تحقيق: ميرة الراشديبعد أسبوعين على انطلاق العام الدراسي الجديد، لا تزال بعض المدارس الخاصة، لديها مقاعد شاغرة في عدد من الصفوف الدراسية، نتيجة انسحاب طلبة بموافقة أولياء أمورهم لأسباب مالية أو انتقالات سكنية، أو بسبب تراكم رسوم لم تُسدد من أعوام سابقة، فضلاً عن انتظار القبول والنتائج في مدارس أخرى، وفي الوقت ذاته تعمل بعض إدارات المدارس بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي على إشغال هذه المقاعد بشكل مرن، وضمان اكتمال الصفوف.«الخليج» التقت عدداً من مديري المدارس الخاصة في أبوظبي للوقوف على أسباب المقاعد الشاغرة خلال العام الدراسي الجديد، حيث أكدوا أن أغلبية المدارس اكتملت مقاعدها بالكامل، مع بقاء عدد محدود من المقاعد الشاغرة في بعض الصفوف، مشيرين إلى أن انسحاب بعض أولياء الأمور يحدث أحياناً حتى بعد سداد الرسوم، نتيجة لأسباب مختلفة مثل الظروف المالية، أو اختيار مدارس أقرب للسكن، والانتقال إلى إمارة أخرى، عدم توفر حافلات قريبة من منطقتهم، إضافة إلى تراكم رسوم دراسية من أعوام سابقة لم تسدد، فضلاً عن انتظار نتائج القبول والنقل في مدارس أخرى، مما يعكس تأثير التخطيط الدراسي والظروف الشخصية للأسر على توزيع المقاعد.قالت أماني مصطفى النجار، مديرة إحدى المدارس الخاصة: إن التسجيل للعام الدراسي 2025-2026 بدء في 15 مارس/آذار، وأي وقت يتم شغل جميع المقاعد يتوقف التسجيل، وأحياناً يتوقف التسجيل قبل شهور من بداية العام الدراسي الجديد في حال إشغال جميع المقاعد.وأشارت إلى أن المدرسة أحياناً تضطر لفتح شعب جديدة تماشياً مع الطاقة الاستيعابية المعتمدة. حيث تم مؤخراً فتح شعبة جديدة للصف التاسع المتقدم للبنات بعد أن وصل عدد الطالبات إلى 36 طالبة، بينما توصي دائرة التعليم والمعرفة بأن يحتوي كل صف على 30 طالبة فقط، ويتم مراجعة الأعداد مع الدائرة عند اكتمال المقاعد.وأشارت إلى أن العديد من الصفوف مثل مراحل الروضة والابتدائية اكتملت بالفعل، مشيرة أن بعض أولياء الأمور يسحبون أطفالهم بعد التسجيل لأسباب متعددة، منها المصاريف المدرسية للكتب والحافلات وغيرها، بالإضافة إلى ضغوط مالية أو تراكم رسوم من الأعوام السابقة، حيث قد يصل المبلغ المستحق على الطالب ما بين 20 ألف درهم إلى 30 ألف درهم، مما يؤدي إلى توقف تسجيل الطالب حتى تسديد الرسوم، مؤكدة أن هذه الأمور تعكس عدم وضع بعض أولياء الأمور خططاً دراسية لأبنائهم، وهو ما يؤثر في توافر المقاعد الشاغرة. أولوية التسجيل وقوائم الانتظار من جانبها، أكدت عفاف محمد الصغير، منسق عام الشؤون الإدارية في إحدى المدارس الخاصة، أن التسجيل للعام الدراسي الجديد 2025 – 2026، يبدأ عادة في شهر إبريل/نيسان، وتُمنح فيه الأولوية لإخوة الطلبة المسجلين سابقاً في المدرسة، وكذلك للطلاب القاطنين بالقرب منها، مع مراعاة الشواغر المتوفرة، ويستمر التسجيل حتى اكتمال الأعداد المطلوبة إلى جانب إعداد قائمة انتظار.وأشارت إلى أن مقاعد المدرسة غالباً ما تُستكمل خلال الأسبوع الأول أو الثاني من العام الدراسي، حيث بلغت نسبة التسجيل نحو 99%، بينما يتم شَغل المقاعد القليلة المتبقية فوراً عبر قوائم الانتظار الطويلة لدى المدرسة، نتيجة التنقلات أو انقطاع بعض الطلبة.