عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

الحياة الجامعية.. رحلة بين رهبة البداية وفرص التطور

دائماً ما يزرع أولياء الأمور في نفوس أولادهم خلال المرحلة الدراسية أن من أصعب التحديات التي تتطلب جهداً كبيراً، لتحديد مسار حياتهم العملية لسنوات عدّة بعد التخرج وحتى سن التقاعد، ولكن الذي يخفى عليهم أن التحديات تستمر مع الطلبة بعد مرحلة الثانوية العامة وإعلان النتائج، حيث تبدأ تحديدات اختيار التخصص المناسب، وتستمر حتى بعد التحاق الطلبة بالجامعات التي قرروا الدراسة فيها، والتحديات في تلك المرحلة تختلف عن التي تسبقها، لأن الطالب ينتقل من نمط مدرسي إلى نمط جامعي يتغير فيه آليات الدراسية والمذاكرة وحتى الأصدقاء وغيرها، حيث يشهد الطالب خلاله نمواً ونضجاً.
«الخليج» التقت عدداً من المديرين والمسؤولين الأكاديميين الذين تحدثوا عن أبرز التحديات التي تواجه الطلبة الجدد الذين انتهوا حديثاً من مرحلة الثانوية العامة، والتحقوا بمختلف الجامعات لاستكمال حياتهم العلمية التي ستؤهلهم لسوق العمل وتصقل خبراتهم، حيث أكدوا أن أبرز التحديات تكمن في التعامل مع أعضاء الهيئة التدريسية، والتعبير عن أنفسهم خلال المحاضرات، لأن الفصول المدرسية يكون عدد طلابها أقل بكثير من الجامعة وفي أغلب الأحيان تكون مختلطة، بصعوبة إدارة الوقت، وصعوبة في التعلم بلغة جديدة، واستخدام الطرائق الجديدة في الدراسة والبحث العلمي، واستخدام تكنولوجيا التعلم الحديثة، والتأقلم مع نظام التعليم الجديد، التكيّف مع بيئة المجتمع الجامعي، وطبيعة الدراسة، وتقبل الآخر وبناء الصداقات.

طلاب جدد


كما التقت «الخليج» بعدد من الطلبة الجامعيين الجدد الذين التحقوا بالدراسة مطلع العام الدراسي الجاري، حيث يقول الطالب أمجد محمد: إن نمط الحياة الجامعية مختلف تماماً عن المدرسية، حيث إن آلية الدراسية التي اعتاد عليها لسنوات لم تعد كما هي بل تغيرت من حيث الدروس والمواد وطرائق التدريس وآليات البحث وحتى الواجبات المنزلية الجامعية التي قد لا تحتاج الإجابة عن أسئلة معينة، ولكنها تحتاج إلى المزيد من البحث والقراءة وتدوين الملاحظات للاستفادة من الأساتذة الجامعيين بتوضيح الثغرات.
وأوضحت الطالبة شما آل علي، أن أبرز التحديات التي تواجهها تتمثل في أوقات الدراسة غير المعتادة، حيث إن المدرسة كانت يومياً تبدأ من ساعة محددة وتنتهي في ساعة محددة، وعدد حصص محدد، ولكن في الجامعة يوجد نظام المحاضرات التي قد تختلف مواعيده من يوم إلى آخر، ما يتطلب منها المتابعة اليومية وإجراء الجداول الزمنية لحضور جميع المحاضرات وإحراز أعلى الدرجات.
وبين الطالب أكرم علي، أن أبرز التحديات التي تواجهه في المرحلة الحالية استخدام الطرائق الجديدة في الدراسة والبحث العلمي وبشكل عام طبيعة الدراسة، حيث يرى أن الجامعي له رهبة كبيرة وأقسام متعددة وثقافات مختلفة من الزملاء وأعضاء هيئة التدريس، ولكنه يبذل جهداً حتى ينخرط ويتطور ويتأقلم مع الأجواء الجديدة كلياً بالنسبة له.

