يضع «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي» في دورته الرابعة عشرة، التي يتم تنظيمها يومي 10 و11 سبتمبر الجاري، تحت شعار «اتصال من أجل جودة الحياة»، الذكاء الاصطناعي في صدارة نقاشاته بوصفه بنية تحتية مكمّلة لعمل مؤسسات الاتصال قادرة على تسريع الاستجابة وتشخيص الرسائل وقياس أثرها بصورة آنية، ويشارك في أعماله 237 متحدثاً عبر أكثر من 110 فعاليات تُقدَّم على 22 منصة تفاعلية. ينتقل المنتدى بالنقاش من مفهوم «إيصال المعلومة» إلى تصميم «تجربة عامة محسوبة الأثر»، ففي إدارة الأزمات تتيح النماذج الذكية إعداد تحديثات دقيقة بسرعة مع تتبّع الشائعات والرد عليها بخطاب موحّد، وعلى مستوى الجمهور يتيح التحليل الآلي إنتاج نسخ متعددة للرسالة الواحدة بما يلائم اللغة والسياق ويعزّز النفاذ إلى المعلومات عبر تحويل المحتوى إلى صيغ ميسّرة تشمل الوصف السمعي والترجمة الفورية، كما يواكب التطوير بآليات قياس تعتمد التجارب المقارنة والنمذجة السببية لربط الجهود الاتصالية بمؤشرات جودة الحياة. وفي المقابل، يضع المنتدى الحوكمة والأخلاقيات في قلب المشهد مع التأكيد على إدارة المخاطر وحماية البيانات، وتتركز المعالجة العملية في تحديد غرض كل أداة وبياناتها وحدود استخدامها والإبقاء على «الإنسان في الحلقة»، للمراجعة قبل النشر في القضايا الحساسة وتبنّي الشفافية وتقليل جمع البيانات إلى الحد الضروري. مستقبل المهنة ويوفّر برنامج المنتدى فضاءات متعددة لتناول الملف من زواياه المهنية والقانونية والتعليمية، ويقدّم نادي الشارقة للصحافة مناظرة بعنوان «الصحافة أمام الذكاء الاصطناعي: البشر أم الآلة؟»، تبحث مستقبل المهنة والتوازن بين القيم الصحفية والأدوات التوليدية. وتعرض جمعية الإمارات للمحامين القانونيين، رؤية قانونية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وما يرتبط بها من عقود ذكية وتنبؤ قضائي وأطر أخلاقية، إلى جانب جلسة حول رفع المناعة السيبرانية والتصدي للتضليل المعلوماتي عبر حملات توعوية مشتركة. وفي محور بناء القدرات، تستضيف الجامعة القاسمية جلسة عن أدوات التدريب المؤسسي الذكية وأنظمة التعلّم التكيفية وتحليلات التعلم، فيما تتيح مؤسسة «ربع قرن للعلوم والتكنولوجيا» مخيماً تطبيقياً لليافعين لتصميم حلول ذكية في قضايا الأمن الغذائي والاستدامة وجودة الحياة وعرضها أمام لجنة تحكيم متخصصة. المساعدات التفاعلية ويرصد المنتدى حالات استخدام ناضجة للمؤسسات الحكومية من المساعدات التفاعلية التي تشرح اللوائح والخدمات بلغة مبسطة وأنظمة الرصد المبكر لحركة الشائعات والتهديدات الرقمية واقتراح ردود موحّدة مدعومة بروابط تحقق رسمية. ويواكب ذلك إنتاج محتوى متعدد اللغات واللهجات العربية، استناداً إلى قواميس رسمية للمصطلحات الحكومية وتحويل البيانات البيئية والاقتصادية المعقّدة إلى خرائط وقصص تفاعلية تقود تغييرات سلوكية ملموسة. وفي سياق تطوير المهارات، يطرح البرنامج ورشاً تطبيقية تركّز على هندسة المطالبات بمسؤولية ومحاسبة الخوارزميات وأمن المعلومات والجوانب القانونية للملكية والبيانات وتبسيط الرسائل بلغتين مع مراعاة سهولة الوصول. وتتلخص «مبادئ الاتصال الذكي المسؤول» في وضع الإنسان أولاً، وتحديد الغرض من الأدوات والاعتماد على مصادر موثوقة وضمان الشفافية ووسم المحتوى المُولَّد وحماية الخصوصية وتحقيق شمولية الوصول ومقاومة التضليل بآليات تحقق واضحة، وقياس الأثر بمؤشرات قابلة للتدقيق وتبنّي التحسين المستمر. أعلن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، اعتماد