وسع الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، عملياته الحربية على قطاع غزة، فيما أعلن وزير الجيش يسرائيل كاتس عن «فتح باب الجحيم في غزة»، وقام بتدمير برج مشتهى في مدينة غزة بهدف تهجير الفلسطينيين ودفعهم بالقوة نحو الجنوب، بينما واصل الجيش ارتكاب المجازر في مختلف أنحاء القطاع، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى.بيتما تتفاقم المجاعة والمأساة الإنسانية في القطاع، حذرت «اليونيسيف» من أن «ما لا يمكن تصوره» يحدث بالفعل في مدينة غزة، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من استمرار المجاعة ودعت إلى وقف الكارثة، لافتة إلى أن تجويع غزة لن يأتي بالأمان لإسرائيل.وقتل 68 شخصاً، على الأقل، بينهم العديد من الأطفال في غارات إسرائيلية على منازل وخيام النازحين بمدينة غزة، أمس الجمعة، بحسب ما ذكرت مستشفيات القطاع، فيما شرعت القوات الإسرائيلية بتوسيع عمليتها بالمدينة.ودمّر الجيش الإسرائيلي برج مشتهى بشكل كامل، بقصفه لأكثر من مرّة، بادّعاء أن تحته بنية تحت أرضية تابعة لحماس، فيما نقت إدارة برج مشتهى الادّعاءات الإسرائيلية، مؤكّدة أنه «لا يُسمح بدخوله إلا للمدنيين النازحين فقط، منذ استهدافه العام الماضي، ويخضع لرقابة صارمة». وأكدت أن «أكاذيب» الجيش الإسرائيلي لا أساس لها من الصحة. وقالت الإدارة في بيان: «ننفي جملة وتفصيلاً الأكاذيب التي يروجها الجيش الإسرائيلي، ونؤكد أن البرج، ومنذ استهدافه العام الماضي، يخضع لرقابة صارمة من قبل الإدارة، ولا يسمح بدخوله إلا للمدنيين النازحين فقط».وتابع البيان: «نؤكد بشكل قاطع خلو البرج من أي كاميرات أو تجهيزات أمنية، وأن جميع طوابقه مفتوحة ومكشوفة ولا تحتوي على أي مشاهد أو أسلحة خفيفة أو ثقيلة«».ومن جهته، قال وزير الأمن الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس، إنه «صدر أمر إخلاء لمبنى متعدّد الطوابق في مدينة غزة»، وهو برج مشتهى، مشيراً إلى أن «عمليات الجيش ستزداد، حتى قبول حماس بشروط إسرائيل»، محذّراً من «فتح أبواب جهنّم». وتمهيداً لتسويتها بالأرض، وكتبرير استباقي لجرائمه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيهاجم خلال الأيام المقبلة مباني، بذريعة أنها «حُوِلت إلى بنى تحتية» لحماس، استعداداً للعمليات في مدينة غزة. كما أصدر الجيش الإسرائيلي، أوامر إخلاء جديدة بمدينة غزة، بضمنها في حيّ الشيخ رضوان، لتوسيع عمليّته العسكرية فيها.من جهة أخرى، نشر الجناح العسكري لحركة «حماس» أمس الجمعة مقطع فيديو يظهر فيه رهينتان إسرائيليان محتجزان في قطاع غزة في سيارة تجول بين مبانٍ مدمرة، ويطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باللغة العبرية عدم تنفيذ الهجوم العسكري المخطط له للسيطرة على مدينة غزة. ويقول الرهينة الذي يظهر في نهاية الفيديو وهو يلتقي برهينة آخر، إنه موجود في مدينة غزة وإن الفيديو صُوّر في 28 آب/أغسطس.ويقول الرهينة بالعبرية في الفيديو الذي يعرض نص الترجمة باللغة العربية «سمعت أن الجيش بصدد مهاجمة مدينة غزة، أنا مرعوب من هذه الفكرة». ويضيف «هذا يعني أننا ستموت هنا، لن نتحرك من مدينة غزة، ... سنبقى هنا بغض النظر عن هجوم الجيش. هذا يعني أمرا واحدا أنني وأكثر من ثمانية من أصدقائي، ثمانية من مواطني إسرائيل، سنموت هنا».وعلق وزير الأمن القومي اليميني المتطرف الإسرائيلي إيتمار بن غفير على فيديو نشرته كتائب القسام أمس الجمعة، يظهر أسيرين إسرائيليين في مدينة غزة، بالدعوة إلى احتلال كامل القطاع وتشجيع الهجرة. وقال بن غفير تعليقا ًعلى الفيديو: «الرد المطلوب: احتلال كامل، سحق شامل، وتشجيع هائل للهجرة. بهذه الطريقة فقط نستطيع أن نكون حاسمين، وبهذه الطريقة فقط نستطيع إعادة الرهائن بأمان»..في غضون ذلك، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» من أن «الطفولة لا يمكن أن تبقى على قيد الحياة» في مدينة غزة، مع استعداد إسرائيل للسيطرة على المدينة الكبرى. وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف، تيس إنغرام، في إفادة الخميس: «العالم يطلق ناقوس الخطر بشأن ما يمكن أن يجلبه الهجوم العسكري المكثف في مدينة غزة - كارثة لما يقرب من مليون شخص ما زالوا هناك». وتابعت إنغرام: «سوء التغذية والمجاعة تضعف أجساد الأطفال، بينما يحرمهم النزوح من المأوى والرعاية، والقصف يهدد كل حركة لهم. هذا هو شكل المجاعة في منطقة حرب وكان في كل مكان نظرت إليه في مدينة غزة».إلى ذلك، حذر مدير منظمة الصحة العالمية الجمعة من استمرار المجاعة في غزة، داعياً إسرائيل إلى وقف هذه «الكارثة»، ولافتاً الى أن 370 شخصاً على الأقل قضوا بسبب الجوع في القطاع المحاصر والمدمر منذ بداية النزاع. وقال تيدروس ادهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحفي في مقر المنظمة في جنيف «إنها كارثة كان يمكن لإسرائيل أن تتجنبها وتستطيع وقفها في أي لحظة». وأضاف غيبريسوس «منذ بدء النزاع في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قضى 370 شخصاً على الأقل بسبب سوء التغذية في غزة، بينهم أكثر من 300 خلال الشهرين الأخيرين». ورأى أن «تجويع المدنيين كأداة حرب هو جريمة حرب لا يمكن القبول بها أبداً»، و«يهدد بشرعنة استخدامه في نزاعات مقبلة». وشدد على أن تجويع غزة لن يأتي بالأمان لإسرائيل ولن يسهم في الإفراج عن الأسرى. (وكالات)