فعاليات تطويرية


وقال محمد بسام، مسؤول الأنشطة والفعاليات بمكتب الأنشطة الطلابية في «جامعة أبوظبي» إنه في بداية انخراط الطلبة الجدد في العام الدراسي الجديد تنظم الجامعة لهم أسبوعاً ترحيبياً يضم برنامجاً تعريفياً يساعدهم على معرفة كل شيء عن الحياة الجامعية والخدمات والمعلومات التي ستفيدهم على مدار أعوام دراستهم. كما يضم البرنامج التعريفي أنشطة وبطولات رياضية تشمل بطولة البلايستيشن واللياقة وتجارب كرة الطائرة وكرة السلة وكرة القدم والكريكت، وبطولات الهوكي الهوائي وتنس الطاولة والفو سبول، وإقامة الورش التي تعرف الطلبة بالخدمات الطلابية والإرشاد والتوظيف وخطة سمات الخريج، ويعود السبب لإقامة التجارب الرياضية مبكراً خلال بداية انضمام الطلبة، إلى إتاحة الجامعة الفرصة لإثبات مواهبهم الرياضية، حيث توفر منحة دراسية جزئية للمواهب الرياضية وبذلك يمكن للطالب البدء مباشرة في الانضمام إلى فريق الجامعة في الرياضة التي يحبها، ليستوفي بعدها شروط الاستفادة من المنحة الدراسية.
وأكد أن الجامعة تضع استراتيجية متكاملة لاستقبال الطلبة الجدد، وضمان تهيئة بيئة ملائمة للتعليم والنمو واكتساب المهارات العلمية والعملية والحياتية، عبر إقامة الأنشطة والتحديات والفعاليات الثقافية والترفيهية والرياضية، وينظم مكتب الأنشطة الطلابية في قسم شؤون الطلبة الفعاليات والأنشطة والورش وكثير من الأعمال التطوعية بصورة منسجمة مع معايير سمات الخرجين التي تسهم في تطوير سمات ومهارات الطلاب الحاليين.

استشارات ونصائح


وقال عيسى الرئيسي، مدير إدارة شؤون الطلبة في «جامعة السوربون أبوظبي» يواجه مجموعة من الطلبة الجدد في السنة الأولى بعض الصعوبات والتحديات منها إدارة الوقت، والتحديات الأكاديمية إذ يواجه بعض الطلبة صعوبة في التعلّم بلغة جديدة سواء كانت الإنجليزية أو الفرنسية واستخدام الطرائق الجديدة في الدراسة كالبحث العلمي، وتحدي استخدام تكنولوجيا التعلّم الحديثة والتأقلم مع نظام التعليم الجديد، وبعضهم قد يواجه صعوبة في التكيّف مع بيئة المجتمع الجامعي.

سنة تأسيسية


وأشار إلى أنّ اللغة من أهم الصعوبات التي تواجه الطلبة في المراحل الأولى، في ظل ذلك تقدم الجامعة سنة تأسيسية مكثفة في اللغة الفرنسية لتعزيز قدرات الطلبة وكفاءتهم اللغوية، وتمتد مرحلة الدراسة بناءً على المستوى اللغوي للطالب وأدائه الأكاديمي. كما تهدف السنة التأسيسية في العلوم إلى تزويد الطلبة بالمهارات الأساسية وتمهد الطلبة للالتحاق ببرامج التخصصات العلمية. وخلال السنة التأسيسية ستسنح لهم الفرصة للتعرف والتفاعل مع الطلبة الجدد الملتحقين ببرامج البكالوريوس وغيرها.
وأضاف أنه في إطار حرص الجامعة على تكيّف الطلبة في الجامعية تعنى إدارة شؤون الطلبة بالجامعة بتقديم الاستشارات والنصائح ودعم طلبة الجامعة لمساعدتهم على التعامل مع الصعوبات الشخصية والاجتماعية والنفسية والصحية، بهدف تطوير مهاراتهم العلمية والاجتماعية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ليتمكّنوا من التغلّب على التحديات وإدارة شؤونهم بأنفسهم. كما يقدم مركز التوجيه الوظيفي في الجامعة الذي يضم فريقاً من المهنيين سواء للخريجين أو الطلبة الحاليين المساعدة والخدمات الوظيفية، لتحديد أهدافهم واستكشاف الفرص المتاحة، وتعزيز مهاراتهم الناعمة التي تؤهلهم لخوض سوق العمل، وتوفير فرص تدريب في مختلف القطاعات والمجالات.