وأضافت أن أعداد الطلبة المقبولين تخضع للطاقة الاستيعابية التي تحددها دائرة التعليم والمعرفة، ولا يمكن تجاوزها، والطاقة الاستيعابية للمدرسة تصل إلى نحو 760 طالباً، مشيرة أن حالات انسحاب الطلبة بعد سداد الرسوم نادرة، لكنها قد تحدث في ظروف معينة، مثل انتقال ولي الأمر إلى عمل آخر أو سكن جديد خارج المدينة، أو رغبة بعض الأسر في جمع أبنائها في مدرسة واحدة. أسباب مالية إلهام أحمد يوسف، نائب مدير مدرسة خاصة، أكدت اكتمال المقاعد الدراسية في مدرستها بنسبة 100%، ويبلغ إجمالي عدد الطلاب 1100 طالب، مشيرة إلى أن المدرسة ملتزمة بعدد الطلاب المقرر لكل صف. وأضافت أن انسحاب بعض أولياء الأمور يحدث لأسباب متعددة، منها انتقال ولي الأمر إلى منطقة بعيدة عن المدرسة، أو الحاجة لمراجعة الوضع المالي، أو اختيار مدرسة أقل تكلفة تناسب إمكانياتهم، وأحياناً عدم توفر حافلات مدرسية في منطقتهم، ما يضطرهم للبحث عن مدرسة توفر النقل، كما قد يحدث أن ينتقل الطلاب داخل الإمارة بسبب ظروف العمل أو الإقامة، وهذه العوامل تؤثر في أعداد الطلاب بشكل مؤقت، إلا أن المدرسة تعمل على تنظيم المقاعد وإدارة التسجيل بما يضمن اكتمال الصفوف بشكل مناسب. شغل المقاعد بدوره أشار نبيل يوسف، مدير إحدى المدارس الخاصة، إلى أن الطاقة الاستيعابية للمدرسة والبالغة 1800 مقعد موزعة على جميع المراحل الدراسية من الابتدائية إلى الثانوية اكتملت بالكامل هذا العام.وأوضح أنه وفق أوقات تسجيل الطلبة المعتمدة، خلال الأيام الأولى من بدء العام الدراسي يمنح أولياء الأمور الوقت الكافي لاستكمال إجراءات التسجيل، مع ضرورة تسديد الرسوم المقررة.وبيّن أن بعض الأسر تُقدم على تسجيل أبنائها بدايةً ثم تعود لتسحبهم لاحقاً، لأسباب متباينة، منها متغيرات مرتبطة بظروف العمل أو رغبتهم في الانتقال بين مناهج تعليمية مختلفة، كاختيار المدارس البريطانية أو الأمريكية، قبل أن يقرروا لاحقاً تحويل أبنائهم إلى مدارس تعتمد المنهج العربي.وقال إن بعض أولياء الأمور يقومون بدفع رسوم التسجيل التي تبلغ 500 درهم، ويتم إدراج أسماء أبنائهم في قائمة الانتظار، لكنهم ينسحبون بعد ذلك بسبب ظروفهم الخاصة. الرسوم الدراسية أما أنس عادل، مدير إحدى المدارس الخاصة، فأكد أن معظم الصفوف في المدرسة قاربت على الاكتمال، إلا أن هناك عدداً محدوداً من المقاعد الشاغرة في بعض المراحل الدراسية، حيث لا تتجاوز نسبتها 5% من الطاقة الاستيعابية في معظم الصفوف، على الرغم أن التسجيل في المدرسة يبدأ من شهر إبريل/نيسان، وعند تسجيل الأعداد المطلوبة من الطلبة يتوقف التسجيل مع الأخذ في الاعتبار إعداد قائمة على لائحة الانتظار في حال انسحاب بعض الطلبة.وأشار إلى أن أسباب بقاء بعض المقاعد شاغرة بعد أيام من انطلاق العام الدراسي هي: انتقال بعض الطلبة لمدارس أخرى، أو ظروف مالية تتعلق بالرسوم، أو رغبة بعض أولياء الأمور في الانتقال إلى مدارس أقرب لمكان السكن، إضافة إلى انتظار الأسر نتائج القبول أو النقل في مدارس أخرى.وأضاف أن المقاعد المتبقية سيتم ملؤها قبل بداية العام الدراسي أو خلال الأسابيع الأولى من تعديل التسجيل والنقل، وأن الطاقة الاستيعابية من المرجح أن تكتمل قريباً، مشيراً أن إدارة المدرسة تتعامل مع ضغط أولياء الأمور عند اكتمال العدد من خلال فتح قائمة انتظار، مع إعطاء الأولوية حسب تاريخ التسجيل أو الحالات الخاصة، مثل وجود إخوة في المدرسة، وأن الإدارة تدرس بشكل مستمر زيادة الطاقة الاستيعابية لتلبية الطلب المتزايد، سواء من خلال فتح شعب إضافية أو التوسع في المبنى إذا أمكن.