيمها بما يليق بمكانة دولة الإمارات وسمعتها العالمية.وأعرب سموّه عن ثقته بأن المعرض سيواصل أداء دوره الريادي في إبراز التراث الإماراتي الأصيل، ونقل الصورة الحضارية المشرقة للدولة إلى مختلف أنحاء العالم، بما يعكس عمق الهوية الوطنية وتنوعها الثقافي.
إلى ذلك، أعلن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025، تعزيز دورته الحالية، بإضافة ميزتين جديدتين واستثنائيتين في دورة هذا العام، بالتزامن مع استمرارية الفعاليات لليوم الثالث على التوالي، للاحتفاء بعمق الثقافة والتراث الإماراتي الأصيل.
غرس القيم
يشهد المعرض لأول مرة، انطلاق قرية «الصقار الصغير»، ومنطقة خاصة لتعليم «آداب المجلس الإماراتي وتحضير القهوة العربية»، بهدف غرس القيم الثقافية وتعزيز التراث الوطني لدى الأجيال الجديدة، وتقام ورشة عمل تفاعلية يتعرف الأطفال عن طريقها إلى أصول الصقارة وآداب الضيافة الإماراتية، كما يتعلمون كيفية الترحيب بالضيوف، وآداب المجلس، وفنون تقديم القهوة العربية، بأسلوب يحاكي روح الأصالة ويجسّد عمق الهوية الإماراتية.
كما يشهد المعرض إطلاق منطقة مخصصة للحرف اليدوية التقليدية، تتيح للزوار فرصة التفاعل المباشر مع الحرفيين الإماراتيين، والتعرّف إلى فنونهم الأصيلة، ويمكن للزوار تعلم صناعة العطور والبخور وفق الأساليب التراثية، وتجربة تشكيل مباخر الطين يدوياً، إلى جانب استكشاف فنون حياكة السدو والخوص التي تعكس عمق الهوية الإماراتية، كما تتاح لهم فرصة ممارسة تطريز «التلي»، وهو فن تقليدي يُستخدم في تزيين ملابس المرأة الإماراتية.
أنشطة إبداعية
يقدّم المعرض هذا العــام أنشطة إبداعية فنية جديدة تلائم جميع الفئات العمرية، تُوفر المجال أمام الأطفــال لصياغة إبداعاتهم الخاصــة عبر ورش الرسم الرخامـي، ومغامرة الرسم الجداري، إضافة إلى الركن الإبداعي الذي يتيح للزوار تصميم حِليّهم الخاصة والمميزة والاحتفاظ بها كتذكار فني، ويتواصل المعرض بتقديم تجربة فنية مبتكرة مع فن الدكودان الياباني بالتعاون مع «شادا استديو» للفنون، إذ تُتاح للمشاركين من مختلف الأعمار، فرصة خوض مغامرة إبداعية فريدة.
وسيحظى الزوار من مختلف الأعمار بفرصة المشاركة في ورش عمل متخصصة في فن صناعة الفخار، يقدمها الخبير الإماراتي سعيد الشحي، الذي سيشارك بخبراته في هذه الحرفة التراثية العريقة، ضمن أجواء تعليمية وتفاعلية.
النجم الهوليوودي
من أبرز الإضافات لهذا العام، العرض الأول لـ «هورس ماستر ليبرتي» بمشاركة النجم الهوليوودي المعروف علي العامري، الذي يستعرض مهاراته الفريدة في فنون ركوب الخيل والعروض البهلوانية الاستثنائية، فيما تنظّم جمعية الإمارات للخيول العربية مزاداً حصرياً يضم نخبة من أرقى وأجمل سلالات الخيول العربية الأصيلة، إضافة للفعاليات الثقافية الجديدة التي تضم عروضاً مميزة مثل مطاردة السلوقي العربي، ومحاكاة صيد الصقور والنسور المنغولية، إلى جانب عرض الإبل البدوي التقليدي الذي يعكس عمق الموروث الإماراتي.
بدوره زار اللواء أحمد سيف بن زيتون المهيري قائد عام شرطة أبوظبي، فعاليات الدورة 22 لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية (ADIHEX 2025)، واستمع خلال زيارته جناح شرطة أبوظبي، إلى شرح من الإدارات الشرطية المشاركة، حول أبرز مهامها، ومنها فرسان شرطة أبوظبي، وإدارة التفتيش الأمني K9، ومنصة هيئة أبوظبي للدفاع المدني.
وفي ذات السياق، شكّل تنظيم النسخة الثانية والخمسين من مزاد الهجن العربية، ضمن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، حدثاً استثنائياً بتحقيقه أرقاماً قياسية، حيث تجاوزت قيمة المبيعات الإجمالية مليوناً و770 ألف درهم.ويُعد مزاد الهجن، منذ انطلاقه عام 2005، أحد الأعمدة الأساسية للمعرض، حيث يقدّم نخبة من الهجن العربية الأصيلة المعروفة بجمالها اللافت وأدائها المتميز في ميادين السباقات، مستقطباً حضوراً واسعاً من المربين والمهتمين بهذا الموروث العريق، ومؤكداً مكانة الإبل في قلب الثقافة الإماراتية.
من جانبها، تشارك دائرة القضــاء في أبوظبــــي، في معــرض أبوظبـي الدولــي للصيـــد والفروسيــــة، في إطار حرصها على تعزيز نشر الثقافة القانونية، لدى المهتمين برياضات الصيد والفروسية وسباقات الهجن وتعريفهم بالتشريعات والقوانين واللوائح المنظمة لتلك الأنشطة في دولة الإمارات، وتوصيل الرسائل التوعوية بأساليب ذكية ومبتكرة.
وتأتي مشاركتها في إطار الاهتمام الذي توليه بالجانب التوعوي والتثقيفي لكافة فئات المجتمع، لما له من دور بارز في توفير الحماية الوقائية وصيانة الحقوق والالتزام بالقوانين وتحقيق العدالة، وهو ما ينعكس على البيئة الاقتصادية والاجتماعية، ويسهم في صون المكتسبات والمنجزات المحققة في مختلف القطاعات، بما يعزز تنافسية إمارة أبوظبي ومكانتها عالمياً.
ويدعم صندوق خليفة لتطوير المشاريع نحو 13 مشروعاً إماراتياً مبتكراً بالمعرض، في خطوة تجسد التزامه الراسخ بتمكين الشركات المحلية والاحتفاء بالإرث الوطني.
من جانبها، أطلقت «هيئة أبوظبي للتراث»، الشريك التراثي لمعرض أبوظبي الدولي الصيد والفروسية بدورته الـ 22، لعبة «تحدي الهدد» الرقمية، ضمن فعاليات الهيئة في المعرض، في إطار إتاحة الفرصة للجمهور للتعرف إلى فنون الصقارة وما يرتبط بها من مهارات وقيم مجتمعية أصيلة.
وأكد راشد محمد الرميثي، مدير جناح الهيئة، حرصها على توظيف التقنيات الحديثة في تعليم التراث، وربطه بالتطور التكنولوجي، وإتاحة الفرصة أمام الأجيال الجديدة، لاكتشاف التراث الإماراتي بطرائق مبتكرة، والتفاعل بعمق مع موروثهم.
أيضا تشارك الرسامة موزة الكعبي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية من خلال جناحها الفني، حيث تعرض تشكيلة متنوعة من الأعمال اليدوية واللوحات المبتكرة التي تعكس شغفها بالفن ورغبتها في توثيق رموز الوطن وقادته.
وقدمت لوحة طباعية ثلاثية الأبعاد لاقت إعجاب الزوار، إذ جمعت في عمل واحد ثلاث صور تحمل دلالات وطنية عميقة، هي: صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيـان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وأوضحت أن فكرة العمل تقوم على الدمج بين الحداثة والرمزية الوطنية لتخليد القادة الذين يمثلون القدوة والإلهام للأجيال. كما شاركت بعدد من اللوحات المرسومة يدوياً، تضمنت بورتريهات دقيقة لعدد من قادة دولة الإمارات، معبّرة عن فخرها الكبير بتوثيق صورهم بريشتها.
إلى ذلك، يشكّل قطاع سياحة الصيد والسفاري، إحدى أبرز محطات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ويُعد وجهة مثالية لمحبي الإثارة، إذ صُمّم خصيصاً لتلبية شغف عشّاق المغامرة والسفر، مع مجموعة غنية من المعروضات، والتي تسلط الضوء على وجهات طبيعية ساحرة وتجارب فريدة في عالم الحياة البرية.
وفي سياق متصل، تشهد فعاليات المعرض عرض أحدث الابتكارات والموديلات الحصرية في عالم السيارات ومستلزمات البر. وتبرز الشركات العربية والعالمية حرصها على تقديم منتجات متطورة، تلبي احتياجات عشاق السيارات والرحلات البرية.
وأكد وليد يوسف، المدير العام لشركة (إي آر بي) - الإمارات الوكيل الحصري لشركة إي آر بي الأسترالية إحدى شركات مجموعة المسعود أن مشاركتهم السادسة عشرة على التوالي في المعرض تأتي مع الاحتفاء بمرور خمسين عاماً على تأسيس الشركة.
من جانبه أكد أيمن البيجاوي المدير التنفيذي لقطاع المبيعات والتسويق في شركة بن حمودة للسيارات، أن مشاركتهم في المعرض تهدف إلى عرض أحدث السيارات وعروضها الحصرية.

درون متطورة لشرطة أبوظبي
أبوظبي شيخة النقبي:
استعرضت شرطة أبوظبي، خلال مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، طائرة الدرون المخصصة لإدارة طيران الشرطة - قسم الدعم الجوي.
وقال محمد علي الكثيري، إن الطائرة تُستخدم في أعمال التدريب، والبث المباشر، والفعاليات، مشيراً إلى أنها مزودة بكاميرا، ومكبر صوت، وفلاشرات، وتتميز الكاميرا بقدرتها على التصوير السينمائي والتصوير الحراري، إضافة إلى استشعار الغازات، فيما تُستخدم الفلاشرات لتوضيح هوية الطائرة بأنها تابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي.
وأضاف أن مكبر الصوت يتيح التواصل المباشر مع الجمهور أثناء المهام، لافتاً إلى أن الطائرة تمتاز بمدى يصل إلى 20 كيلومتراً، وارتفاع يبلغ 7 كيلومترات، كما تتحمل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية فوق الصفر و20 درجة تحت الصفر.