أنشطة منهجية


وأكدت الدكتورة ابتهال أبو رزق، نائبة رئيس جامعة العين لشؤون التطوير والمتابعة وعميدة شؤون الطلبة، حرص الجامعة على تنظيم أنشطة منهجية ولا منهجية لدعم العملية التعليمية ومبادرات مبتكرة لكسر رتابة الدراسة وخلق أجواء ترفيهية، وفي الوقت نفسه تخدم الجانب التعليمي لدى الطلبة، وتعزز مهاراتهم وتمكنهم من أن يكونوا مبدعين ومبتكرين ومساهمين رئيسين فاعلين في البيئة المحيطة.
وأوضحت أن تلك المرحلة من أهم المراحل في حياة الطلبة، وتتبلور فيها شخصيته، حيث يعد الانتقال من مرحلة المدرسة إلى المرحلة الجامعية نقلة كبيرة في حياة الطالب يواجه فيها بعض التحديات والصعوبات التي تعدّ مختلفة وجديدة نسبياً بالنسبة له، بسبب تغير البيئة المحيطة، وتجدد الأفكار وزيادة المعرفة والخبرة التي تعزز بناء شخصيته ونمو ثقافته وأفكاره.

التغلب على الخوف والاضطراب


أوضحت الدكتورة هنادي الجبر، أخصائية اجتماعية في أبوظبي أنه خلال مرحلة الالتحاق بالجامعة بعد الانتهاء من الثانوية العامة يتعرض الطلاب إلى ما يعرف بالاغتراب النفسي، حيث هناك طلاب يكونون صداقات سريعة وينخرطون بسهولة في مختلف الأماكن، وآخرون يواجهون صعوبة كبيرة في تكوين صداقات والتأقلم على النمط الجامعي الجديد. وقالت إن الخوف والاضطراب اللذين يتعرض لهما الطلبة الجدد قد يؤثران في أدائهم في الدراسة حتى وإن كانوا متفوقين في المدرسة، حيث إن الانتقال لمرحلة جديدة تشكل مخاوف لدى الجميع، لكونها طبيعة بشرية. وبينت أن دور الدعم الأبرز في هذه المرحلة يقع على كاهل الأهل، حيث عليهم أن يزيدوا ثقة أبنائهم بأنفسهم، وتهيئتهم للمرحلة الجامعية الجديدة عن طريق الاستعانة بأولاد الأقارب أو الأصحاب الذين سبقوهم بسنوات قليلة للاستفادة من خبراتهم. كما يجب على الأهالي تحفيز أبنائهم على الانخراط في الأنشطة الجامعية المختلفة.

بناء القدرات وتحقيق التفوق


أشارت الدكتورة ابتهال أبو رزق، نائبة رئيس جامعة العين لشؤون التطوير والمتابعة وعميدة شؤون الطلبة،  إلى أن الجامعة تعدّ الطلبة محور العملية التعليمية، ولذا نعمل جاهدين على تقديم تجربة أكاديمية ثرية لطلبتنا بوضع استراتيجيات تهدف إلى تحفيز الطلبة وتشجيعهم على المضي قدماً بمسيرتهم التعليمية، محققين أعلى مستويات التفوق الأكاديمي، بتقديم تجربة جامعية متميزة وشاملة قادرة على صقل مهاراتهم الشخصية والعملية، ويتحقق ذلك بالاهتمام بالإرشاد الأكاديمي للطلبة على يد نخبة من الأكاديميين في الجامعة، الذين يقومون بدورهم في إرشاد الطلبة، لبدء مرحلتهم الجامعية بالشكل السليم، وتنظيم الفعاليات والأنشطة التثقيفية لتعزيز مهاراتهم في إدارة الوقت والبحث العلمي والتفاعل مع المجتمع، وتنظيم لقاءات مع رئيس الجامعة وعمادة شؤون الطلبة والكليات، وتزوّدهم عبرها بدليل الطالب الذي يتضمن إرشادات ونصائح مهمة لبداية حياة جامعية ناجحة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا