انطلقت صباح أمس الثلاثاء أعمال «المؤتمر السنوي الخامس للأمن المائي المستدام»، الذي ينظمه مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» في أبوظبي، في فندق «ريتز كارلتون أبوظبي» ويستمر يومين، بعنوان «الأمن المائي المستدام.. توظيف التكنولوجيا والابتكار في بناء مستقبل الأمن المائي».
دشن الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، مستشار في ديوان الرئاسة ورئيس مجلس إدارة جمعية «واجب» التطوعية، أعمال المؤتمر والمعرض المصاحب بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، والخبراء الدوليين، وممثلي الهيئات الإقليمية والعالمية.
وشهدت فعاليات المؤتمر، ضمن فقرة إبداعية، إطلاق النسخة العربية من كتاب «العاصفة القادمة.. لماذا ستكتب المياه القرن الحادي والعشرين» للكاتب السير ليام فوكس، وإعلان «مسابقة تريندز للبحوث في مجال الأمن المائي»، و«مجلس تريندز للشباب للأمن المائي».
حضر حفل الافتتاح وتدشين المعرض المصاحب: الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، وعبدالله بن سلطان النعيمي، وزير العدل، والمستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للاتحاد، وعلي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث، والشيخ الدكتور عمار بن ناصر المعلّا، ملحق التعليم وعلوم التكنولوجيا لدولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، وعلي راشد النيادي، المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الراعي الرسمي للمؤتمر، واللواء محمد سهيل النيادي، المدير العام لمكتب الأسلحة والمواد الخطرة، واللواء سهيل الخييلي، المدير العام للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بالإنابة، وعدد من وكلاء الوزرات والمؤسسات ورؤساء ومديري تحرير وكالة أنباء الإمارات والصحف وعدد من الشركات الراعية وجمهور كبير من المهتمين والباحثين والطلاب.
معرض مصاحب
ومع بداية انطلاق أعمال المؤتمر، افتتح الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، وعلي سعيد النيادي، يرافقهما كبار الشخصيات، المعرض المصاحب الذي يجمع بين المعرفة والخبرة العملية، بمشاركة 9 جهات حكومية وخاصة في حدث يشكّل منصة تفاعلية تجمع بين المعرفة والتجربة العملية، وتبرز الجهود المؤسسية والوطنية المبذولة في إدارة الموارد المائية وضمان استدامتها.
ويتيح المعرض للزوار والمشاركين فرصة الاطلاع على أحدث الحلول والأفكار المبتكرة، والتعرّف إلى نماذج وتجارب رائدة في إدارة المياه وحماية الموارد الطبيعية، بما يعزّز تكامل الحوار الأكاديمي مع التجارب العملية.
وتشمل قائمة الجهات الراعية والداعمة المشاركة في المعرض: مجموعة موانئ أبوظبي، وشركة «أنيكو – ميدل إيست»، وهيئة أبوظبي للدفاع المدني، ومركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث – أبوظبي، وشركة «هوانا»، وجامعة الإمارات، وجامعة نيويورك أبوظبي، وشركة «صحة»، ومجالس الشباب ممثلة بمجلس شباب أبوظبي.
كما يضم المعرض جناحاً خاصاً بمركز «تريندز»، حيث تعرض مجموعة من أبرز إصدارات المركز ودراساته المتخصصة، ولاسيما المرتبطة بمحاور المؤتمر. ويبرز الجناح الدور الريادي ل«تريندز» في إنتاج المعرفة وتحليل القضايا العالمية والإقليمية، إلى جانب منح الحضور فرصة للتفاعل المباشر مع الباحثين والخبراء المشاركين.
أبرز تحديات البشرية
وفي كلمة ترحيبية في بداية أعمال المؤتمر، أكد الدكتور محمد العلي، أهمية مناقشة قضايا الأمن المائي كونها من أبرز التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين.
وأوضح أن تقريراً مشتركاً لمنظمتي الصحة العالمية و«يونيسيف»، والصادر في أغسطس 2025، كشف أن نحو 2.1 مليار، لا يزالون يفتقرون إلى مياه شرب مُدارة بأمان، فيما يعاني نحو أربعة مليارات، أي ثلثي سكان العالم، ندرة حادة في المياه لمدة شهر واحد على الأقل سنوياً.
وأشار إلى أن قضية الأمن المائي ترتبط بثقة بقضايا محورية عدة، من أبرزها التكيّف مع تغير المناخ، وأنظمة الغذاء، والاستقرار الاقتصادي والسياسي، والتنمية المستدامة. وأكد أن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة نصّ على ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة. لأن الأمن المائي يتقاطع مع أهداف أخرى مثل القضاء على الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي، وضمان الصحة الجيدة، والعمل المناخي، وحماية النظم البيئية.
وأوضح أن تنظيم هذا المؤتمر هدفه استعراض مقاربات عملية تُسهم في مواجهة تحديات الأمن المائي، بتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول مبتكرة لهذا التحدي المتفاقم.
رهان عالمي
كما تطرّق إلى استضافة دولة الإمارات وجمهورية السنغال لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه من 2 إلى 4 ديسمبر 2026. مشيراً إلى أن هناك رهاناً عالمياً على قيادة الإمارات لجهود إنجاح هذا المؤتمر. كما نجحت سابقاً في قيادة العمل المناخي الدولي خلال مؤتمر الأطراف «كوب28» الذي تُوِّج ب«اتفاق الإمارات» التاريخي.
وفي ختام كلمته، وجّه الدكتور العلي الشكر إلى الشركاء الإعلاميين، ورعاة المؤتمر، والمؤسسات المشاركة في المعرض المصاحب، والخبراء والمشاركين والمتحدثين في جلسات المؤتمر. مثمّناً كذلك جهود فرق العمل في مركز تريندز التي أسهمت في إنجاح هذا الحدث العلمي والمعرفي.
نداء عاجل للتحرك
أكد عبدالله بالعلاء، ، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن مركز «تريندز» أصبح منارة فكرية عالمية تجمع بين البحث الأكاديمي الرصين والتحليل الاستراتيجي العميق والدبلوماسية العلمية، ليسهم بذلك في دعم صناعة القرار الإقليمي والدولي.
وأكد أن المؤتمر استمرار لرسالة المركز في توفير منصة للحوار الرصين وتبادل الأفكار التي تعالج أبرز التحديات العالمية.
وأضاف أن اختيار عنوان المؤتمر لهذا العام يعكس إدراكاً عميقاً لخطورة الوضع المائي العالمي، لأن الأمر لم يعد مجرد موضوع للنقاش، بل نداء عاجل للتحرك الفوري. فالماء، الذي كان يُنظر إليه سابقاً على أنه أزمة صامتة، أصبح اليوم الاختبار الحقيقي لقدرة الحكومات والمجتمعات على القيادة وتحمل المسؤولية.
وتوقف عند مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للمياه لعام 2024 وقال إن هدفها معالجة أزمة المياه بالابتكار وتطوير تقنيات مستدامة.
وأوضح أن مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 فرصة تاريخية لتسريع التقدم في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.
وأكد أن المؤتمر يسعى للتركيز على تسريع تنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، و«هذا الهدف مُحفّز ومُمكّن لجميع أهداف التنمية المستدامة وجميع أهدافنا المجتمعية والبيئية والاقتصادية العالمية».
ولفت إلى أن هذه التحديات تجعل توظيف الابتكار والمعرفة ضرورة حتمية وليس خياراً. داعياً إلى تضافر الجهود الدولية لوضع استراتيجيات فعّالة لإدارة الموارد المائية وتعزيز الاستدامة. وأكد أن بناء مستقبل مائي آمن يتطلب الاستثمار في التقنيات الحديثة، وتطوير البنية التحتية، وترسيخ ثقافة ترشيد الاستهلاك، إلى جانب التعاون العابر للحدود في إدارة الموارد المشتركة.
وقال إن مؤتمر تريندز حول الأمن المستدام يشكل حلقة أساسية في ونقطة انطلاق لعصر جديد للدبلوماسية المائية والبحث عن حلول تعاونية.
مواجهة التحديات المائية
وفي كلمته أكد المهندس أحمد الرميثي، وكيل دائرة الطاقة، أن الأمن المائي محور رئيسي في أولويات دولة الإمارات الوطنية. مشيراً إلى ارتباط هذا التوجه بمبادرة محمد بن زايد للمياه التي تجسد رؤية القيادة في مواجهة أحد أبرز تحديات المستقبل.
وأوضح أن الإمارات، ولاسيما أبوظبي، رسخت مكانتها مسرّعاً عالمياً بتوظيف أحدث التقنيات لمعالجة شح المياه بكفاءة وعلى نطاق واسع. لافتاً إلى أن الاستثمار الكبير في مشاريع التحلية لم يسهم فقط في توسيع نطاق توافر المياه، بل جعل عمليات الإنتاج أكثر كفاءة وأقل كلفة. كما أشار إلى دمج التقنيات الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد المائية، منوهاً بدور أدوات مثل «ADWE» في تطوير حلول مبتكرة.
وبيّن أن الاستراتيجية الشاملة للأمن المائي بثلاثة محاور: ضمان أمن الإمدادات، وتعظيم القيمة الاقتصادية للموارد المائية، وتحقيق التكامل في إدارة الطلب والعرض. وهذه المحاور تمنح أبوظبي القدرة على المضي قدماً بثقة، وترسيخ مكانتها نموذجاً ريادياً ومرجعياً في قطاع المياه العالمي.
وشدد على أن تحقيق الأمن المائي يتطلب ما هو أبعد من الحلول قصيرة المدى، داعياً إلى إدارة منظمة، ومشاريع قابلة للتوسع، والتزام طويل الأمد. وأكد أن الاستثمار المستمر في التقنيات وتعزيز ثقافة الابتكار ركيزة لضمان الموارد المائية وترسيخ معايير جديدة عالمياً في مجالي المرونة والاستدامة.
مبادرات جديدة لتعزيز الابتكار وتمكين الشباب
ومع انطلاق أعمال المؤتمر، أعلنت مبادرتان مهمتان هدفهما تعزيز البحث العلمي وتمكين الشباب في الأمن المائي، حيث أعلن مركز «تريندز» إطلاق «مسابقة تريندز للأبحاث في الأمن المائي». وتستهدف الطلاب والباحثين والخبراء في البيئة والطاقة والمياه والسياسات العامة، كما تشجّع المشاركين على تقديم دراسات وأوراق بحثية تعكس حلولاً مبتكرة لمواجهة تحديات الأمن المائي المستدام، بما يُسهم في تطوير السياسات الوطنية والإقليمية في هذا المجال الحيوي.
وأكدت إدارة البحوث في «تريندز» أن إطلاق المسابقة يأتي في إطار دور المركز الريادي في تعزيز المعرفة العلمية والابتكار في القضايا الاستراتيجية. والمسابقة توفّر فرصة فريدة للباحثين لعرض نتائجهم أمام خبراء عالميين ومؤسسات محلية وإقليمية، بما يعزّز ربط البحث الأكاديمي بالاحتياجات العملية، ويُسهم في بناء جيل جديد من المبتكرين في قطاع المياه.
مجلس شباب تريندز المائي
كما أعلن إطلاق «مجلس تريندز للشباب في الأمن المائي»، لتمكين الشباب وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في البحث والتطوير وحل التحديات المتعلقة بإدارة الموارد المائية المستدامة.
وقال زايد الظاهري، نائب رئيس مجلس شباب تريندز، إن المجلس يهدف إلى خلق منصة تفاعلية للشباب للتواصل مع الخبراء والمختصين في القطاعين الحكومي والخاص، وتبادل الأفكار والمبادرات المبتكرة التي تسهم في مواجهة أزمة المياه العالمية وتعزيز الاستدامة البيئية.
وأكد أن إطلاق المجلس جاء في إطار استراتيجية المركز الرامية إلى تشجيع الشباب على الانخراط في القضايا الاستراتيجية، ولاسيما التي تمسّ الأمن المائي. وأضاف أن المجلس سيوفر للشباب فرصة لتقديم مقترحات وأبحاث عملية، والمشاركة في برامج تدريبية وورش عمل وجلسات حوارية مع خبراء محليين ودوليين.
تكريم الرعاة والشركاء والدعم الإعلامي
وفي لفتة تقديرية، شهدت فعاليات المؤتمر تكريم عدد من المسؤولين والرعاة والشركاء الاستراتيجيين والإعلاميين الذين أسهموا في دعم هذا الحدث العلمي المهم.
ويحظى المؤتمر بدعم إعلامي واسع من نخبة المؤسسات الإعلامية في الدولة، حيث جاءت صحيفة «ذا ناشيونال» شريكاً إعلامياً استراتيجياً. فيما شاركت في المتابعة الإعلامية نخبة من أبرز المؤسسات، في مقدمتها: وكالة أنباء الإمارات (وام)، ومركز الاتحاد للأخبار، وصحيفة جلف نيوز «Gulf News»، وجمعية الصحفيين الإماراتية، ومنصة Viory الإعلامية التي قدّمت بُعداً رقمياً مبتكراً للتغطية.
ويأتي هذا التكريم تجسيداً لشراكة بنّاءة بين المؤسسات البحثية والإعلامية والقطاعين الحكومي والخاص.
جلسات حوارية
بدأت جلسات اليوم الأول التي قدم إليه الباحث الرئيسي عبدالعزيز الشحي، نائب رئيس قطاع البحوث بتريندز، والباحثة موزة المهيري، وتضمنت ثلاث جلسات نقاشية، ركزت كل منها على جانب محدد من جوانب الأمن المائي.
ويواصل المؤتمر أعماله الأربعاء، ببرنامج ثري يجمع بين المناقشات العلمية والعروض العملية في المعرض المصاحب، بما يؤكد التزام «تريندز» بدوره مركزاً فكرياً عالمياً يسعى إلى تعزيز الحوار المعرفي، وتقديم حلول عملية مبتكرة، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر أمناً واستدامة للأجيال القادمة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.