ثلاثة مشاريع طلابية مبتكرة على القائمة القصيرة ل«التحدي العالمي للعلاقات العامة – نسخة الشارقة»، الذي يُنظم للمرة الأولى في الإمارة ضمن الفعاليات الاستباقية للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الرابعة عشرة، بالشراكة مع المنظمة الدولية لاستشارات الاتصال (ICCO) و«هوية الشارقة» وبالتعاون مع الجامعة الأمريكية في الشارقة، وذلك ضمن مسارٍ يتيح للطلبة تطوير أفكار وحملات اتصالية تعزّز «هوية الشارقة» كعلامة تمثّل الإمارة وتدعم حضورها محلياً وإقليمياً، تمهيداً للكشف عن المشروع الفائز خلال الحفل الرسمي للدورة ال12 ل«جائزة الشارقة للاتصال الحكومي». المواهب الشابة ويعكس تنظيم التحدي في الشارقة، توجه الإمارة نحو ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار في الاتصال، وتعزيز حضور «هوية الشارقة» كإطار جامع لرسالة الإمارة وقيمها على المستوى العالمي، وفتح المجال أمام المواهب الشابة لتحويل أفكارهم إلى مبادرات اتصال قابلة للتنفيذ تُسهم في دعم صورة الشارقة كعلامة رائدة، بما يسهم في إطلاق مشاريع قادرة على إحداث أثر ملموس محلياً ودولياً. وضمت القائمة القصيرة كلاً من مشروع «الشارقة هي بيتك»، ومشروع «سفن الثقافة»، ومشروع «مدينة واحدة.. أصوات متعددة»، وذلك بعد منافسة شارك فيها 30 طالباً من سبع دول هي: إيطاليا، تركيا، هنغاريا، كازاخستان، الهند، كينيا، والإمارات عبر طلبة الجامعة الأمريكية في الشارقة. وتوزع المشاركون على عشرة فرق عمل قدّمت حلولاً اتصالية عكست هوية الإمارة وفتحت آفاقاً جديدة للتأثير الثقافي والإعلامي عالمياً. سفن الثقافة يستحضر مشروع «سفن الثقافة» الإرث البحري للشارقة ويعيد تخيّله كمنصة تفاعلية عالمية للسرد الثقافي، وتقوم فكرته على استخدام رموز استجابة سريعة (QR) بتصاميم على شكل سفن توزَّع في المتاحف، الواجهات البحرية، والمناطق التراثية والجامعات، بحيث يتيح مسحها للزوّار الانضمام إلى شبكة قصصية حيّة تُوثق ذاكرة الإمارة وتشاركها مع العالم عبر قوالب رقمية جاهزة ومنصات اجتماعية. وينتقل رمز سفينة الداو من حمل اللؤلؤ عبر البحار إلى حمل الثقافة الإماراتية عبر الفضاء الرقمي الحديث، ويهدف المشروع إلى إشراك الجمهور في إنتاج الرسالة الثقافية بدلاً من تلقيها فقط، بما يرسّخ صورة الشارقة كحاضنة للتراث والابتكار معاً، ويعزز مكانتها جسراً للتواصل والتنوع الثقافي عالمياً. مدينة واحدة.. أصوات متعددة يُعيد مشروع «مدينة واحدة.. أصوات متعددة» تعريف تجربة السفر إلى الشارقة كرحلة حسية تدمج التكنولوجيا بالسرد الأصيل عبر تطبيق (Sharjah Lens). ويقدّم التطبيق الرقمي خرائط للأصوات البيئية والثقافية والكنوز المخفية، إلى جانب جواز رقمي وأفلام قصيرة وقصص يرويها السكان. كما يتضمن مسابقات مجتمعية وتجارب واقع افتراضي في مطارات دولية بالتعاون مع شركات طيران ومؤسسات إعلامية وثقافية. ويهدف المشروع إلى بناء ارتباط طويل المدى مع الجمهور قبل الزيارة وأثناءها وبعدها، وترسيخ مكانة الشارقة وجهة ثقافية عالمية توظّف التقنيات الحديثة في إبراز هويتها الأصيلة. جائزة الشارقة للاتصال الحكومي ويشكّل «التحدي العالمي للعلاقات العامة» جزءاً من فعاليات «جائزة الشارقة للاتصال الحكومي»، التي تحتفي بأفضل الممارسات والابتكارات في الاتصال. ومن المقرر أن تُعلن الأسماء النهائية للفائزين يوم 11 سبتمبر 2025، تزامناً مع اليوم الختامي للدورة ال14 من «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي» الذي ينعقد يومي 10 و11 سبتمبر في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار «اتصال من أجل جودة الحياة». بيئة إعلامية مسؤولة كما يشارك مجلس الإمارات للإعلام في النسخة ال14 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي تنظمه إمارة الشارقة يومي 10 و11 سبتمبر تحت شعار «اتصال من أجل جودة الحياة»، وذلك في إطار جهوده لتعزيز السياسات الإعلامية التي تدعم جودة الحياة الرقمية وتبني بيئة إعلامية مسؤولة. ويستعرض المجلس تجربته في تطوير أطر تنظيمية متكاملة للمحتوى الإعلامي تقوم على وضع معايير واضحة تضمن حماية القيم والهوية الوطنية، وتعزيز الرسائل المجتمعية الإيجابية. كما يعمل المجلس على تمكين صناع المحتوى عبر بيئة تنظيمية مرنة تحفّز الإبداع وتشجع على إنتاج محتوى هادف، مع تعزيز الثقة في الفضاء الرقمي من خلال ضمان دقة المعلومات وشفافيتها. وتشكل هذه الجهود ركيزة أساسية للارتقاء بجودة الحياة الرقمية، وترسيخ مكانة الإعلام كشريك فاعل في بناء الوعي المجتمعي ودعم رسائل الاتصال الحكومي. استثمار مباشر وأكد محمد سعيد الشحي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام، أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي رسخ مكانته كمنصة رائدة للتواصل مع الشركاء المحليين والدوليين، وتبادل الرؤى حول أفضل الممارسات في الاتصال والإعلام. وأضاف أن مشاركة مجلس الإمارات للإعلام تأتي لتؤكد أن جودة الحياة الرقمية تبدأ من جودة تنظيم الإعلام، وأن بناء بيئة إعلامية مسؤولة هو استثمار مباشر في الإنسان والمجتمع. وأشار إلى أن تصريح «مُعلن»، الذي أطلقه مجلس الإمارات للإعلام، يشكل محور مشاركة المجلس في المنتدى، إذ يهدف إلى تنظيم إعلانات صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي وفق معايير محددة. وخلال المشاركة، يعرض المجلس أبرز الالتزامات والشروط المرتبطة بالتصريح، ويتيح لصناع المحتوى فرصة التسجيل المباشر والسريع للحصول عليه، بما يمكّنهم من تقديم رسائل في بيئة إعلامية منظمة ومسؤولة تعكس القيم الإيجابية للمجتمع. ويشارك المجلس في المعرض المصاحب للمنتدى، بجناح تفاعلي يعرّف الزوار بمبادراته وخدماته، ويتيح لهم تجربة أدوات تنظيم المحتوى والتفاعل معها، والتعرف إلى معايير الإعلانات الرقمية، وآليات حماية الفضاء الرقمي، بما يعكس رسالته في جعل الإعلام أداة للتمكين ومد جسور الاتصال المؤثر والإيجابي مع الجمهور وضمانة لجودة الحياة. ويقدم المنتدى في دورة هذا العام رؤية متكاملة لتوسيع أدوار الاتصال ليصبح أداة مؤثرة في مجالات الأمن الغذائي، والصحة العامة، والتعليم، والاستدامة البيئية، والاقتصاد الأخضر، وهي جميعها محاور تلتقي عند هدف واحد هو جودة حياة الإنسان. ويطرح المنتدى قضية الأمن الغذائي بوصفها ركيزة للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مسلطاً الضوء على دور الاتصال الحكومي في بناء وعي غذائي مستدام. الشارقة هي بيتك يركّز مشروع «الشارقة هي بيتك» على إبراز الشارقة كوجهة تحتضن الجميع وتُثريها قصص سكانها المتنوعة، عبر سرد إنساني يُظهر كيف تتحول الإمارة إلى بيت حقيقي لكل من يعيش فيها أو يزورها. وتقوم فكرته على استضافة مؤثرين عالميين يندمجون مع عائلات إماراتية ويخوضون تجارب حياتية وثقافية في مواقع بارزة بالإمارة، تُوثّق بصرياً وتُبث محلياً وعالمياً. ويتضمن المشروع شراكات في قطاعات الإعلام، التعليم، الاستدامة، وريادة الأعمال، ويستند إلى مشاركة مجتمعية واسعة، بما يعزز رأس المال الاجتماعي ويكرس صورة الشارقة كمدينة متماسكة ومتعددة الثقافات قادرة على تقديم تجربة إنسانية ملهمة للعالم.